هل يعقل أن مخلوقا واحدا فقط، كالطاغية الذليل
صدام حسين، يفعل بالعراقيين كل هذه الجرائم اللاانسانية البشعة ؟.
هل يعقل أنه لوحده قاد أربعة حروب وأعدم نصف
مليون مواطن وشرد ثلاثة ملايين آخرين، ودفن أكثر من نصف مليون ضحية
أحياء في المقابر الجماعية، وأنهك ميزانية البلاد وتركها تئن تحت وطأة
ديون قدرت حتى الآن بأكثر من 200 مليارد دولار ؟.
هل يعقل ذلك ؟.
بالقطع واليقين لا يعقل ذلك أبدا، لان الطاغوت
لا يمكنه لوحده وبمفرده أن يواصل ممارسة جرائمه الوحشية على مدى أكثر
من ثلاثة عقود من الزمن، ما لم يعينه الناس على ذلك، إذ تبقى قدراته
الفردية محدودة مهما علا في الأرض وطغى على الناس.
فقد روي انه لما قدم الحجاج العراق وثقل أمره،
اجتمع الناس عند حكيم، وكان حازما مقداما، وشكوه الحجاج، فضرب لهم مثلا
بقوله ؛ ـ إن فأسا، ليس فيه عود، ألقيت بين شجر، فقال بعضهم لبعض، ما
القي ها هنا لخير، فقالت لهم شجرة قديمة، إن لم يدخل في إست هذا عود
منكن فلا تخافونه ـ.
فلو لم يدخل في إست الطاغوت احد، لما أمكنه أن
يشكل خطرا على الناس أبدا، فهو اعجز من أن يتجبر عليهم لوحده، وقديما
سئل فرعون عمن فرعنه ؟ فأجاب، الناس، فقيل له، وكيف ذلك ؟، قال، لأنهم
صفقوا لي كلما ارتكبت جرما وقالوا لي، أحسنت، فلولاك لما نزل المطر،
فتشجعت على ارتكاب ما هو افضع، وهكذا حتى صرت فرعونا.
السؤال إذن، من صنع صدام حسين ؟.
قبل الإجابة على هذا السؤال، اذكر الملاحظات
الثلاث التالية ؛ ـ
الأولى ـ أن الطاغوت لا ينتج نفسه، وإنما ينتجه
الآخرون بسكوتهم على جرائمه الصغيرة التي تكبر بمرور الزمن حتى تتحول
إلى اكبر جرائم في التاريخ.
الثانية ـ أن الطاغوت يبدأ صغيرا حقيرا ثم يكبر
ويتضخم، فهو كمثل كرة الثلج التي تبدأ صغيرة ثم يكبر حجمها كلما واصلت
الدحرجة.
الثالثة ـ أن الطاغوت عبارة عن مجموع خطايا
الناس وذنوبهم، فعظم خطره، وتنوع جرائمه، دليل على عظمة ذنوب الناس
وخطاياهم، انه بعبارة أخرى، يمثل حجم الذنوب وعدد الخطايا التي يرتكبها
الناس الذين يحكمهم الطاغوت، فالطغيان ذنوب، والتجبر خطايا.
نعود إلى السؤال المحوري، من صنع صدام حسين ؟.
لا أريد هنا أن انبش الماضي وافصل الحديث واذكر
أسماء الذين ساهموا بصناعة هذا الطاغوت الذليل، ولكنني أريد أن أشير
فقط إلى بعض أقوال وأفعال وتقارير من شارك في هذه الصناعة المخزية، حتى
لا يتكرر مثل هذا الإنتاج السيئ، فيتورط به العراقيون والجيران والعالم
مرة أخرى.
فلقد ساهم في صناعته كل من أسرج له سرجا، والجم
له فرسا، وتنقب له على خصومه وتسقط له أخبارهم.
فمن وضع فرقته العسكرية وفيالقه المسلحة بخدمة
البعثيين، وسلمهم مفاتيح القصر الجمهوري في 17 تموز 1968، ساهم في
صناعته.
