لا زالت الأسئلة الماضي تجثم على صدرنا ولازالت
خيوط اللامرئية تعصب بحاضرنا، وتهدد مستقبلنا تساءلات كثيرة لم يتم حتى
التوقف عندها..
الإسلام الحقيقي... التاريخ المسكوت عنه
وتعبيراته في العدل والشورى والعنف والتسامح والحرية واحترام الرأي
الآخر.. لماذا.. لماذا تغيب عن مناقشتها في أوساطنا وخاصة النخبوية...
رحماك سماحة الإمام الراحل محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) لقد كنت
الحاضر الغائب بذاكرتي المجروحة؟!!
بدعوة من مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة
دمشق شاركت مجلة النبأ في فعاليات برنامج ندوة تجديد الخطاب الإسلامي
10 – 12 شباط 2004 وتضمنت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور سمير حسن..
محاضرة السيد زكي ميلاد(رئيس تحرير مجلة الكلمة في المملكة العربية
السعودية) حيث تمحورت المحاضرة على الإجابة على سؤال لماذا لم يتجدد
الخطاب الإسلامي؟ وبرأي ميلاد أن القطيعة بين الفكر الإسلامي في
مرحلتيه الحديثة والمعاصرة، حيث كشفت هذه القطيعة المفارقات الكبيرة
بين تلك المرحلتين منوهاً أن الفكر الإسلامي في مرحلته الحديثة كان على
درجة من التمييز والتقدم يفوق ما كان عليه في مرحلته المعاصر مستنداً
إلى رؤية الدكتور رضوان السيد إشكالية النهوض والتقدم، باعتبار أن
إشكالية الفكر المعاصر، هي الهوية ومقتضياتها وأساليب حفظها، وأكد على
أهمية تجديد الخطاب الإسلامي يتطلب تجديداً وإصلاحاً في واقع المؤسسات
الدينية.
وأشار ميلاد إلى أن انقطاع المثقفين والنخب
الفكرية عن الثقافة الإسلامية أدت إلى منشأ الخلل والضعف، حيث كانت
الثقافة الإسلامية بأمس الحاجة إلى خبرة هؤلاء المعرفية والمنهجية،
مضيفاً أن سلطة التراث وغلبة التقليد، والاستبداد السياسي الذي شكل
مناخاً يعارض اتجاهات الإصلاح والتجديد ويكرس التبعية والتقليد حيث كان
الاستبداد والعمل كما يقول الكواكبي حرباً دائمة، وطراداً مستمراً،
يسعى العلماء في تنوير العقول ويجتهد المستبد في إطفاء نورها؟ وتميزت
محاضرة الدكتور أحمد برقاوي رئيس قسم الفلسفة في جامعة دمشق، بعنوان
محمد عبد ومسألة الحكم جرثومة العلمانية في فكره) بمحاولة فك الاشتباك
بين العلماني والديني، عبر سلطة العقل وتفكيك الخطاب الديني في ضعفه
وقوته، موضحاً أن الإجابة بالعودة إلى الإصلاح الديني – الإسلامي على
هذا السؤال تكتسب أهمية خاصة في مرحلة تشهد ظاهرتين سلبيتين ظاهرة
الحركة الأصولية العنفية والسلفية، وظاهرة الدولة المستبدة شبه
العلمانية مؤكد أن الإصلاح الديني – الإسلام هو الذي زرع – جرثومة
الدولة العلمانية الديمقراطية، مما يدحض فكرة أن يكون الإسلام بالضرورة
داعياً لدولة لاهوتية مستبدة، وكان لنص محاضرة الدكتور جودت سعيد أهمية
استثنائية حيث أبرز أن تجديد الخطاب الديني من خلال الحوار وأن الحوار
لا يتم إلا بين طرفين متكافئين، وأن هذه يلقي عبئاً مضاعفاً على
الحضارة العربية والإسلامية كي ترتقي بخطابها لتحاور ذاتها ثم تحاور
الحضارة الغربية.
مشيراً إلى أن ثقافتنا هي التي تصنع الإنسان
العاجز الغثاء؟
وقدم الحضور بعض المداخلات وكان أهمها والتي
استبعد الجواب عن سؤال على من تقع مسؤولية تجديد الخطاب الإسلامي؟ من
قبل د. معن صلاح الدين علي، وفي لقاء مع الدكتور معن صلاح الدين علي
وجواب عن سؤال أهمية التجديد أجاب التجديد أولاً رسالة من السماء إلى
الأرض فالله سبحانه وتعالى بدأ بنفسه بهذه الفكرة: قال الله تعالى في
كتابه العزيز (سورة الرحمن) (كل يوم هو في شأن) أليس وجود رسالات
سماوية عبر الزمن، هو تجديد بحد ذاته أليس (الناسخ والمنسوخ) في القرآن
الكريم هو لون من ألوان التجديد أليس التأويل بحد ذاته تجديد.. أليس في
خلق الله سبحانه وتعالى تجديد – أليس من أسماء الله الحسنى سبحانه
وتعالى.. هو البديع وهو الحي القيوم.. أليس ذلك من عظيم التجديد.. أليس
عامل الزمن هو عامل متغير دوماً منذ الأزل والى الأبد.. وهو جوهر
التجديد.
أليس العقل البشري بحد ذاته هو منطلق التجديد
وهو هبة الله، أليس تعاقب الليل والنهار، والصيف والخريف والشتاء
والربيع والبرد والحر... وكله من عند الله سبحانه وتعالى هو لون من
ألوان التجديد وفكرة التجديد وقانون التجديد ومعنى التجديد و.. وهو
سماوي قبل أن يكون أرضي والمؤمن بالسماء.. يؤمن قبل كل شيء وبما هو آت
من السماء ومصدره السماء... إذاً التجديد هو طور إيماني وشكل من أشكال
الإيمان بالله سبحانه وتعالى وهذا مُسلم به – وبما أن موضوعنا هو تجديد
الخطاب الديني فعلينا أن نقرّ ونعترف ونؤمن بأن تجديد الخطاب الديني هو
مهمة وهامة جداً لاستمرار تطابق روح العصر والحضارة والتقدم مع روح
الدين الإسلامي الحنيف الذي هو بجوهره أساس عظمة الإنسانية وتقدمها
وغير ذلك التطابق فهو مخالف للسماء والجدير بالذكر والانتباه أن وعلى
هامش المؤتمر وأمام كوكبة من العلماء بحضور العالم المصري جمال البنا
والباحث السوري فؤاد العشا، كان لسؤال د. معن صلاح الدين علي) لماذا لم
يتفق المسلمون على موضوع (صدق الله العلي العظيم) بدلاً من (صدق الله
العظيم) وعالج السؤال د. عبد الله النجار بطلب من د. صلاح بماذا يجب أن
نقول قال: أنا لم أنطلق في جوابي من أي منطلق إلا منطلق العلم والخير
فأنت وأي قارئ لأية قرآنية كريمة فتبدأ بكلامك قال الله تعالى في كتابه
العزيز ومن ثم تقرأ الآية الكريمة أصحيح ذلك قالوا: بلا قلت هل أحد منا
يقول قال الله في كتابه العزيز دون أن نقول قال الله تعالى أو قال
سبحانه وتعالى.. قالوا بلا إذا بدأ بتعالى وتعالى هو العلي مصدر واحد
ومعنى واحد وصفة لله واحدة ومصدر لغوي وفقهي واحد إذا كما بدأت بها ألم
تختم بها بعد أن تختم الآية بقولك صدق الله العلي العظيم) وكان رأي
الحضور إن هذا كلام حق وجميل وجديد في مفهومه. |