أعلن رئيس البرلمان الإيراني مهدي كروبي أن
السلطات الإيرانية اعتقلت خمسة متشددين لاعتدائهم بالضرب على محسن
ميردامادي رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية بالبرلمان وأحد
أبرز الشخصيات الإصلاحية بالبلاد في هجوم ينظر له على أنه رسالة تهديد
للإصلاحيين قبل إجراء الانتخابات التشريعية المقرر في فبراير (شباط)
2004م وقال كروبي للبرلمان أمس في كلمة نقلها التلفزيون (اعتقل خمسة..
هذا الهجوم إهانة للبرلمان) كما طالب الرئيس الإيراني محمد خاتمي
بتقديم المهاجمين للعدالة سريعاً، ونقلت وكالة أنباء الطلبة عنه قوله (تتعرض
التجمعات القانونية هذه الأيام للهجوم وتساء معاملة المسؤولين ويتعرضون
للعنف، هذا أمر لا يمكن التهاون فيه أبداً).
وهاجم المتشددون ميردامادي في مدينة (يزد) بوسط
البلاد يوم الجمعة الماضي خلال إلقائه كلمة على هامش استعدادات
الإصلاحيين للانتخابات التشريعية التي ينتظر أن تشهد منافسة شديدة بين
الإصلاحيين الذين يسيطرون الآن على البرلمان وبين المحافظين الراغبين
في تغيير توازن القوى لصالحهم، ونشرت صحف صوراً لميردامادي بعد أن أصيب
بكدمات في الوجه والصدر وكان الأطباء يقدمون له الرعاية الطبية بعدما
تسلل عدد من المتشددين من جدار أمني وأوسعوه ضرباً قبل أن تتدخل الشرطة
بعد ذلك بعدة دقائق لإنقاذه، وأفسد المتشددون الذين اتهموا الإصلاحيين
بخيانة البلاد لتعاونهم مع الغرب الخطب التي كان من المقرر أن يلقيها
الإصلاحيون في (يزد) إلا أن هوية المحرض على مثل هذه الأعمال لم تتضح
بعد.
ونقلت صحيفة (ياس أي نو) الإصلاحية اليومية عن
ميردامادي قوله أن 40 شخصاً هاجموه أثناء إلقائه خطبة، موضحاً أنه
يعتقد أن أحد المهاجمين كان يطلق أعيرة نارية في الهواء، وأضاف أن هذا
الهجوم (ألاعيب) سياسية خلال الفترة التي تسبق الانتخابات، وتابع
ميردامادي (كلما اقتربنا من الانتخابات تؤجج مثل هذه الحوادث المناخ
السياسي.. الذين ارتكبوا تلك الأفعال لديهم مؤيدون أقوياء) ونقلت وكالة
أنباء الجمهورية الإسلامية عن محافظ (يزد) قوله أن التحقيق في الواقعة
شمل 17 مشتبهاً فيه.
وأدان مرتضى نبوي رئيس تحرير صيحفة (رسالات)
المتشددة الاعتداء وأصر على ضرورة خوض الانتخابات والمنافسة فيها بشكل
سلمي، ونقلت صحيفته عنه قوله (أتمنى ألا يتسبب أي أحد في إيجاد مبرر
لتحويل المنافسة السياسية إلى عنف وتوتر) وحذرت مصادر من أن الاعتداء
مؤشر خطير على السخونة التي ستكون عليها الانتخابات مشيرة إلى أن حوادث
من هذا النوع يمكن أن تتكرر خلال الأسابيع المقبلة الأمر الذي يمكن أن
يضر بالاستقرار الهش بين الجناحين المحافظ والإصلاحي بالحكومة، وستكون
الانتخابات التشريعية المرتقبة اختباراً لمعرفة ما إذا كان ناخبو إيران
قد نفذ صبرهم مع الإصلاحيين الذين بالرغم من سيطرتهم على البرلمان، إلا
أنهم لم يتمكنوا بصورة كبيرة من التغلب على سيطرة رجال الدين المتشددين
على المؤسسات والسياسات الجوهرية بالبلاد، ويذكر أن (جبهة المشاركة)
أبرز الأحزاب الإصلاحية في البلاد هددت بمقاطعة الانتخابات إذا ما
استبعدت الجهات المشرفة على الانتخابات والتي يسيطر عليها المحافظون
المرشحين الإصلاحيين، وهو إجراء كثيراً ما تلجأ إليه الجهات المشرفة
على الانتخابات في إيران لإقصاء المرشحين الإصلاحيين بحجة عدم
استيفائهم شروط الترشح، وعلى صعيد آخر، أعلن المتحدث باسم وزارة
الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أمس أن الحكومة الإيرانية التزمت
بالتوقيع على البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة الحد من انتشار
الأسلحة النووية والذي يفتح المجال لعمليات تفتيش دقيقة ومباغتة
لمنشآتها النووية وأنها بصدد وضع اللمسات الأخيرة للتوقيع على هذه
الوثيقة، وقال آصفي في تصريحات للصحافيين (لقد وافقنا على إنجاز ذلك
ونحن حالياً في المرحلة الأولى والحكومة بصدد وضع اللمسات الأخيرة
وللتوقيع على الوثيقة) وأضاف (سترفع الوثيقة بعد التوقيع الرسمي إلى
البرلمان للموافقة عليها. سنفي بتعهداتنا)، غير أنه لم يحدد موعداً
لتوقيع بلاده على البروتوكول، وجدد آصفي رفض بلاده التخلي تماماً عن
نشاطات تخصيب اليورانيوم، وقال (إن مسألة وقف تخصيب اليورانيوم تماماً
ليست مطروحة، أنه تعليق طوعي ومؤقت) كما نفى أي تعاون مع باكستان في
المجال النووي وذلك رداً على تقارير ذكرت باكستان كانت من بين الدول
الأربعة التي دعمت البرنامج النووي الإيراني إضافة إلى الصين وروسيا
ودولة أخرى لم يكشف عنها.
من جهة أخرى، تظاهر أكثر من 1500 طالب إيراني في
طهران أمس، مطالبين باحترام حرية الرأي والتعبير وإطلاق سراح السجناء
السياسيين، مرددين هتافات معادية للمرشد الروحي آية الله علي خامنئي
ورجال الدين والمسؤولين المحافظين، وتجمع الطلاب داخل الحرم الجامعي في
جامعة طهران تلبية لنداء الجمعيات الطلابية الإسلامية والمنظمات
الإصلاحية بمناسبة يوم الطالب في الذكرى الخمسين لاغتيال ثلاثة طلاب
على يد شرطة الشاه خلال مظاهرة طلابية عام 1953 احتجاجاً على زيارة
نائب الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون لإيران، وردد الطلاب الذين
يعتبرون أنشط قوة احتجاج سياسي في البلاد خلال السنوات الماضية (الموت
للديكتاتور) و (لا نريد نظاماً قمعياً ولا شرطة تحميه) و(أطلقوا سراح
المعتقلين السياسيين). |