ومن لم يتعظ بتجربتهم عام 1963، وقال، عندما
عادوا إلى السلطة عام 1968، لننتظر ونرى، فقد يكونوا اليوم اعقل من
الغد وأفضل، ساهم في صناعته.
ومن ظل بخدمته، يبرر لنفسه تعاونه معه، ساهم في
صناعته.
ومن فكر في أن يداري لقمته، فبرر له جرائمه،
وسكت عما كان يفعله، ساهم في صناعته.
ومن حمل هراوته أو سلسلته الحديدية ليهوي بها
على رؤوس طلبة العلوم الدينية، عندما قرر النظام البائد في عام 1970
إبعادهم إلى خارج العراق بحجج واهية، لتصفية وتدمير الحوزة العلمية
الدينية في العراق، ساهم في صناعته.
ومن تغاضى عن جريمته في عام 1969 بإعدام الشهيد
الشيخ عبد العزيز ألبدري، كونه من علماء الدين المتصدين للظلم والجبروت،
ـ وهو بالمناسبة أول عالم دين يعدم في العراق، ساهم في صناعته.
ومن شارك عام 1970 بقطع الماء والكهرباء عن منزل
المرجع الديني الأعلى آنئذ، السيد محسن الحكيم، بأمر من السلطة، للضغط
عليه من اجل أن يعترف بتورط ابنه الشهيد السيد مهدي الحكيم، ـ اغتاله
النظام في العاصمة السودانية الخرطوم عام 1987، بمحاولة قلب نظام الحكم،
ساهم في صناعته.
ومن فرح سرا مع نفسه عندما أصدر النظام عام 1970
أحكاما بالإعدام ضد المرجع الديني الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي،
ـ توفي في مدينة قم المقدسة في إيران قبل عامين، واثني عشر آخرون من
تلامذته، بعد اعتقال شقيقه الشهيد السيد حسن الشيرازي وتعرضه لأقسى
أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ـ اغتاله النظام في العاصمة اللبنانية
بيروت في عام 1980، ساهم في صناعته.
والذين تظاهروا في شوارع العراق، يصفقون ويصرخون
بأعلى أصواتهم، ـ تسفير العجم مطلب جماهيري، كان ذلك في العام 1970،
وتكررت الصورة عام 1980، ساهموا في صناعته.
ومن شارك في الجبهة السياسية التي أسسها النظام
مطلع السبعينيات وانظم إلى جهوده في تصفية الإسلاميين آنذاك تحت شعار ـ
مكافحة الرجعية ـ وظل يطبل ويزمر ويحرض على هذا الشعار في أدبياته
السرية والعلنية، ساهم في صناعته.
ومن قال عن كل مواطن أعدمه النظام، ـ يستأهل،
ورط نفسه، يلعب بالنار، ساهم في صناعته.
وان كل من كان يردد الأقوال المشهورة على لسان
العراقيين، ـ أنا شعلية، ما لنا والدخول بين السلاطين، اليد التي لا
تستطيع أن تقطعها، قبلها، كل من يتزوج أمي اسميه عمي، ـ ساهم في صناعته.
وان كل من جاب الشوارع مصفقا، أو صفق في قاعات
الاحتفال أو مهرجانات الحزب والثورة مرددا، ـ بالروح، بالدم، نفديك يا
صدام، ساهم في صناعته.
وان من كثر سواد البعثيين بشكل من الأشكال،
وبأية حجة كانت، ساهم في صناعته.
وان كل من أطلق رصاصة في حروب النظام ضد شعبنا
الكردي أو ضد الجارة إيران أو عند احتلال النظام للجارة الكويت، ساهم
في صناعته.
وان كل من دفع درهما لتأجيج أوار حروب النظام،
ساهم في صناعته.
وان كل من باع له سلاحا، أو أداة تعذيب، أو مواد
أولية تدخل في صناعة أسلحة الدمار الشامل، أو سخر له إعلامه المسموع
والمرئي والمقروء، ساهم في صناعته.
وان من شارك في سحب حبل المدفع الذي أطلق أول
قذيفة في حرب النظام مع الجارة إيران، ساهم في صناعته.
