(...هذا الكتاب لما يحمله من معانٍ جسام تعكس
جانباً مهماً من جوانب تاريخ الإنسانية، ومن قرأ الكتاب يحس بمدى
الصراع المرير بين الظلام والنور، أو بين الجور والعدل، أو بين
الاستبداد وطلب الحرية، أو بين الكرامة الإنسانية والبهيمة المطلقة
التي تعمل جادة من أجل تمكين نفسها من التحكم بالكرامات العامة للبشر
والاستبداد بمصائر الخلق).
نقرأ في (مقدمة الناشر) هذه التذكيرات:
(في اعماق الصراع الرهيب الطويل أن الفتنة
الظالمة المستبدة هي التي تمثل الفردية والأنانية بكل خصائصها في شخص
واحد أو في حفنة من الأشخاص، مدفوعة بعوامل وأسباب مادية معينة إلى
القضاء على إحساس الجماعة بشخصيتها، أو إلى كبت هذا الاحساس وجعله في
دائرة ضيقة لا تتعدى بأحسن أحوالها حدود خدمة الفرد الذي ولى نفسه حكم
الجماعة وهذا ما حدث فعلاً ليزيد بن معاوية في ذلك العصر).
ونقرأ في حقل (شذرات من الأحاديث القدسية وأقوال
الرسول الأمين والأئمة المعصومين (ع) في شأن سيد الشهداء الإمام الحسين
بن علي (ع) وعظمته وشرف زيارته وعزائه) هذه السطور المكرّمة تحت عنوان
_الحديث القدسي (حيث اللوح) برواية فاطمة الزهراء (ع):
(يا محمد.. وجعلت حسيناً خازن وحيي، وأكرمته
بالشهادة وأعطيته مواريث الأنبياء، فهو سيد الشهداء أما أنه سيد
الشهداء من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة و سيد شباب أهل الجنة
أجمعين) وجعلته كلمتي الباقية في عقبه، أخرج منه تسعة أبرار هداة أطهار).
وتحت عنوان مقولة (الإمام الحجة بن الحسن (عجل
الله فرجه الشريف): نقرأ هذه الكلمات النورانية:
(وأقيمت لك المأتم في أعلى عليين، ولطمت عليك
الحور العين).
ثم نقرأ في (مقدمة المؤلف) الدعوة لما عهد من
تجديد الشعور بألم الذكرى أو بالذكرى الإليمة.. هذه الكلمات المخاطبة
للنفوس الزكية.
(فيا ذوي البصائر والأفهام ويا أرباب العقول و
الأحلام اظهروا شعار الأحزاب، والبسوا الجزع على سادات الإيمان،
واقتدوا بالرسول في محبة بني الزهراء البتول وتعظيم ذوي القربى، فقد
وعدهم جل جلاله لعظمهم بأحسن العقبى.
ولقد كشفت أمية سره المضروب على سبطه بهتك حرمته
ورهطه ونقضوا ما برمه، وحلّوا من عقد الدين ما أحكمه).
وكذلك نقرأ في (المقصد الأول) ذو العنوان (على
سبيل التفصيل للأحوال السابقة لقتال آل الرسول (ع) تحت عنوان (مولد
الحسين) هذه الكلمات:
(كان مولد الحسين (ع) لخمس خلون من شعبان سنة
أربع من الهجرة، وقيل: الثالث منه، وقيل.. وكانت مدة حمله ستة أشهر،
ولم يولد لستة سواه وعيسى، وقيل يحيى بن ذكريا(ع)
ومما نقرأ في (المقصد الثاني) المعنون (في وصف
موقف النزال وما يقرب من تلك الحال) تحت العنوان الفرعي (رفض عمر بن
سعد دعوة الحسين للمهادنة) هذه الإشارات السابقة لمعركة الطف:
(.. إن الحسين (ع) لما علم أنهم مقاتلوه سأل عمر
بن سعد المهادنة وترك القتال بواحدة من ثلاث:
أن يرجع إلى موضعه الذي جاء منه.
أو يمضي إلى بعض البلاد يكون أحدهم.
أو يمضي إلى يزيد فيرى فيه رأيه.
فقال عمر بن سعد: أخاف أن تهدم داري).
وأيضاً نقرأ في (المقصد الثالث) وعنوانه (في
الأمور اللاحقة لقتله وشرح سبي ذريته أهله) وذلك ضمن العنوان الفرعي (رحيل
عيال الحسين (ع) إلى الكوفة) هذه الكلمات:
(ثم إن عمر بن سعد أقام بقية يوم عاشوراء
والثاني إلى الزوال، ثم أمر حميد بن بكير الأحمري فنادى في الناس
بالرحيل إلى الكوفة وحمل معه بنات الحسين وأخواته ومن معه من الصبيان
وعلي بن الحسين (ع) مريض بالدرب.
قال مرة بن قيس التميمي: نظرت إلى النسوة لما
مررن بالحسين (ع) صحن، ولطمن خدودهن، فاعترضتهن على فرس، فما رأيت
منظراً من نسوة قط أحسن منهن).
هذا في حين نقرأ تحت العنوان الفرعي الآخر (شكوى
زينب إلى النبي في مصائب أهل بيته) هذه الإشارات الصريحة إلى درجة
الفجيعة التي تمخضت عنها معركة كربلاء.
قال مرة بن قيس: فلم أنس قول زينب ابنة علي (ع)
حين مرت بأخيها صريعاً وهي تقول: يا محمداه صلى عليك مليك السماء، هذا
حسين بالعراء مرمل بالدماء، مقطع الاعضاء، يا محمداه وبناتك سبايا،
وذريتك قتلى تسفي عليهم الصبا.
فأبكت كل صديق وعدو.
الكتاب:
مثير الأحزان
المؤلف:
نجم الدين جعفر الحلي
الناشر:
دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان
WWW.daraloloum.com
المواصفات:
الطبعة الأولى 1424هـ - 2004م
(176) صفحة من القطع الكبير |