دعا الروائي المصري نجيب محفوظ بمناسبة احتفاله
بعيد ميلاده الـ92 الرئيس الأميركي جورج بوش إلى نشر العدل بدلا من
اللجوء إلى "الغزو لقيادة العالم".
وقال محفوظ في رسالة إلى الرئيس الأميركي إن "القيادة
الحقيقية للعالم تأتي عن طريق العدل وليس عن طريق الغزو".
واحتفل محفوظ بعيد ميلاده في بيته بحي العجوزة
بالقاهرة مع زوجته عطية الله وابنتيه فاطمة وأم كلثوم قبل أن ينتقل
للاحتفال مع أصدقائه وتلاميذه على باخرة نيلية في الجيزة.
وحضر الاحتفال بعيد ميلاد محفوظ الذي فاز بجائزة
نوبل للآداب عام 1988 العديد من الأدباء والمثقفين المصريين إضافة إلى
السفير الفرنسي في القاهرة كلود كوسرون.
ولد محفوظ في القاهرة عام 1911 وكتب حوالي خمسين
رواية أشهرها الثلاثية، (بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية). وكان
محفوظ قد نقل إلى المستشفى مرتين في مطلع العام الحالي بسبب مشاكل في
جهازه التنفسي ولكنه شفي بعد ذلك.
وتعرض محفوظ لمحاولة اغتيال عام 1994 قام بها
إسلاميون يتهمونه بأنه "مرتد" بسبب روايته "أولاد حارتنا" التي يمنع
الأزهر نشرها في مصر منذ عام 1959.
وفي وقت سابق دعا نقاد وروائيون مصريون إلى مقاطعة
جائزة نجيب محفوظ للأدب العربي التي تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة
سنويا لأحد الكتاب العرب، وذلك لاقتناعهم بأن الحكومة الأميركية ليست
محايدة تجاه القضايا العربية المصيرية بل تقف الآن في الخندق المعادي
لاستقلال الشعوب والدول العربية.
وأكد هؤلاء المثقفون أن البديل عن ذلك هو تنظيم
جائزة مصرية أو عربية باسم محفوظ.
فمن جانبه قال رئيس اتحاد الكتاب المصريين فاروق
خورشيد إن اتحاد الكتاب يمكن أن ينشئ جائزة في الرواية باسم نجيب محفوظ
بدلا من جائزة التميز التي يمنحها الاتحاد لأحد المبدعين سنويا، مشيرا
إلى أن جوائز الاتحاد تمولها وزارة الثقافة المصرية. ومضى خورشيد يقول
"كان على محفوظ أن يخصص جزءا من جائزة نوبل لتمويل جائزة تحمل اسمه".
أما الروائي صنع الله إبراهيم فقد عبر عن قناعته
بأن جائزة الجامعة الأميركية منذ بدايتها عبارة عن محاولة من المؤسسة
الأميركية في مصر لتلميع صورتها باستغلال اسم نجيب محفوظ، وقال "كنت
أتمني أن يرفض محفوظ هذا الاستغلال وفي تلك الحالة كان من الممكن أن
تتبنى مؤسسات مصرية كثيرة مثل الجامعات واتحاد الكتاب تنظيم جائزة
مماثلة ولن يكون من الصعب ضمان حيادها باختيار لجنة تحكيم مستقلة".
ورأى الناقد محمود أمين العالم أن جامعة القاهرة هي
الأولى بتنظيم جائزة باسم نجيب محفوظ حيث تخرج في إحدى كلياتها.
وكان مثقفون قد طالبوا في ديسمبر/كانون الأول
الماضي بمقاطعة الجائزة التي حصل عليها في الدورة السابقة الكاتب
المغربي بنسالم حميش بسبب تجاهل الولايات المتحدة نداءات المجتمع
الدولي بتفادي الحرب على العراق في ذلك الوقت ومواصلة حشد قواتها التي
بدأت الحرب في مارس/آذار الماضي.
غير أن نجيب محفوظ قال آنذاك إن الجامعة الأميركية
بالقاهرة مؤسسة تعليمية ثقافية وليست الولايات المتحدة الأميركية. |