وان كل من شجع على، أو تسبب باستمرار تلك الحرب
مدة ثمان سنوات متواصلة، ساهم في صناعته.
وان من سكت على جريمة النظام في إعدامه للشهيد
الصدر الأول عام 1980، واغتياله للشهيد الصدر الثاني وولديه عام 1999،
ساهم في صناعته.
وان كل من رفض إصدار بيان استنكار ضد جريمة
النظام بقصف مدينة حلبجة الشهيدة بالسلاح الكيماوي، فقتل بالحال 5000
آلاف ضحية بريئة، بأي حجة كانت، ساهم في صناعته.
وان الذين صمتوا أمام النظام، واخرسوا، وتخاذلوا،
ولم يقولوا كلمة حق عند سلطان جائر، من الذين زاروه والتقوه إبان غزوه
للجارة الكويت عام 1990، فخافوا أن يطالبونه بالانسحاب الفوري منها،
ومن دون قيد أو شرط، ساهموا في صناعته.
وان من شارك مع النظام في قمع الانتفاضة
الشعبانية، ـ آذار 1991، وبأي شكل من الأشكال، ساهم في صناعته.
وان من رفع صورته في العواصم العربية والإسلامية
والعالمية دفاعا عنه، ساهم في صناعته.
وان كل من كتب حرفا في مقالة، أو قصيدة، أو قصة،
أو رواية، أو تعليقا على صورة، يمتدح فيها النظام، أو يبرر له جريمة من
جرائمه، ساهم في صناعته.
لقد تراكمت كل هذه المساهمات،التي تراوحت نسبتها،
بين الواحد بالألف، والألف بالألف، لتصنع لنا الطاغية الذليل صدام حسين،
كما تتراكم لبنات البناء الواحد فوق بعضها، لتشيد لنا أعلى ناطحات
السحاب في العالم، فالسيول المدمرة، تتشكل من قطرات المطر المتواضعة،
كما هو معروف.
لقد صنعه السكوت تارة، والنطق بكلمة تارة أخرى،
والدرهم تارة ثالثة، والمقالة والصورة والقصيدة تارة رابعة، والتصفيق
والهتاف تارة خامسة، وهكذا.
لقد صنعه الترغيب والترهيب، الخوف والطمع،
السكوت واللاابالية، الضحك والبكاء، الثبات والهروب، وكل حركة وسكنة
أبداها المرء خدمة للطاغوت، فالإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيرة.
ولكل ذلك جاء في الحديث ا لقدسي الشريف، ـ لعن
الله امة أسرجت وألجمت وتهيأت وتنقبت لقتل الإمام الحسين بن علي عليهما
السلام، لان الذي ارتكب جريمة القتل المروعة التي اهتزت لها السماوات
والأرض، لم يكن لوحده، وإنما شاركه فيها كل الذين هيأوا الظروف لفعلته،
ومكنوه من ارتكاب جريمته، ولذلك جاء في الحديث الشريف، ـ الظالم،
والساكت عن الظلم، والمعين عليه، شركاء ثلاثة، فقد تكون الإعانة بكلمة،
بل بحرف واحد، لا فرق.
السؤال الاستراتيجي الآخر، الذي يلح على الجميع
بحثا عن إجابة عملية مقنعة، هو ؛ ـ
ما هو السبيل للحيلولة دون تكرار صناعة مثل هذا
الطاغية ؟، لأننا بصراحة لا نريد أن تتكرر المأساة، ولا نريد أن يتكرر
الغزو العسكري والاحتلال الأجنبي للعراق الحبيب.
قبل الإجابة، أرى أن الأمر يتعلق بإرادة
العراقيين أولا، فإذا أرادوا أن لا تتكرر التجربة، عليهم أن يفتحوا
عيونهم جيدا، ويراقبوا تصرفات كل من يتصدى لمسؤولية عامة، حتى لا يفلت
طاغوت صغير، فيستغفلهم، من دون الاطمئنان إلى أي احد، بحجة سيرته
التاريخية الحسنة، أو تاريخه الأبيض الناصع، فالإنسان يطغى أن رآه
استغنى، وان حالة الإنسان، ـ أي إنسان، ووضعه ونفسيته، تختلف كليا
عندما يكون في السلطة عنها عندما يكون خارجها، الم يخاطب الرجل، القرآن
الكريم الذي لم يكن يفارقه ليل نهار إلا عند وقت النوم بقوله، ـ هذا
فراق بيني وبينك، عندما اخبره البشير بان الخلافة وصلت إليه ؟.
