اخواني في مجلة النبأ المحترمين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من قم المقدسة ارسل اليكم موضوعي والذي يتضمن ردا
على ماكتبه سماحة السيد علي العلوي في مجلتكم العدد 49 فأرجو منكم
الاطلاع ونشره من اجل رفع ما التبس على كاتب المقال مع فائق شكري
وتمنياتي لكم باليمن والبركة.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى آله
الطيبين الطاهرين..
بلا ادنى شك ان لكل علم مصطلحاته الخاصة ولا
يعتمد فيه على الظهور العرفي كما يدعي سماحة السيد المحترم فحجية
الظهور التي يتحدث عنها لاغبار عليها ولكن في خصوص النصوص الشرعية
والمخاطبات العرفية، اما ان نفترض ان تكون كلمات العلماء في فن معين
كالطب والهندسة والرياضيات والفلك مطابقة للفهم العرفي فهذا يستدعي ان
يكون كل الناس علماء ويعلمون بمجرد قراءت الكتب العلمية ولا يحتاجون
الى اساتذة ومعلمين، ثم انه ليس من المناسب ان نشير الى بعض الاسماء
المعروفة وننسب اليهم الانحراف بدون ان نذكر المقالات المنحرفة التي
يقولون بها فالمفروض من سماحة السيد ان يذكر لنا مواطن الخلل في
مقالاتهم من جهة مايقصدونه ومابينوه في رسائلهم ومؤلفاتهم لا ان يأتي
لما يظهر من اللفظ ويسجل الانحراف بناء على حجية الظهور، وسبحان الله
هل يجري حجية الظهور في كتاب الله مطلقا حتى في الايات التي تصف الله
تعالى بالجسمية وان له يد وقد استوى على العرش وما الى ذلك ام يقول لا
هذا فيه مجال للتأويل، ولا اقول ان كلام الفلاسفة والعرفاء قرآن، بل
اقول اننا لايهمنا نفس اللفظ بقدر مايهمنا مقاصدهم، وحتى لو التزمنا
بظاهر اللفظ فالاصوليون يقولون انه حجة مالم تأت قرينة متصلة او منفصلة
على خلافه..
ثم ان المخلوقات لها كمالات وان الله له جميع
الكمالات واضح وقد اوضحوه في مضان كثيرة بمعنى ان الانسان له علم وهذا
كمال فالله تعالى له علم ولكن بشكل اتم واكمل، وكما ان الانسان له
ارادة كذلك الخالق له ارادة ولكنها لا كإرادتنا بل بمعنى لايستلزم
النقص له تعالى من الميل وغير ذلك ..
واعتقد ان مسائل الفلسفة تحتاج لبيان مسئلة
مسئلة الى بحث اطول بكثير من المقالة التي تفضل بها سماحة السيد العلوي
والتي خلط فيها العرفان بالفلسفة بضربة واحدة..
ثم انه يقول نحن نتحفظ على الفلسفة الا اننا
نستفيد منها كغاية لا كوسيلة، ولا ادري كيف يقتنع سماحة السيد او
يقنعنا بذلك هل ان الانسان يقضي شوطا كبيرا من عمره من اجل رياضة ذهنية
لا اكثر ويرفض قبول مسائلها، كيف تكون رياضة وهي سقيمة بنظره ومنحرفة،
هل يحق لمن يحرم لعبة الشطرنج ان يلعب هذه اللعبة من اجل الرياضة
الذهنية لا من اجل الترفيه والترويح عن النفس ؟
لا اعتقد ان هذا المعنى يرضاه سماحة السيد ..
وانا ارى من الضروري للناقد ان يتوغل في هذا
العلم ليدرك كنهه ثم بعد ذلك يستطيع ان يكون ناقدا جيدا ومفيدا لا ان
يصد الناس عن علم اجمع عليه الاوائل والمتأخرين من الحكماء المسلمين
وغيرهم .. ولا شك في ان هناك منحرفين في هذا الفن ناتج عن ضعف بصيرة او
سوء سريرة وهذا موجود في كل مجال ففي علم الكلام الذي اشاد به سماحة
السيد توجد لدينا فرق قد اضلهم المتكلمون ولا زالوا مثار الخزي والعار
للامة الاسلامية وهناك فقهاء قد أحلوا الحرام وحرموا الحلال ولكن لم
نتبرأ منهم جميعا بل تبرأنا من المنحرفين والمغرضين ومن آرائهم ..
واعتقد كذلك ان سماحة السيد لا يدري ان المعتمد في منهج الحكماء (الفلاسفة)
ليس الاستدلال مطلقا بتمثيله واستقراءه وقياسه وان ذكروا ذلك من ضمن
الاستدلالات المنطقية بل المعتمد عندهم اما القياس لامطلقا بل البرهاني
وايضا الاستقراء لامطلقا بل التام الذي يرجع بالنتيجة الى القياس ويسمى
بالقياس المقسم وهو برهاني ايضا .. والسبب في اعتمادهم على البراهين
لعدم قبولهم بما لا يفيد اليقين بالمعنى الاخص والذي لا يقبل التزلزل
.. فأرجو من سماحة السيد المراجعة وشكرا .. |