بدأ يوم الأربعاء عرض فيلم "آلام المسيح" للمخرج
ميل غيبسون في 2800 دار عرض للسينما، وسط توقع بإقبال الكثيرين، وبخاصة
المسيحين على مشاهدة الفيلم المثير للجدل.
وفي استطلاع رأي لوكالة الأسوشيتد برس، اعتبر
بعض المسيحيين أن الفيلم سيمثل "خبرة عميقة" للمشاهدين. بينما انتقد
قطاع آخر "التجسيد القاتم لتعذيب المسيح وصلبه."
ومن المتوقع أن يشاهد الفيلم في أول عرض له 6000
متفرج في 20 دار عرض سينمائي بالولايات المتحدة.
وقبل العرض، واجه الفيلم حملة انتقاد من بعض
الجماعات اليهودية والكاثوليكية التي تتخوف من إثارة مشاعر مناهضة
للسامية، خاصة وأنه يؤكد مسؤولية اليهود بشكل كبير عن صلب السيد المسيح.
وقد يزيد تصريح هوتن غيبسون، والد الممثل
والمخرج ميل غيبسون، الأخير من حجم الأنتقادات للفيلم، إذ قال إن الشعب
اليهودي يبالغ فيما يتعلق بالمذبحة النازية وأن "الهولوكست" ليست "سوى
خيال"، و"المعسكرات لم تكن سوى مخيمات عمل".
وقال هوتن غيبسون، والد الممثل والمخرج ميل
غيبسون، مخرج فيلم "آلام المسيح" الذي يواجه حملة انتقاد واسعة من قبل
اليهود، إنّ الشعب اليهودي يبالغ فيما يتعلق بالمذبحة النازية وأنّ "الهولوكست"
ليست "سوى خيال".
وأضاف هوتن، الذي سبق أن أعلن تصريحات مشابهة،
أنّ "الأمر لربّما يتعلق كليّة، بالخيال، وعلى أيّة حال فإن الخيال جزء
منها".
ونقل موقع actustar.com ان والد المخرج غيبسون
قال "لقد أكّدوا (اليهود) أنه كان هناك 6.2 مليون يهودي في بولندا قبل
الحرب و200 الف بعدها، وذلك يعني أنّه(هتلر) قتل ستة ملايين. ولكنني
ببساطة اعتقد انهم خرجوا. فنحن نجدهم في كلّ مكان ، مثل رونكس وبروكلين
وسيدني ولوس أنجلوس".
وقال هوتن إنّ المعسكرات، كما يسمونها، لم تكن
سوى مخيمات عمل".
ومن المنتظر أن يعرض فيلم "آلام المسيح"
الأربعاء في صالات الولايات المتحدة، وسط حملة انتقاد من بعض الجماعات
اليهودية والكاثوليكية التي تتخوف من أن يثير الفيلم مشاعر مناهضة
للسامية- كما يزعم
ـ، خاصة وأنه يصوّر مسؤولية اليهود بشكل كبير عن صلب
السيد المسيح. وكان الفاتيكان أكد في وقت سابق، أن البابا يوحنا بولس
الثاني شاهد الفيلم، إلا أنه رفض إبداء رأيه فيه. فقد قال المتحدث باسم
الفاتيكان خواكيم نافارو-فالس في بيان إن البابا شاهد بالفعل الفيلم.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان خواكيم نافارو-فالس
في بيان إن البابا يوحنا بولس الثاني شاهد بالفعل الفيلم.
وأضاف نافارو- فالس "إنه تصرف معتاد من قبل
البابا بعدم إعطاء رأيه في مسائل فنية"
وكانت مجلة كاثوليكية أسبوعية قد أشارت في
ديسمبر /كانون الأول الماضي إلى أن البابا أُعجب بالفيلم، كما نقلت
المجلة عن مسؤول رفيع في الفاتيكان طالب بعدم الكشف عن اسمه، قوله إن
البابا شاهد وتمتع بالفيلم.
غير أن مسؤولا آخرا في الفاتيكان سارع إلى نفي
ما نقلته المجلة.
ويدور الفيلم حول الساعات الاثنتي عشرة الأخيرة
التي سبقت صلب السيد المسيح، وقد تم الحوار باللغات اللاتينية والعبرية
والآرامية.
وقد دافع جيبسون عن السيناريو بأنه مخلص للإنجيل،
مضيفا في رد على مخاوف الجماعات اليهودية والكاثوليكية بأن المقصود من
الفيلم "الإلهام وليس الإغاظة."
وأشاد مسيحيون بفيلم ميل جيبسون "الام المسيح"
عن أحداث الساعات الاثنتي عشرة الاخيرة في حياة المسيح قائلين إنه
التزم بالحقيقة كما جاءت في الانجيل. لكن باحثين انتقدوا العمل قائلين
إنه حافل بالاخطاء التاريخية.
وتتراوح شكاواهم من اخطاء في تسريحات الشعر
والملابس الى غياب السياق الانجيلي في الفيلم الذي أثار ضجة بين
المنظمات اليهودية التي تخشى ان مشاهد صلب المسيح قد تثير عنفا ضد
لليهود.