لذلك يلزم أن نراقب ونترقب ونتفحص ونفكر ونحقق
ونتابع وأخيرا، نتحمل المسؤولية كاملة إزاء كل ما نقوله ونفعله لصالح
هذا الزعيم أو ذاك القائد، فكلمة الثناء التي نقولها عن زيد أو عمرو،
لا تعني منحه ماركة مسجلة أو شهادة حسن سلوك طوال حياته، فقد يستحق
الثناء اليوم، ولا يستحقه غدا، وان الثناء يقال للعمل الصحيح وليس
لشخصه، إذ يجب أن نتعامل مع المتصدين على أساس سلوكهم اليومي، وليس على
أساس ما فعلوه بالأمس فحسب، أو ما ينوون القيام به في الغد.
لنتذكر دائما، أن كل إنسان يضمر في نفسه ما
أظهره فرعون، ـ كما في الحديث الشريف، ولذلك يجب أن نكون حذرين طوال
الوقت، لننقض على الطاغوت لحظة يهم بإظهار ما يبطنه من تجبر وتفرعن
واستبداد وديكتاتورية، والتي قد يلجمها لا زال يشعر ويحس بمراقبة الناس
لتصرفاته، وسيسرع لإظهارها وإطلاق العنان لها، عندما يعرف أن الناس
نائمون أو مخدرون أو مغفلون أو مشغولون بمعيشتهم أو بتوافه الأمور.
كيف إذن نحول دون تكرار الصناعة السيئة مرة أخرى
؟.
تعالوا نلتزم بالأسس والمبادئ التالية، والتي
اعتقد أنها ستحول دون صناعة الطاغوت من نقطة الصفر، وهي:
أولا ـ أن لا نتعامل مع من يرفض الإصغاء إلى رأي
المواطن، مهما كان هذا الرأي، ومهما كانت هوية المواطن.
ثانيا ـ أن لا نتعامل مع من يغضب إذا أشار عليه
المواطن بإصبع الاتهام، مهما كانت نوع التهمة.
ثالثا ـ أن لا نتعامل مع المتهالك على السلطة،
مهما كانت نوع السلطة.
رابعا ـ أن لا نفوض أي مسؤول مدة مفتوحة للتصدي
لموقع المسؤولية، لنحتفظ بحق إقالته، متى ما شعرنا انه انحرف عن الخط
الذي رسمه له القانون يوم تسنم موقعه.
خامسا ـ أن لا نتعامل مع من يسعى جاهدا لاستحمار
الناس والضحك عليهم، بالكذب تارة، وبالمعلومة الخاطئة تارة أخرى،
وبالتزوير تارة ثالثة، وهكذا.
سادسا ـ أن لا نتعامل مع من يتهرب من المسؤولية،
فيبحث دائما عن كبش فداء، لتحميله مسؤولية قراراته الخاطئة، كلما فشل
في مهمة، وحوسب على ذلك.
سابعا ـ أن لا نتعامل مع من يمدح نفسه، فيسبق
اسمه، مثلا، بثلاثة جمل من الألقاب الطنانة والرنانة، أو يمدحها على
أمر لم يفعله.
ثامنا ـ أن لا نتعامل مع من يلهث وراء عدسة
الكاميرا، ليظهر في الشاشة الصغيرة، بمناسبة وبغير مناسبة.
تاسعا ـ أن نتصدى للظلم صغيرا، قبل أن يكبر
ويستفحل خطره، ويعظم أمره.
عاشرا ـ أن نرفض العدوان والظلم الذي يلحق
بالآخرين، حتى نمنعه عن أنفسنا.
