(المشاكل المتعددة الأطياف التي تعاني منها
الأمة.. والعالم بأسره.. والمعاناة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية
التي تتجرعها بمضض.. وفوق كل ذلك الأزمات الأخلاقية والروحية التي نرزح
تحت وطأتها.. تعطي كل تلك المؤشرات ومضات تنبيه للحاجة الماسة إلى
إعادة صياغة الشخصية المسماة بالإسلامية في عصرنا المعاش).
نقرأ في (كلمة الناشر) هذه الإرشادات:
..المفاهيم الإسلامية الحقيقية.. التي يجب أن
تتغلغل في كل جزيئة من جزيئات حياتنا وتجري في عروقنا مجرى الدم نراها
في غربة من حياتنا العادية مع أنها الحل الشافي لجميع أزماتنا المعاشة.
كما أن التعطش الشديد والحاجة الملحة إلى بث
الروح الإسلامية الفعالة والمتمثلة بالمنهجية المتكاملة لفكر أهل البيت
أو الوحي والنبوة عليهم السلام أضحت ضرورة حياتية لا غنى عنها لتطبّق
كخطوات عملية على أرض الواقع، لا أن تقرأ كسرد تاريخي قصصي..
ونقرأ في المحاضرة رقم 1 ذات العنوان: (قضية
الحسين (ع) قضية الأرض كلها، تحت العنوان الفرعي (اللهم وفر بلطفك نيتي)
هذه الإشارات:
(في دعاء مكارم الأخلاق يقول الإمام السجاد (ع):
(اللهم وفر بلطفك نيتي) وصحح بما عندك يقيني).
مهما أوتي الإنسان من البلاغة والدراية فإنه
يبقى عاجزاً عن الوصول إلى أعماق معاني كلمات أهل البيت (ع) لأنهم
أرومة اللغة وسادات الأدب والبلاغة، ومن الأمثلة على ذلك كلمات الإمام
السجاد (ع) في هذا الدعاء.
وقد استعمل الإمام السجاد (ع) هذه الكلمات بشأن
النية لأن ما يطلبه الإمام من الله تعالى هو المراتب العالية من الشيء
وليس أصل الشيء كما في طلبنا نحن. فإن الإمام يطلب هنا توفير النية لأن
الثبات على النية أصعب شيء على النفس والنفس متذبذبة بالنسبة إلى النية
ذبذبة غريبة، يؤيد ذلك الاعتبار الخارج على حد قول تعبير الفقهاء –
ومثاله التذبذب الذي يحصل لبعضنا في الصلاة، فربما تبدلت نية بعضنا في
الصلاة الواحدة أكثر من عشرين مرة...
إن قضية الثبات على النية مسألة صعبة جداً، فإن
الإنسان مهما أوتي من توفيق وإخلاص حتى لو بلغ مستمراً على الإخلاص
سبعين سنة فإنه لا يؤمن من تزلزل النية أيضاً لأن الإنسان – كما ذكر –
مكبل ومشدود بغرائز وشهوات وهوى ودنيا وأشياء مختلفة وغريبة.
ولذلك يطلب الإمام من الله إكمال النية وإبعاد
النقص فيها، ويطلب صيانتها فهي معرضة للتأثيرات المختلفة.
ثم نقرأ تحت العنوان الفرعي (ربط قضية الإمام
الحسين (ع) بالتكوين) هذه الحقائق:
(نستنتج من كل ما تقدم أن الله أعطى للحسين (ع)
ما لم يعط أحداً من العالمين، إذ ربط دمه بعالم التكوين فألقى مسؤولية
دمه على الأرض كلها، وعلى كل من عليها..إن ا لنبي إبراهيم (عليه وعلى
نبينا وآله السلام) كان يعيش قبل آلاف السنين من حادثة كربلاء يشج رأسه
عندما يمر من أرض كربلاء، مع أنه شيخ الأنبياء والمرسلين، الذي أمرنا
أن نسلّم عليه أولاً إذا ذكر اسمه ثم نسلم على نبينا وآله عليهم جميعاً
سلام الله، ولقد أمرنا الأئمة (عليهم السلام) أن نقول إذا ذكرنا اسم
نبي من الأنبياء الله هكذا: على نبينا وآله وعليه السلام، إلا إبراهيم
فإنه ينبغي أن نقول إذا ذكرنا اسمه: عليه وعلى نبينا وآله السلام،
فإبراهيم أبو الأنبياء وشيخ المرسلين ولقد اتخذه الله خليلاً من بين كل
مخلوقاته من الإنس والجن والملائكة، ونسب إليه المشاعر المقدسة في مكة
المكرمة تعظيماً له وتشريفاً وتكريماً..).
وكذلك نقرأ في المحاضرة رقم 2 ذات العنوان (الإمام
الحسين (ع) أقام الدين) تحت العنوان الفرعي (دين الله واحد) هذه
التذكيرات البديهية:
(الدّين: طريقة السلوك في الحياة..
إن الباطل متعدد ولكن الحق واحد دائماً فمثلاً:
الإجابة عن اثنين في اثنين أربعة دائماً وهو الجواب الصحيح الوحيد،
ومهما سمعت من إجابة أخرى فهي خاطئة، والإجابات الخاطئة متعددة أما
الإجابة الصحيحة فواجدة لا تتعدد).
ومما نقرأ تحت العنوان الفرعي: (الحسين (ع) من
آيات الله الكبرى) هذه الثوابت التي بشر بها الله سبحانه وتعالى نبيه
المصطفى (ص):
(عن الإمام الحسين (ع) قال: أتيت يوماً جدي رسول
الله (ص)، فرأيت أُبي بن كعب جالساً عنده، فقال جدي: مرحباً بك يا زين
السماوات والأرض! فقال أُبي: يا رسول الله! وهل أحد سواك زين السماوات
والأرض؟ فقال النبي (ص) يا أُبي بن كعب والذي بعثني بالحق نبياً، أن
الحسين بن علي في السماوات أعظم مما هو في الأرض، واسمه مكتوب عن يمين
العرش: إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة).
المؤلف:
المرجع الديني آية الله العظمى
السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)
الناشر:
لجنة سيد الشهداء الخيرية – الكويت
مواصفات
الكتاب: الطبعة الأولى
1424هـ
(289) صفحة من القطع الكبير
موزعة على (25) محاضرة |