وقال جيبسون الذي نفى ان الفيلم معاد للسامية
إنه استشار باحثين وعلماء لاهوت وكهنة وكتابا روحيين قبل كتابة النص
حتى تكون مشاهد الصلب والام المسيح أقرب ما يمكن الى الواقع.
ويرى مسيحيون كثيرون ان الفيلم يزيد من قربهم
الى الدين. قال الواعظ الانجيلي الشهير بيلي جراهام انه "يجمع في فيلم
واحد عظات حياة بأكملها."
صمم جيبسون الكاثوليكي التقليدي على أن يكون
دقيقا في الفيلم الذي موله بالكامل بتكلفة 25 مليون دولار حتى ان
الشخصيات تتحدث باللاتينية والارامية.
ويقول خبراء ان هذه هي الغلطة الاولى لان
اليونانية كانت لغة الكلام في القدس في عهد المسيح بينما كان اليهود
يتحدثون الارامية والعبرية.
قال دومينيك كروسان استاذ الدراسات الدينية
بجامعة دو بول الكاثوليكية في شيكاجو "يسوع المسيح يتحدث الى بيلاطس
البنطي باللاتينية وبيلاطس يرد بها. ربما حدث هذا في الاحلام. كان
مفروضا أن تكون اللغة اليونانية."
قال مؤرخون وأثريون لرويترز ان استخدام
اللاتينية اقتصر على المراسيم والقوانين ولم تكن لغة الحديث الا لصفوة
المثقفين. وكان أغلب قادة المئة الرومان في الاراضي المقدسة يتحدثون
اليونانية وليس اللاتينية.
ويقول خبراء ان الخطأ لم يقتصر فقط على اللغة
المستخدمة وقتذاك ولكن أيضا في نطق اللاتينية بالفيلم مما جعل أغلب
العبارات غير مفهومة تقريبا كما يقول كروسان الذي يجيد هذه اللغة.
قال عالم الاجناس جو زياس الذي اجرى دراسات على
مئات الجماجم البشرية في حفريات بالقدس ان المسيح ظهر في الفيلم بشعر
طويل. "لم يكن شعره طويلا. والاثار تشير الى ان اليهود لم تكن شعورهم
طويلة."
وقال لورانس شيفان من جامعة نيويورك "النصوص
اليهودية سخرت من الشعر الطويل على أنه شيء روماني أو يوناني."
وقال خبراء ان صور المسيح في الفن الغربي كثيرا
ما ضللت منتجي الافلام.
ويرى خبراء ان الاخطاء لم تكن فقط في تسريحة
الشعر أو اللغة ولكن هناك مشكلة في النص السينمائي الذي يفسر حرفيا ما
جاء في الاناجيل الاربعة عن الساعات الاثنتي عشرة الاخيرة رغم ما بينها
من اختلافات.
قال جيبسون لشبكة ايه. بي. سي. التلفزيونية
بالولايات المتحدة ان العمل الذي قدمه كان طبقا لما جاء في الاناجيل
الاربعة.
لكن كروسان يقول ان غياب السياق التاريخي كان
خطأ اساسيا في الفيلم.
ولا يبدأ الفيلم بدخول يسوع اورشليم حيث رحبت به
جموع اليهود ولكن عندما كان يصلي ليلا في بستان بالمدينة عشية الصلب
والقبض عليه بعد أن خانه يهوذا.
تساءل كروسان "لماذا كانوا يحتاجون الى خائن..
ولماذا في الليل وليس في النهار.."
وأضاف في اشارة الى شعبية يسوع الكبيرة بين
رفاقه اليهود "لانهم لم يريدوا حدوث شغب." وقال ان الفيلم تنقصه هذه
التفاصيل.
ومن أكثر القضايا المثيرة للجدل في الفيلم تصوير
شخصية بيلاطس البنطي الذي حكم بصلب المسيح بضغط من رؤساء الكهنة الذين
أثاروا اليهود ليطلبوا تعليقه على الصليب.
يعترف باحثون بأن الفيلم كان صادقا في النقل عن
الاناجيل ولكن خبراء يقولون انه كان يجب وضع الامور في سياقها.
الاب مايكل ماكاري من معهد تنتور المسكوني في
القدس قال ان الاناجيل الاربعة كتبت بعد الصلب بسنوات كثيرة عندما شعر
المسيحيون الاوائل بأنه من الحكمة مهادنة حكامهم الرومان وتخفيف حكمهم
على بيلاطس.
"ولكن بيلاطس كان غاشما وفي منتهى الوحشية وكان
لا يهمه اطلاقا اعدام بهودي اخر. فقد قتل كثيرين قبله."
وأشار الى انه لم يشاهد الفيلم بعد وأنه يتحدث
من منطلق تاريخي.
ويقول زياس ان الصلب كان عقوبة رومانية شائعة
لاعدام الثوار اليهود في عهد المسيح. وأضاف ان الرومان صلبوا يهودا
كثيرين لدرجة انهم لم يجدوا صلبانا كافية أو أماكن لتنفيذ العقوبة.