السؤال الآخر، لو صادف أن نزا على السلطة، طاغوت،
فسبى الناس، واخذ الشعب رهينة، فقتل أبناءهم واستحيا نساءهم وقطع
أيديهم وأرجلهم من خلاف، ودفن الباقين أحياء في المقابر الجماعية، فهل
يجوز أن يترك وشأنه يفعل بالعباد ما يشاء، وكيف يشاء، ومتى يشاء ؟ أمام
مرأى ومسمع العالم، من دون أن يبادر احد إلى التدخل لإيقافه عند حده،
ووضع حد لتجاوزاته، وإنقاذ الشعب من مخالبه، خوفا من اتهامه بالتدخل
غير المشروع في شؤون بلد مستقل ؟.
لا يمكن ذلك أبدا، لان خطر الطاغوت لا ينحصر في
حدود بلاده، وإنما يتعداها ليشمل الجيران والعالم.
انظروا إلى هتلر وأمثاله، والى صدام وأشباهه،
فلقد عم طغيانهم، بلدانهم والعالم، لان مثل الطاغوت، كمثل المرض المعدي،
يسري إلى الآخرين وينتقل إليهم، كانتشار النار في الهشيم.
لذلك، اقترح تشكيل محكمة دولية عليا، تتألف من
عدد من اشهر قضاة العالم، من المعروفين بالنزاهة والخبرة والمشهورين
بالأمانة، مهمتها النظر في شكاوى المواطنين ضد حكامهم، لتقضي بحبسهم أو
إقالتهم عن مناصبهم إذا ثبت لديها تورطهم بجرائم ضد الإنسان، أو تصدر
حكما قضائيا يقضي بالحجر عليهم في المصحات العقلية إذا ثبت عندها
جنونهم.
وتستمد مثل هذه المحكمة شرعيتها، من الحاجة
الإنسانية الماسة، لإقامة العدل والقسط في العالم، فإلى متى يظل الطغاة
يرتكبون جرائمهم البشعة ضد الإنسان، من دون رادع ؟، والى متى يستهتر
هؤلاء بأرواح الناس، ويتعمدون سحق الدين والأخلاق والقيم والحقوق
والكرامة الإنسانية ؟، خاصة، وان بعضهم مرت عليه أكثر من ثلاثة عقود من
الزمن، وهو لا زال يتربع على كرسي الطغيان، من دون أن يرتجف له جفن،
إما بانقلاب عسكري أو بالوراثة ؟.
لا يكفي أن تتفرج المحاكم الدولية على الجرائم
التي يرتكبها الطغاة الظالمون ضد ضحاياهم، بانتظار أن يطفح كيلها،
وتزكم روائحها العفنة والنتنة الأنوف، لتبادر إلى إصدار بيان استنكار
خجول، أو تطالب، في أحسن الفروض، بمثوله أمامها لمحاكمته، طبعا بعد
خراب البصرة.
يلزم أن تمارس مثل هذه المحكمة المقترحة، مهامها
لحظة تأسيسها، فتبدأ باستقبال شكاوى المواطنين في العالم ضد أي زعيم في
العالم، ومنذ اللحظة الأولى التي يتسنم فيها الزعيم، ـ أي زعيم، مهامه
ومسؤولياته، ليشعر انه مراقب من قبل العالم، فيرتدع عن ارتكاب الجريمة،
فلا يطمئن إلى دعايته السوداء لتضليل الرأي العام، ولا يركن إلى أجهزته
القمعية، لتكميم الأفواه وإخراس الأصوات الحرة.
وعندها فقط، يمكن أن نطمئن إلى أن البشرية سوف
لن تتورط مع طاغية بنظام شمولي كصدام حسين، وإذا صادف أن تورطت به في
غفلة من الزمن والناس، فلن يطول عهده، كما أن جرائمه سوف لن ترقى إلى
مستوى جرائم الطاغوت الذليل، لان العدالة ستكون بالمرصاد لمن تسول له
نفسه أن يطغى أو يتجبر، فيسقط بسرعة في شباك المحكمة ومصيدة القضاة.
[email protected] |