دافع مجلس صيانة الدستور في ايران امس الاول عن
قراره باستبعاد آلاف من المرشحين الاصلاحيين لخوض الانتخابات التشريعية
المقررة الشهر المقبل، مؤكدا ان القرار قانوني، غير انه أوضح انه سيعيد
النظر في الاستبعادات وسيقابل النواب المستبعدين للاستماع الى وجهات
نظرهم تنفيذا لتوصية مرشد الجمهورية السيد علي خامنئي بإعادة النظر في
الاستبعادات، ويأتي ذلك فيما أكدت مصادر مطلعة ان المجلس لن يتخذ قرارا
بشأن توصية مرشد الجمهورية قبل نهاية الشهر الحالي، فيما أعرب نواب
إيرانيون معتصمون بمقر البرلمان عن شكهم في عمل المجلس بالتوصية،
واصفين الامر كله بالمناورة بين المرشد ا والمجلس لإضعاف التيار
الاصلاحي بالبلاد. وأوضح ابراهيم عزيزي المتحدث باسم مجلس صيانة
الدستور فى تصريحات للصحافيين امس الاول ان قرار المجلس جاء متماشيا مع
القوانين الايرانية. وأضاف «المجلس دائما ما التزم بتطبيق القوانين،
والعويل والبكاء لن يؤثر على تفسيرنا للقوانين». مشددا على ان المجلس «لن
يتراجع عن قراره». وأكد عزيزي ان المرشحين الذين تدل أقوالهم أو
أفعالهم على عدم ولائهم للاسلام او للدستور سيظلون مستبعدين من خوض
الانتخابات، دون ان يوضح ما هي الاقوال والافعال التي تدل على عدم
الولاء للاسلام وللدستور.
غير ان عزيزي أكد ان المجلس سيدرس ملفات المرشحين
الذين رفضت ترشيحاتهم واحدا واحدا وسيأخذ بالاعتبار توجيهات مرشد
الثورة اعادة درس الملفات بطريقة أقل صرامة. وأضاف عزيزي «نحن ملتزمون
بالتوجيهات التي أصدرها المرشد الاعلى والتي تعتبر مصادر للحل». وأوضح
عزيزي «اذا توصل مجلس صيانة الدستور الى نتيجة مفادها ان الترشيحات قد
رفضت من دون مبررات قوية من قبل لجان المراقبة، فإن المجلس سيقر هذه
الترشيحات»، موضحا ان المجلس على استعداد للقاء المرشحين الذين رفضت
ترشيحاتهم للاستماع الى وجهة نظرهم.
وتعد مسألة الولاء لمبدأ ولاية الفقيه والاسلام
شديدة الحساسية في العلاقات بين الاصلاحيون والمحافظين، إذ ان
المحافظين يرون ان أي انتقاد للسلطات الواسعة التي يتمتع بها الولي
الفقيه، ومجلس صيانة الدستور، ومجلس تشخيص مصلحة النظام وهي كلها هيئات
غير منتخبة ويسيطر عليها المحافظون دليل على عدم الولاء للاسلام و
لمبدأ ولاية الفقيه، بينما يؤكد الاصلاحيون ان هذه المؤسسات هى مؤسسات
سياسية بالاساس لا مؤسسات دينية ومن ثم يجب ان تخضع للمحاسبة وسلطة
الشعب وتقضي تصريحات عزيزي على الآمال التي كانت معلقة بالتوصل الى
تسوية سريعة للازمة بعد «توصية»اطلقها مرشد الثورة الاربعاء الماضي دعا
فيها المجلس الى مراجعة قراره. يأتى ذلك فيما ما زال نحو مئة نائب
بالبرلمان الايراني معتصمين في مقر البرلمان بطهران لحين تراجع المجلس
عن قراره، ويؤكد النواب انهم سيستقيلون اذا لم يتم اعادة النظر فى
الاستبعادات. وقد أعرب عدد من النواب عن شكهم في التوصل لحل سريع
للازمة على الرغم من توصية مرشد الثورة، مشيرين الى ان مجلس صيانة
الدستور ما كان ليستبعد هذا العدد الكبير من المرشحين الاصلاحيين من
دون ضوء أخضر من مرشد الثورة الذي له حق تعيين وفصل أي من اعضاء المجلس. |