وفي نطاق العملية الوراثية المحيّرة، الآباء
والأمهات يورثون أطفالهم الجينات وغير الجينات فيكون للعناصر اللاجينية
أثر عميق، أي إن معرفة الصحة البدنية (أمراض، طول العمر أو قصره)
والصحة العقلية لا تقررها الجينات (مادة الوالدين) بل بعض عناصر البيئة
التي أحاطت بالوالدين ولاسيما الأم (معلومات حياتية) أي أن المخلوق
يتأثر بمادة الوالدين (جينات) وبيئة الوالدين (معلومات) فيقال: قل لي
أين عاشت الأم بالإضافة إلى تركيبها الوراثي، أقول لك ما مصير الوليد.
لكن كيف تؤثر البيئة في الأم فوليدها؟ يجد
العلماء الآن أن محيطنا من جوّ وطعام وشراب يؤثر في قدرة الجسم على
تصنيع بروتينات وعناصر لها أثر فاعل في الجينات وهكذا إذا ظهر العنصر
تغير الأثر الجيني.
طبعاً لا يرث الوليد البروتين أو العنصر من أمه
لكن يرث ما أثره في جهاز الوراثة من أمه، وهذا ما يعنيه العلماء بأن (المعلومات)
تؤثر في الوليد نتيجة أثرها في أمه.
والبيئة والغذاء لها أثرها الفعال في تحديد نوع
المولود هل هو ذكر أم أنثى؟
وبغض النظر عن الآراء فيها وعن الأحكام والعواقب
فإن قبول فكرة اختيار ذكر أو أنثى يتصل بعدة عوامل: وضعنا الاجتماعي
والاقتصادي، عقائدنا الدينية، عمرنا، عدد أولادنا وجنسهم، مهما كان
الأمر فإن قرار بعض الأزواج بعدم اختيار جنس ولدهم لأسباب أخلاقية أو
غيرها مقبول.
لكن مساعدة الذين يرغبون في الاستفادة من هذه
الإمكانية هي أيضاً في محلها ومشروعة كما يستفاد من الروايات ايضاً
مشروعية الاختيار وذلك بأكل أنواع خاصة من الطعام.
وعند الحمل وجمع الخليتين فالكروموزومات الثلاثة
والعشرون الآتية من جهة الأب تلتقي بالكروموزومات الثلاثة والعشرين
الآتية من جهة الأم لتشكل معاً ما نسميه بالبويضة الملقحة أو المخصبة
والتي اصبحت تتكون من (46) كروموزوماً.
عند المرأة: كل البويضات مكونة من (22)
كروموزوماً + كروموزوم واحد إضافي طويل أي (22 + X)
عند الرجل: نجد نوعين من الحيوانات المنوية:
أ) قسم يحتوي على (22) كروموزوم + كروموزوم واحد
إضافي طويل أي (22 + X)
ب) قسم يحتوي على (22) كروموزوماً + كروموزوم
واحد إضافي قصير أي (22 + y)
ووفقاً لمحتوى الحيوان المنوي نجد أن هناك
احتمالين للتلقيح:
التقاء الحيوان المنوي (22 + X) مع البويضة (22
+ X) الذي ينتج عنه أنثى (44 + XX)
التقاء الحيوان المنوي (22 + y) مع البويضة (22
+ X) الذي ينتج عنه ذكر (44 + Xy)
إذن جنس المولود يتحدد في لحظة تلقيح الحيوان
المنوي للبويضة.
وفي ذلك (أي تحديد نوع الجنين) قالت أخصائية في
أمراض النساء والولادة إن الدراسات والبحوث العلمية الحديثة أثبتت أن
لنوعية تغذية المرأة تأثير كبير في عملية اختيار جنس المولود .
وأوضحت الدكتورة جميلة عبد السلام في لقاء مع
وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن العلماء يطلقون على هذه التأثيرات (الوسائل
الطبيعية) في اختيار جنس المولود وقد أثبتت نجاحها بنسبة تتراوح بين
60 إلى 80 في المائة .
وأشارت إلى أن أولى المحاولات الساعية للتدخل
في جنس المولود كانت من قبل علماء الفلك الصينيين قبل عدة قرون عندما
عكفوا على إيجاد علاقات فلكية خاصة بين عمر الجنين وعمر الأم وربطها
بعدة عوامل.
وأضافت أن الطبيبان لورين وغاينون من مونتريال
بكندا اعتمدا على تحديد جنس المولود من خلال وجود أملاح بالتغذية
ورجحا بان الغذاء الغني بأملاح الصوديوم والبوتاسيوم يؤدي إلى إنجاب
الذكور في حين إن الزيادة من الكالسيوم والماغنسيوم يؤدي إلى إنجاب
الإناث.
واشترط الطبيبان لنجاح ذلك إتباع حمية غذائية
لا تقل مدتها عن ستة أسابيع قبل موعد الحمل.
وحول الطريقة الثانية لتحديد جنس المولود بينت
الدكتورة عبد السلام إنها تتعلق بالخصوبة وموعدها مشيرة إلى قيام إحدى
الطبيبات الرائدات بهذا المجال في الأربعينات وهي الدكتور كليغمان
الأمريكية الجنسية بعدة دراسات لإثبات علاقة الإخصاب وموعد التلقيح
بنوع الجنين.
وقالت إن الدكتورة كليغمان أثبتت أن التلقيح
خلال 24 ساعة قبل الاباضة تزيد من فرصة إنجاب الذكور في حين أن
التلقيح لأكثر من 30 ساعة قبل الاباضة يعطي فرصة لإنجاب أنثى .
وأشارت إلى أن الطريقة لوحدها لا تحرز فرص
نجاح عالية الا اذا كانت مرتبطة بحمية غذائية مناسبة تحسن فعاليتها
وعليه يجب حساب موعد الاباضة بدقة لأنها تختلف من امرأة لأخرى ومن شهر
لآخر.
وحول الطرق غير الطبيعية قالت أنها تعتمد على
وجود معامل طبية متخصصة وأخصائيي نساء وولادة وأخصائيي في علم الأجنة
مذكرة أنها طريقة مكلفة .
وقالت أن إتباع هذه الوسيلة جاء لأسباب طبية
بحته وذلك لتجنب الأمراض الوراثية المرتبطة بجنس المولود وهي (الكروموسوم
الجنسي "اكس" الأنثوي والكروموسوم "واي" الذكري) مشيرة إلى أنها تعتمد
على الإخصاب خارج رحم الأم.
ومن الطرق الأخرى ذكرت طريقة فصل الحيوانات
المنوية الذكرية عن الأنثوية مختبريا لاختيار جنس الجنين وذلك قبل
مرحلة التخصيب وهي الطريقة الحديثة حاليا.
وأفادت أن هذه الطريقة ظهرت منذ حوالي 20 عاما
على يد الطبيب الأمريكي الدكتور رونالد اريكسون وسميت باسمه (طريقة
اريكسون). |