(ليست السعادة مقرونة بالسكن في قصر أنيق، أو
الحصول على أحدث موديل للسيارات، وغير ذلك من وسائل الرفاه).
نقرأ تحت موضوع (حياة سعيدة) هذه النصوص:
إن الكثير من سكان القصور لا يملكون السعادة وقد
يملكها بعض أهل الأكواخ..
أضرب لك مثلاً: إن شخصاً مرتبه الشهري عشرة آلاف
ليرة – وهو مبلغ محترم – ولكنه يرى نفسه أفقر شخص في البلد، لاسيما وهو
يعرف من يملك الملايين. وتجد شخصاً آخر مرتبه خمسمائة ليرة – وهو مبلغ
زهيد جداً – لكنه قانع به، رتب مصروفه طبقاً لمرتبه، فهو يشعر واقعاً
بسعادة أضعاف ما يشعر به صاحبنا الأول، ولذا ورد: القناعة كنز لا يفنى.
ولا تتصور القناعة أنها دعوة ضد الإبداع
والتفكير في تطوير العمل وزيادة الدخل، لا أنت أعمل جهدك في رفع مرتبك
ولكن أشعر بالسعادة بالأمر الواقع، ولا تجعل نصب عينيك من هم أكثر منك
مالاً، وتذكر دائماً الحكمة: من راقب الناس مات هماً.
وموضوعنا (السعادة الزوجية) فنحن بامكاننا أن
نعيش سعداء لملاحظة ما يلي:
1- تجنبي أيتها الأخت أن تسخطي زوجك وتحملي منه..
فربما كانت أتعاب العمل وكفاح الحياة أثر عليه، لا تكوني أنت مع الدهر
عليه، وتذكري حيث رسول الله (ص): (أيما امرأة أدخلت على زوجها في أمر
النفقة، ولكفته ما لا يطيق لا يقبل الله منها صرفاً ولا عدلاً إلا أن
تتوب وترجع ويطلب منه طاقته).
2- يقول سبحانه وتعالى: (ولا تمدن عينيك إلى ما
متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير
وأبقى)، ولا تفكر يا أخي إذا لمست عند زوجتك عيباً أن تستبدل بها غيرها،
فما يدريك لعلك تجد في الثانية ما هو أشد، فالبرضوخ للأمر الواقع سعادة.
3- يجب على كل من الزوجين أن يقابل إساءة الطرف
الثاني بالإحسان، فطالما استعبد الإحسان إنساناً، أما إذا أراد أن
يقابل الإساءة بمثلها أو بأشد منها، فمعنى ذلك أن باب المحكمة أصبح
ينتظرهما، ويكون هناك الفراق.
4- لعل العوارض التي تصيب المرأة من مرارة الحمل
وثقله، وآلام الولادة وملازمة الخدمة الطويلة للطفل وللبيت كل هذا يجعل
من المرأة أن تفقد شيئاً من رحابة الصدر، فينبغي أن نعطيها بعض الحق
ولا نكون نحن والزمان عليها.
قال الإمام الصادق (ع): (إن إبراهيم (ع) شكى إلى
الله تعالى ما يلقى من سوء خلق سارة، فأوصى الله إليه: إنما مثل المرأة
مثل الضلع المعوج، إن أقمته كسرته، وإن تركته استمتعت به، أصبر عليها).
5- وأنت يا أخي إذا بنيت على أن تكون زوجتك
ملائمة وموافقة لك مائة بالمائة فأنت بعيد عن الصواب لأن الله سبحانه
وتعالى أعطى لكل من عباده حظاً من الإيمان والعلم والأخلاق والعادات
والقابليات وغير ذلك من المنح الإلهية، فيندر أن يكون توافق بين اثنين
في جميع الأمور.
فإذا سلمت للأمر الواقع واعطيت بعض الحق لشريكة
حياتك عشت سعيداً.
ونقرأ في موضوع (الحث على الزواج) هذه التذكيرات:
جاء الإسلام منهجاً للحياة يهدم المناهج التي
سبقته، ويبني بناءً جديداً، فهو يلتفت لكل صغيرة وكبيرة، وينبه على كل
شاردة وواردة، لقد وجد مخلفات الجاهلية كثيرة فجعل يهدمها بشدة لا
هوادة فيها.
وطبيعي أن يلتفت إلى موضوع الزواج فهو عامل مهم
جداً في حياة المجتمع وقد أحاطته الجاهلية برتوشها الوثنية ما منها:
كانوا لا يأتفون من التنازع على أبناء البغايا
ويتبنوهم إلى كثير من هذا وشبهه.
فكان من المراحل البنائية للدين الجديد هي الحث
على الزواج، وعدم الاعتراف بالفوارق الطبقية، فالمسلم كفو المسلمة بغض
النظر عن المال والجاه والفوارق الأخرى.
نسجل في هذه الصفحات بعض أحاديث الرسول الأعظم
(ص) في الحث على الزواج:
1- قال رسول الله (ص): من تزوج فقد أحرز نصف
دينه، فليتق الله في النصف الباقي.
6- قال رسول الله (ص): (ما استفاد امرؤ مسلم
فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا
مرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله) |