وقال جيبسون في حديث أخيرا ان الخبراء الذين رجع
اليهم اختلفوا بشأن التفاصيل الدقيقة. وأضاف "تباينت اراء الخبراء
وألغى بعضها بعضا لاجد نفسي مضطرا للعودة الى ما عندي من مصادر لاوازن
بين الاراء المختلفة وأقرر ما سأقدمه."
وقد حث سابقا احد ابرز زعماء اليهود في العالم
الفاتيكان على اعطاء تعليمات للكاثوليك حول العالم بأن فيلم ميل جبسون
المثير للجدل والذي تدور احداثه حول الام المسيح يعتبر (انجيل ميل)
وليس انجيل روما.
ويبدي الكثير من اليهود قلقا بالغا من ان يؤدي
فيلم (الام المسيح) الذي يستند الى ما ورد في الانجيل لكنه يستند ايضا
الى رؤى راهبة غامضة في القرن التاسع عشر الى اثارة روح معاداة السامية
وانتكاسة الحوار بين الكاثوليك واليهود.
وقال ابراهام فوكسمان المدير الامريكي لرابطة
مكافحة التشهير وهي جماعة ضغط يهودية مستقلة في مقابلة مع تلفزيون
رويترز عقب لقائه مع مسئولين في الفاتيكان ان الفيلم يصور اليهود على
انهم متعطشون للدماء وتواقون الى الانتقام.
وطالب فوكسمان ايضا جيبسون باضافة نص في نهاية
الفيلم يقول فيه للجمهور انه يجب عدم اعتبار الفيلم معاديا لليهود.
وقال في المقابلة التى اجريت في ظلال كنيس روما
اليهودي الذي يقع قبالة الفاتيكان على الضفة الاخرى من نهر تيبر "انه
نسخة ميل جيبسون من الانجيل. انه انجيل ميل. من حقه ان يكون له الانجيل
الخاص به لكنه يقدمه على انه الحقيقة الانجيلية.
"انه يقدمه على انه الحقيقة الانجيلية والحقيقة
التاريخية واعتقد أن الكنيسة مسئولة عن تعاليم الكتاب المقدس وتفسيره.
وهذا يخالف كل ما تعنيه الكنيسة."
وحث فوكسمان العديد من مسئولي الفاتيكان الذين
التقى بهم على اصدار تعليمات للاساقفة في جميع انحاء العالم بأن يصدروا
بيانات محلية يخبرون فيها المؤمنين التابعين لهم بأن الفيلم يعتبر عملا
فنيا وانه لا يمثل تصويرا خالصا لما ورد في الانجيل.
وقال "ستكون هذه رسالة مهمة للتحصين ضد ما اعتقد
انه سينتج عن الفيلم. هذا الفيلم يصور اليهود على انهم متعطشون دائما
للدماء وتواقون للانتقام وساخطون وان الرومان (كشعب) لم يكونوا راغبين
حقا في أن يفعلوا ذلك (قتل المسيح)."
وقال فوكسمان ان الفيلم العنيف الذي يصور اخر 12
ساعة في حياة المسيح يتناقض مع البيان الثاني التاريخي لمجلس الفاتيكان
عام 1965 الذي انكر مبدأ خطيئة اليهود الجماعية في موت المسيح.
وقال "انه تفسير القرون الوسطى التقليدي القديم
لقتل الرب الذي يلوم اليهود وسيشاهده الملايين."
وسيبدأ عرض الفيلم في الولايات المتحدة يوم
الاربعاء 25 فبراير شباط الجاري أول أيام الصوم الكبير.
وقال فوكسمان "امل ان يهب الفاتيكان والكنيسة
الكاثوليكية للدفاع عن تعاليمهما لان الفيلم في الحقيقة تفسير يتعارض
مع ما تقوم الكنيسة بتعليمه على مدى 40 سنة مضت."
واضاف "اذا قامت الكنيسة بتذكير المشاهدين
بتفسيرها للتاريخ وتفسيرها للانجيل وفهمها للتاريخ الخاص بالكتاب
المقدس...فان ذلك سيمثل اجراء كبيرا للتطعيم ضد معاداة السامية الممكنة."
وقال جيبسون وهو عضو في جماعة من الكاثوليك
التقليديين الذين لا يقبلون بعض الاصلاحات التى تم اقرارها من خلال
مجلس 1962-1965 انه لا هو ولا الفيلم معاديان للسامية.
وطالب فوكسمان جيبسون بالظهور على الشاشة عقب
الفيلم ليقول للمشاهدين ألا يلقوا بالمسئولية على اليهود والا فان "الام
الحب ستتحول الى الام للكراهية."
وفي وقت سابق من هذا العام اصبح الفاتيكان محاطا
بتقارير متضاربة حول ما اذا كان البابا يوحنا بولس الثاني قد صدق على
صحة الفيلم. وقال الفاتيكان فيما بعد ان البابا لم يصدر اي حكم علني.
المصدر: وكالات |