أظهر تقرير الشرق الأوسط الأكبر/ المهمات
الأمريكية سنة 2004 في الجانب الأمني منه حيث ستستمر الولايات المتحدة
في السنة 2004 بمواجهة بعض المشكلات منها تحديث الدفاع التي ما زال
حلفاؤها الأوروبيون يعانون منها، على الرغم أن الولايات المتحدة قد
خصصت 400 مليار دولار لموازنة الدفاع، وأوضح التقرير أن الولايات
المتحدة الأمريكية لا تستطيع بكل بساطة أن تطبق خططها الحالية حول
الانتشار والجهوزية وتحديث القوات نتيجة لذلك تواجه الولايات المتحدة
صعوبات كبيرة في تمويل تحديث القوات الجوية، وطائرات القتال والدعم
الجديدة، ولم توقف بعد الخفوضات المستمرة في إعداد سفنها الحربية،
وتفرض أعباء متزايدة على تحديث قوات المارينز. ولم تترجم التقدم الذي
أحرزته في الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع إلى خطة فاعلة لخوض حرب
تكنولوجية ومعلوماتية والأهم من ذلك، لم تعد خطة واضحة وممولة لبناء
جيش المستقبل وأبرز التقرير أن الولايات المتحدة تواجه ضغوط خطيرة في
القتال (حرب العراق) حتى عندما تكون الحرب طويلة وغير مكثفة، وليس
السبب أن الولايات المتحدة لا تستطيع استعمال المميزات الهائلة التي
تتمتع بها قواتها التقليدية المنظورة جداً لشن حروب إضافية أوسع نطاقاً،
بل لأنها لا تستطيع القيام بذلك مع الهيكلية الحالية لقواتها، والإبقاء
في الوقت عينه على دورة الانتشار والتناوب الضرورية للحفاظ على قواتها
المحترفة والماهرة، واعتبر التقرير أن هذه الضغوط التي تواجه الولايات
المتحدة تعتبر سبب أساسي في سعي الولايات المتحدة إلى توسيع دور الحلف
الأطلسي.
والقوات العسكرية الأوروبية في (الشرق الأوسط
الأكبر) تحتاج الولايات المتحدة إلى أكثر من تحالفات سياسية، أنها
تحتاج إلى تحالفات تخوض حروباً، نظراً للدور المهم الذي أداه الحلف
الأطلسي في أفغانستان وكذلك الدور الذي أدته بريطانيا في العراق، لدى
إدارة بوش أسباب عملية راسخة للمطالبة بمزيد من المساهمات وأضاف
التقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه ثلاثة مخاطر محتملة خارج
أوروبا، والشرق الأوسط الأكبر، من شأنها أن تمارس المزيد من الضغوط
الخطيرة على القوات الأمريكية في السنة الحالية وفي المستقبل المنظور:
وأشار التقرير أن الوضع الأمني الكوري على الأرجح سيتحسن لكن كوريا
الشمالية لن تتوقف عن نشر الأسلحة النووية، ويبقى خطر الوقوع في سوء
تقدير كبير قائماً. وعن العلاقات الصينية الأمريكية قال التقرير أن ليس
هناك سبب قوي يدفع إدارة بوش إلى اعتبار الصين من جديد خطراً ناشئاً،
ويبدو أن إدارة بوش قد أدركت أن القومية التايوانية أكثر اخلالاً
بالاستقرار من طموحات الوحدة مع الصين، لكن يبقى مضيق تايوان ورقة
حساسة.
وعن دور الولايات المتحدة في دول أمريكا
اللاتينية التي تعاني من اقتصاداتها وهيكليتها السياسية والتي يمكن أن
يتحول هذا الوضع إلى مشكلة أشد خطورة بالنسبة إلى الولايات المتحدة سنة
2004 وعن الحرب على المخدرات أكد التقرير أنها ستستمر في حال فوز بوش
بولاية ثانية، وعن قدرة الولايات المتحدة على تغيير شامل في الجيش بهدف
التركيز أكثر على الانتشار السريع والحرب المتفاوتة أوضح التقرير أن
التغييرات الأساسية لتمكين الولايات المتحدة من خوض حروب متفاوتة
بفاعلية، مازالت في بداياتها، وأن الولايات المتحدة ليست جاهزة بعد
لإطلاق عملية تحويل شاملة لقواتها، وستكون موازنة 2005 رابع موازنة
دفاعية تعدها إدارة بوش لكنها لن تحمل عناصر تغيير أهم بكثير من الأول،
وستتضمن خفوضات كبيرة وإجراءات تقشفية في مجالات عديدة في التحديث
العسكري ويذكر أن الولايات المتحدة تنفق أكثر من 3.5% من إجمالي الناتج
القومي على الدفاع، بينما يتفق حلفاؤها الـ18 في الحلف الأطلسي حوالي
140 مليار دولار مع تنسيق محدود جداً يتركز معظمه على القوات التقليدية،
بدون مهمة واضحة في الوقت الراهن، في إشارة إلى المشكلة الأخطر بين
القوى (الأربع العظمى) في الحلف الأطلسي هي ألمانيا، ففي حين أن القوات
الألمانية مازالت تضم عناصر مؤهلين جداً، تنفق ألمانيا حوالي 1.3 إلى
1.5% من إجمالي الناتج القومي على الدفاع مقابل 3.2% أثناء الحرب
الباردة، أما فرنسا وبريطانيا فتنفقان حوالي 2.4 إلى 2.6% من إجمالي
الناتج القومي وتبلغ النسبة أكثر من 2% في معظم الدول الأوربية الأخرى. |