يعاني الكثيرون من ساقين متعبتين دائما، وإذ يشعر
البعض بهذا التعب خلال العمل نهارا ويفسرونه على أساس الوقوف الطويل،
يساور هذا التعب سيقان موظفين مكتبيين ويؤرق نومهم طوال الليل. ويطلق
الطب على هذه الحالة اسم متلازمة الساقين المتعبتين Restless-Legs-Syndrom
(RLS) ويعتقدون حتى الآن أن أسبابها موضعية تتعلق بالعظام والعضلات.
لكن دراسة ألمانية جديدة نشرتها مجلة «أرشيف الطب الباطني» في عددها
الأخير اشارت إلى أن النساء اكثر عرضة لمتلازمة الساقين المتعبتين من
الرجال، وأن للحالة علاقة بعدد الأطفال الذين أنجبتهم المرأة وعددهم في
البيت. وذكر البروفيسور كلاوس بيرجر، رئيس قسم الطب الاجتماعي في جامعة
مونستر في المانيا أنه من الممكن للأطباء أن يختلفوا حول أسباب ظاهرة
تعب الساقين إلا أنه ما عاد هناك مجال للخلاف حول انتشار الحالة بين
النساء. وتقول دراسة أجراها قسم الطب الاجتماعي في مونستر إن النساء
يعانين ضعف ما يعانيه الرجال من هذه الحالة.
وتحمل الدراسة عنوان «الحياة والصحة في فوربومرن»
وعمل خلالها بيرجر ومساعدوه على تحليل معطيات حول 4310 مواطنين يعيشون
في فوربومرن في الفترة بين 1997 و2001. وقام الباحثون بفرز الأشخاص
المعانين من الساقين المتعبتين وأخضعوهم لفحوصات طبية واستجواب طبي
تفصيلي، كما تم التأكد من وجود الخصائص التي تميز متلازمة الساقين
المتعبتين.
ولاحظ بيرجر وزملاؤه أن الأعراض الأساسية، وبالتالي
المرض، تنطبق على ما لا يقل عن 10.6% من سكان فوربومرن الذين تزيد
أعمارهم عن 20 سنة. وكان المرضى يعانون من الأعراض الأربعة المميزة
للمرض وهي: اضطراب عصبي في الساقين يرتبط بحركة صعبة للقدمين، اضطراب
موتوري (عضلي)، تراجع التعب والآلام من خلال الانشغال في إيقاع العمل
اليومي، وتفاقم الأعراض في المساء والليل. وتوصل فريق العمل أيضا إلى
أن متلازمة الساقين المتعبتين تعود إلى قائمة أكثر الأمراض العضلية ـ
العصبية انتشارا بين السكان. وكانت كافة التقديرات السابقة تشير إلى
انتشار الحالة بين 5 و10%. وتبدو اللوحة اكثر قتامة حينما تتعلق الحالة
بالمرأة لأن الدراسة الجديدة تشير إلى نسبة انتشار ترتفع إلى 13.4%
مقابل الرجال (7.6%). وكانت نسبة الانتشار، عند الأفراد ما بعد العشرين
من الجنسين، ترتفع باطراد مع تقدم العمر. وهكذا كانت نسب الانتشار بين
الأفراد من مجموعة عمر 20 إلى 29 هي 3 % للرجال و 4.9 % للنساء، وكانت
بين مجموعة الأفراد من سن 60 إلى 69 تبلغ 13.2 % بين الرجال و19.4% بين
النساء.
وفسر الباحثون اختلاف قابلية الإصابة بالحالة بين
الجنسين على أساس عدد الأطفال الذين ولدتهم المرأة وعلى عددهم في البيت.
إذا كانت نسبة الانتشار بين النساء اللاتي لا يملكن أطفال تعادل نسبة
انتشارها بين الرجال. أي أقل بنحو 50 % من المعدل العام بين النساء.
وكان معدل الإصابة عند النساء يترفع بشكل ثابت مع زيادة عدد الأطفال
الذين أنجبتهم الأم. وكانت نسبة المرض بين النساء من عمر 40 الى 59 سنة
وولدن 3 مرات أو اكثر يعادل المعدل بين الرجال ثلاث مرات ونصف المرة.
ثم عاد معدل الانتشار بين النساء من مجموعة أعمار 60 الى 79 إلى
الانخفاض مقارنة بالرجال.
ويميل العلماء لتفسير انتشار متلازمة الساقين
المتعبتين بين النساء الولودات على أساس الهرمونات. ويؤكد هذه الحقيقة،
حسب رأي الأطباء، أن علاقة عدد الأطفال بالحالة تتراجع بين النساء
اللاتي تخطين سن اليأس.
من ناحية أخرى ذكر الدكتور يورن زيب، رئيس قسم
الأمراض العصبية في مستشفى شترالسوند، لصحيفة « الصيدلي» الألمانية أن
مصدر متلازمة الساقين المتعبتين يقع في الدماغ وليس في عضلات الساقين.
وأكد زيب أن كامل العلاج يعتمد على هذه الحقيقة وأن على الأطباء الكف
عن البحث عن مصادر التعب بين الألياف العضلية. |