اقترحت اليابان والدول العشر في رابطة جنوب شرق
آسيا (آسيان) في ختام قمة خاصة عقدت في طوكيو الجمعة انشاء مجموعة تضم
دول شرق آسيا تتمحور خصوصا على الاقتصاد وتستوحي النموذج الاوروبي.
وقد وقع رؤساء الدول الاحدى عشرة "اعلان طوكيو"
الذي "يهدف الى بناء مجموعة لشرق آسيا تنظر الى المستقبل .. وتحافظ على
التقاليد والقيم الاسيوية على ان تحترم القواعد والمبادىء العالمية".
وتعهدت هذه الدول ايضا "تشجيع فرص تبادل السلع والخدمات عبر فتح
الاسواق وتوسيعها".
ويشدد "اعلان طوكيو" على ان اليابان ستواصل
اعطاء الاولوية لدول رابطة جنوب شرق آسيا في مجال مساعدات التنمية "عبر
توسيع مساعداتها لتلبية حاجاتها الفعلية".
وتعتبر اليابان اكبر طرف مانح لدول جنوب شرق
آسيا. ففي العام 2001 خصصت اليابان 28,3% من مساعداتها للتنمية اي 2,1
مليار دولار لدول آسيان. يضاف الى ذلك مبلغ 80 مليار دولار خصصته العام
1997 لمساعدة المنطقة خلال الازمة الاسيوية.
وفي وثيقة منفصلة حول مساعدات اليابان الى آسيان
وعدت طوكيو بتخصيص ثلاثة مليارات دولار لتنمية الموارد البشرية
والمناطق المطلة على نهر الميكونغ في السنوات الثلاث المقبلة. والدول
المعنية بهذه المساعدة هي كمبوديا ولاوس وبورما وتايلاند وفيتنام.
وترافق "اعلان طوكيو" مع اقرار "خطة عمل مشتركة"
تتضمن اجراءات ملموسة اكثر تشدد على ضرورة اقامة شراكة اقتصادية بين
اليابان وآسيان "تضم العناصر التي تسمح باقامة منطقة محتملة للتبادل
الحر في اقرب وقت ممكن قبل العام 2012".
وتعهدت الدول ال11 ببذل "اقصى الجهود" للتمكن من
مباشرة المفاوضات اعتبارا من مطلع العام 2005.
وتغطي "خطة العمل" هذه ايضا المسائل الامنية عبر
الحدود وتجارة الرقيق والارهاب ومكافحة المخدرات والقرصنة.
وتضم رابطة آسيان كلا من بورما وبروناي وكمبوديا
واندونيسيا ولاوس وماليزيا والفيليبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.
فيما قرر الاتحاد الاوروبي، وللمرة الاولى في
تاريخه، اعتماد استراتيجية امنية مستقلة تخوله القيام بدوره كـ«لاعب
دولي» وبمواجهة التهديدات الارهابية الجديدة او انتشار اسلحة الدمار
الشامل.
وقد وضع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية خافيير
سولانا مفهوم هذه الاستراتيجية خلال الاشهر الستة الاخيرة، على ان
يوافق عليها الثلاثاء وزراء الخارجية الاوروبيون، قبل اقرارها رسميا في
قمة بروكسل.
وقال سولانا في وثيقة من 14 صفحة ان الاتحاد
الاوروبي الموسع الذي يبلغ عدد سكانه 450 مليون ويملك ربع ثروات الارض
سيكون «شئنا ام ابينا، لاعبا دوليا»، وعليه ان «يكون مستعدا لتقاسم
مسؤولية الامن في العالم».
وشدد سولانا (بعد الخلافات الاوروبية مع
الولايات المتحدة حول العراق والملف النووي الايراني) على اهمية
العلاقات عبر الاطلسي، وقال «ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة،
عبر التنسيق بينهما، يمكنهما ان يشكلا قوة هائلة في خدمة الخير في
العالم».
الا انه تحدث عن ضرورة وجود «نظام دولي قائم على
تعددية حقيقية»، وان «تعزيز الامم المتحدة يجب ان يشكل اولوية بالنسبة
الى اوروبا».
وكان وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو
تقدم في مايو بفكرة اعتماد «استراتيجية اوروبية امنية»، متخذا نموذجا
لذلك «الاستراتيجية الامنية القومية» في الولايات المتحدة.
ويرى سولانا ان على الاتحاد ان يكون «اكثر نشاطا
وقدرة» و«اكثر انسجاما» في ادارة الازمات والوقاية منها، وان يستند
عمله المستقبلي الى كل الرافعات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية
المتوفرة لديه، ومما يسهل حصول تدخل مبكر وسريع.
ولا تصل هذه الخطة الى حدود الاستراتيجية
الاميركية التي تقوم على الهجوم الوقائي. من هنا، تم اعتماد عبارة «التزام
وقائي» فقط. |