أصدر سماحة آية الله السيد هادي المدرسي بياناً
بمناسبة إعتقال صدّام حسين، جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
صدق الله القائل: « إنّ ربّك لبرمرصاد».
إن اعتقال طاغوت خطير مثل صدّام حسين الذي ارتكب
خلال أربعة وثلاثين عاما من الجرائم ما لم يخطر على بال الشيطان، وبهذه
الطريقة السهلة التي تشبه طريقة صيد الجرذان، له دلالات كبيرة وكثيرة،
وعلى رأسها:
أولاً: إن الظلم عاقبته وخيمة على كل حال، وإن
الله الذي هو في موقع العدل من مملكته إذا كان أحياناً يمهل الظالمين،
فهو بالقطع واليقين لن يهملهم، وإن ما قاله الإمام علي عليه السلام من
أن «أسرع شيء عقوبة هو البغي» حقيقة مسلّمة لا شكلّ فيها.
ثانياً: إن الطغاة مهما تظاهروا بالبطولة
والقوّة، فإنّهم صغار في ذواتهم، حقراء في حقيقتهم، فلقد رأينا كيف أن
الرجل الذي لم يكن لأحد الحق أن ينظر في عينيه لحظة واحدة، كيف يستسلم
لمعتقليه "بلا مقاومة" مثل عبد ذليل، ويخضع لهم مثل طفل مذعور.
ثالثاً: إن الطغاة ليست لهم مبادئ أو قِيَم.
ولذلك فإنهم يتاجرون بالمبادئ ما دامت هي لمصلحتهم، فإذا دقّت ساعة
الحقيقة، فهم أبعد الناس عن معاني التضحية والفداء والمقاومة
والإستقامة وغير ذلك.
وأضاف سماحته:
ومع سقوط الطاغوت في المصيدة، فإنّه لا بدّ من
الأمور التالية:
أ) إن نهاية صدّام يجب أن تكون نهاية لنهج خاطئ
في الحُكم، وهو نهج التآمر، والظلم، والإستبداد، والإستفراد بالسلطة،
والإستهانة بالدين، ومواجهة العلماء، وقتل الأبرياء.
ب) مع سقوط صدّام ، فإن دولة الظلم تكون قد سقطت
بالفعل في العراق، ولكن يبقى على العراقيين أن يقيموا دولة العدل
مكانها، دولة تقوم على القيم، والمبادئ والتعدديّة واحترام حقوق
الجميع، وذلك هو التحدّي الأساسي الذي يواجهه العراقيّون اليوم.
ج) إن سقوط صدام ليس كافياً لضماد جراح
العراقيّين، وإنما يجب إنصاف ضحاياه وهم بالملايين في جنوب العراق
وشماله ووسطه.
د) لابدّ من الحصول من هذا الطاغوت على معلومات
كل الجرائم التي ارتكبها قبل وبعد سقوطه، خاصّة ما يرتبط بقتل آية الله
الشهيد السيد محمد باقر الحكيم.
كما لابد من معرفة اولئك الذين كانوا يباشرون
القتل والإغتيال بأوامره سواء في داخل العراق أم في خارجه لمعرفة
المسؤولين عن إغتيال أمثال آية الله السيد حسن الشيرازي في بيروت عام
1980 أو المباشرين باغتيال كل من المرجع الديني آية الله السيد محمد
باقر الصدر، و المرجع الديني آية الله السيد محمد محمد صادق الصدر في
النجف الأشرف.
إننا إذ نبارك لشعب العراق انتقام الله من
عدّوهم اللدود، فإننا لا شك سنرى ذلك اليوم الذي تجّره فيه زبانية
جهنّم وملائكة العذاب مصفّدا إلى لجات الجحيم.
هادي المدرسي
14/12/2003 |