في
البدء كانت الكلمة ومنها انبثقت الحكمة وتفتقت العبقريات، ويرحل
الحكماء بينما يدوم ظل الكلمة، لتبقى أنيس القارئ، وبغية الباحث، وضالة
المؤمن، ومنار الأجيال، وهي فوق كل ذلك متجددة ما تجدد الزمن وتقادمت
العصور.
نقرأ في الـ(مقدمة) هذه السطور:
(.. لأن الكلمة تنمي القدرات، وتوسع المدارك،
وتشحذ المواهب، وترتقي بالأفراد والمجتمعات والأمم فتبلغ بهم المراتب
السامية، وترتفع بهم إلى ذروة المجد، ولأنها النور الذي يجعل حياة
الإنسان حية ومضيئة بأنوار المعرفة، وعنوان الحضارة والسبيل الأوحد لها
كانت وستبقى الدليل على الوجود والحياة.
فالأديب يصقل الكلمة درراً تنقي النفس من أدران
وجشوبة الحياة، والفنان يرسمها لوحات تزين واجهات الأزمان المكفهرة،
والعالم يجمعها خارطة للتاريخ كله والحاضر والمستقبل، ليجني ثمارها
طالب الحكمة فيغترف منها ما شاء الله له، ويقتني منها المصلح ليوصل
فكرته بأسلم طريق...).
ونقرأ في حقل (ترجمة حياة الإمام المجدد
الشيرازي الثاني (قدس سره) هذه التعاريف المختصرة:
(اسمه: محمد
ألقابه: الشيرازي
الحسين
نادرة التأليف[1]
سلطان المؤلفين[2]
نابغة الدهر[3])
ثم نقرأ في الباب الأول رقم (1) المعنون
(الإنسان) هذه الكلمات:
(إن المهم ألا يخرج الإنسان عن منهج الله، ليوفر
لنفسه السعادة ويبعد عنها الشقاء).
(من أولى متطلبات الشخصية الناجحة، الصدق في
معاملة الناس، ومطابقة الأقوال بالأفعال، ورعاية مصالحهم، والالتزام
بالمبادئ السلمية).
وكذلك نقرأ في حقل (الإسلام) هذه الثوابت
الإيمانية:
(أن القرآن الكريم كتاب حياة، فهو مجموعة
متكاملة من التعاليم الإلهية التي تكفل السعادة الدنيوية والآخروية
للتجمع البشري).
(رفع الإسلام شعار السلام منذ الوهلة الأولى من
نزوله، فتحيته السلام، وشعاره السلام، وآخر الصلاة السلام).
أما في حقل الوعي فنقرأ هذه الإشارات:
(الأثر العظيم لا يكون إلا بمقدمات ومبادئ
عظيمة)
(إن سبب انحسار العقليات الكفوءة، يعود إلى نهج
الحكومات في تقريب المصفقين من الإمعان، وإبعاد كل صاحب رأي وصاحب
كفاءة عن دائرة الخدمة والمسؤولية).
وما نقرأ في حقل (التبليغ) هذه الخلاصات:
(إن كل حامل للإسلام يشع بمقداره إشعاعاً
إسلامياً، وكلما كثرت الحملة كثر الشعاع).
(إن الأمويين سوّدوا صحائف التاريخ بأعمالهم
البشعة، التي يندى لها جبين الإنسانية، فسنوا قطع رؤوس الناس، والطواف
بها في البلاد، ثم تبعهم بنو عباس).
بعد ذلك نقرأ في حقل (الإعلام والرأي العام) هذه
الشروحات:
(إذا أريد من الإعلام أن يكون في المستوى
المطلوب فيجب أن يعبر عن فكرة سليمة ويكون هدفه نبيلاً).
(المتفحص لتاريخ الشعوب، يجد بأن للرأي العام
تأثيراً كبيراً في مدى استقلالها وحريتها).
ومن ثم نقرأ في حقل (الحرية) هذه التعابير:
(ينبغي على الكتاب أن ينبهوا الناس إلى أن تطبيق
الحرية يلزم التدرج، وإلا فإن إطلاقها بدون جدولة زمنية وتحت نظر
الخبراء ستنقلب إلى الضد، وتتحول إلى فوضى).
(لما بزغ فجر الإسلام، كان همه الأول القضاء على
الاستبداد والقهر والظلم، وهذه الأمور لا تتحقق إلا بالحرية).
الكتاب:
رحلة في آفاق الحياة
ألف كلمة وكلمة للمجدد
الشيرازي الثاني (قدس سره)
المؤلف:
محمد طالب الأديب
الناشر:
دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع (بيروت لبنان)
WWW.daraloloum.com
المواصفات:
الطبعة الأولى 2004م
(377) صفحة من القطع المتوسط
[1] - يؤكد
الدكتور اياد موسى محمود (أستاذ علم الاجتماع بجامعة سسكي في لندن،
في كتابه (دراسات في فكر الإمام الشيرازي) بأن علماء الغرب قد
تأثروا بفكر وكتابات الإمام الشيرازي وأخذوا منها ما يناسبهم من
أفكاره وأطروحاته.
[2] - اعتبر
الدكتور اسعد علي (أستاذ جامعي وعضو مجمع البلاغة العالمي) أن
العدد غير العادي لمؤلفات الإمام الشيرازي يعطيه لقب (سلطان
المؤلفين) وأن فكرة إطلاق هذا اللقب عليه ستعرض على مجمع البلاغة
العالمي، وأضاف إلى أنه سيتم رفع شكوى على مؤسسة غينيس للأرقام
القياسية لاعتبارها البريطاني الذي له من المؤلفات ستمائة كتاب فقط
صاحب أعلى رقم قياسي وأن هذه الشكوى ستنشر على شبكة الانترنيت
العالمية وبمختلف اللغات.
[3] - نابعة
الدهر: لقب أطلقه الفيلسوف آية الله السيد إبراهيم الزنجاني.
|