في كلمة الجمعة الماضي -15ذوالحجة1424هـ- لسماحة
السيد طاهر الشميمي حفظه الله أكّد على ضرورة الاستعداد لاستقبال شهر
محرم وذكرى استشهاد الإمام الحسين(ع) ، فبدأ بقول الإمام الرضا(ع): ((إن
المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دماؤنا،
وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأُضرمت النيران في
مضاربنا، وانتُهب ما فيه من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا.
إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء،
أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء. فعلى مثل الحسين عليه السلام
فليبك الباكون. فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام ))
وقال سماحته بأن في هذا العام سيكون للإمام الحسين
(ع) ولعاشوراء شأن آخر وذلك لما حدث في أرض الإمام الحسين الذي كان
ضريحه وأرضه وشيعته مكبلين طيلة السنوات الماضية، فالعالم متشوّق
لزيارة العتبات المقدسة في العراق.
و بيّن السيد الشميمي أن امتداد الشعائر الحسينية
نابع من كربلاء التي شّرفها الله تعالى على بقاع الأرض كافّة كما شرّف
الحسين(ع) على الأنبياء والأوصياء والأسباط والصديقين والشهداء.
ثم بيّن مكانة الإمام الحسين(ع) والذي عبّر عنه
القرآن الكريم بكلمة (عظيم) وذلك عندما أمر الله سبحانه وتعالى نبيه
ابراهيم أن يذبح ولده ثم جاء النهي من الله تعالى فحزن النبي (ع) لأنه
كان يرغب في تقديم ولده قرباناً لله، فبيّن الله تعالى له أن سيكون من
نسله ذبح عظيم وهو الحسين (ع).
وورد عن الإمام الرضا(ع): بكت السماوات والأرض على
قتله
وقال الإمام الصادق(ع): إن السماء بكت على الحسين
أربعين صباحاً بالدم، وإن الأرض بكت أربعين صباحاً بالسواد، وأنّ
الشّمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة، وأنّ الجبال تقطعت وانتثرت،
وأن البحار تفجرّت، وأن الملائكة بكت أربعين صباحاً على الحسين
وأوضح السيد حفظه الله أن كافة الموجودات تفاعلت مع
قضية الحسين(ع) والتي هي قضية كونية عالمية لا تخصّ فئة أو جيلاً أو
ديناً محدداً وإنما هي للعالم أجمع، حتى الصخر تفاعل معها، إلاّ فئة من
الناس والذين عُبّر عنهم في الزيارة الواردة بالأمة التي سمعت بذلك
فرضيت به، أو ساهمت بقتل أصحابه(ع) وشيعته.
ودعا سماحته في هذه المناسبة إلى ضرورة نقل سيرة
الحسين(ع) وقضيته وأبعادها للأجيال القادمة وللعالم أجمع عبر وسائل
الإعلام المتاحة بالصورة الصحيحة المشرّفة كما نقلها التاريخ.
وفي الوقت ذاته أكّد الشميمي على ضرورة أخذ الحيطة
والحذر أثناء ممارسة هذه الشعائر مؤكداً على أن شدة التزاحم والإقبال
والمشاركة تدعونا لأخذ الإحتياطات اللازمة والتنظيمات الضرورية.
كما يجب علينا أيضاً أن ننقل قضية الحسين(ع) بصورة
لائقة بالقول والعمل وأن لا نتسبب في الإساءة لها، إذا أنها قضية عامّة
تُعرض للعالم أجمع، (كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا). |