ألقى سماحة الشيخ حسن الصفار –حفظه الله- اليوم
الجمعة الموافق 10 ذو القعدة 1424هـ، بمسجد الشيخ علي المرهون –حفظه
الله- بالقطيف خطابه الأسبوعي عقب الصلاة، وتحدث سماحته خلال خطابه عن
المطلوب تحقيقه بعد اللقاء الوطني.
وقد استفتح سماحته خطابه بالحديث عن مضامين
الآية الكريمة: ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ
كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾. مبيناً
أن الآية تحدد مسؤولية الأمة تجاه ما تواجهه من مؤامرات تحيكها لها
الأعداء. وقال سماحته إن الآية الكريمة تطرح شرطين لمواجهة مؤامرات
الأعداء:
أولاً- الصبر، وهو لا يعني الاستسلام وإنما يعني
أن يكون للأمة استراتيجية واضحة تستقيم الأمة وتصبر في تطبيق هذه
الاستراتيجية.
ثانياً- الاتقاء وأخذ الحذر.
واستنكر سماحة الشيخ من العقلية التي تفسر كل
مشاكل الأمة على أنها مؤامرة من الخارج، مؤكداً وجود هذه المؤامرات
ولكنها ليست هي المؤثر الوحيد على أوضاع الأمة.
وأشار سماحته أن مجتمع المملكة من المجتمعات
المستهدفة من قبل الأعداء الخارجيين وذلك:
1- لاحتضان هذا البلد الحرمين الشريفين مما يقوي
حالة الالتزام الدين عند أبناء المجتمع، وهذا ما لا يُرضي الأعداء.
2- وجود الثروات الضخمة في هذا البلد، وموقعه
الاستراتيجي، يجعله محط أنظار الآخرين.
وعن الواجب المطلوب تجاه ما يحيكه الأعداء لهذا
الوطن أكد سماحة الشيخ على ضرورة الإصلاح الداخلي ليكون الواقع أصلب في
مواجهة خطط الأعداء.
ثم بعد ذلك تحدث سماحة الشيخ عن اللقاء الفكري
للحوار الوطني الثاني، مبينناً أن هذا اللقاء كان أفضل من سابقه من حيث
زيادة عدد المشاركين إلى (60) مشاركاً بدل أن كان (30) مشاركاً،
ومشاركة (10) نساء في اللقاء بينما كان اللقاء الأول خالياً من ذلك.
إضافةً إلى تنوع التوجهات بشكلٍ أكثر من اللقاء الأول.
وأكد سماحة الشيخ أن هذا اللقاء هو استجابةً
للتحدي الذي تواجهه بلادنا، والجميع يُدرك ذلك بدءً من الحكومة وانتهاءً
بالشعب.
وأشار سماحة الشيخ إلى الإنجازات التي حققها
اللقاء الوطني على الصعيد الاجتماعي:
أولاً- الإقرار بواقع التنوع المذهبي والفكري،
بعكس ما كان عليه الوضع في السابق حيث كانت هناك إرادة لإبراز البلد
على أنه لون واحد فقط.
ثانياً- اعتماد منهج الحوار من أجل إسقاط
الأفكار الوهمية، إذ أن بعض الفئات في الماضي كانت تكتفي بإصدار بعض
الأحكام والفتاوى على الفئات الأخرى دون أن يكون هناك موضوعية في الطرح.
وبعد ذلك طرح سماحة الشيخ استفاهماً مهماً يدور
في خلد جميع المتابعين لحركة الحوار الوطني وهو: ماذا بعد اللقاء.
مؤكداً على ثلاثة أمور أساسية:
أولاً- أن ينعكس الإقرار بواقع التنوع فعلاً على
واقع حياة الناس، بحيث يكون الناس متساوون في مختلف شؤون الحياة، إذ من
الضروري جداً معالجة مشاكل التمييز التي يعاني منها مجتمعنا.
ثانياً- التبشير بالقيم وبالأفكار التي أقرتها
هذه اللقاءات في أوساط المجتمع، بحيث تشيع ثقافة احترام الآخر بدل
ثقافة التكفير التي كانت سائدةً في الماضي.
فلا يصح أن تتحدث الرموز للشرائح المتنوعة داخل
قاعة اللقاء داعيةً إلى الوحدة والحوار والتواصل والتلاقي، وإذا عادت
إلى قواعدها خضعت للأجواء السائدة من التجاهل للآخر والتحريض عليه.
ثالثاً- أن تتظافر القوى (قوى الحكومة والشعب)
من أجل تحقيق الإصلاحات العامة.
إن المبادرة إلى تحقيق بعض التطلعات التي تعبر
عنها توصيات اللقاء هو الذي يمنح الأمل للمواطنين ويُعطي اللقاء
مصداقية، وإلا فإن الاقتصار على النقاش وإصدار التوصيات دون نتائج
عملية يؤثر على الثقة والمصداقية.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا
محمدٍ وآله الطاهرين. |