كشفت تجارب أن أدوية اضطرابات النشاط الزائد ونقص
الانتباه للأطفال قد يكون لها أثر على نمو أدمغتهم على المدى الطويل.
وتظهر عدة دراسات نشرت في المراكز العلمية أن
الفئران التي حقنت بدواء (أي.دي.إتش.دي) الواسع الانتشار عادة ما كانت
تتصرف بشكل يوحي بإصابتها بالإحباط كما أنها تتصرف بشكل مختلف عن
الفئران التي حقنت بمحاليل غير علاجية.
وبما أن الفئران تختلف عن الإنسان فإن الدراسات
توضح أن الأطباء لابد أن يراقبوا الأطفال لمعرفة الآثار على المدى
الطويل أيضا.
وراقب وليام كارليزون من مستشفى مكلين ومدرسة
هارفارد الطبية في بوسطن وفريقه مجموعتين من الفئران إحداهما حقنت
بدواء ريتالين المعروف أيضا باسم ميثيلفنيديت خلال فترة ما قبل البلوغ
في حين أن المجموعة الأخرى حقنت بمحلول ملح.
وعندما نضجت تلك الفئران أجريت لها تجارب لمعرفة ما
إذا كانت قد أصيبت بما يسمى "اليأس المكتسب" أي مدى سرعة إصابتها
باليأس في مهام بعينها تحت الضغط.
وقال كارليزون في بيان إن الفئران التي حقنت
بالريتالين قبل بلوغها أظهرت زيادة كبيرة في سلوك اليأس المكتسب خلال
البلوغ مما يعني أن هناك ميل نحو الإحباط.
وقال كارليزون إنه لا يعتقد أن الآثار خاصة
بالريتالين وحده بل إن الأثر من الممكن أن يكون عاما للأدوية المحفزة
والكثير منها تعمل من خلال زيادة نشاط المادة الكيمياوية دوبامين التي
تنقل الرسائل.
وفي الولايات المتحدة يشخص ما بين 3-5% من الأطفال
على أنهم يعانون من اضطرابات فقد الانتباه والتي يتسم خلالها الأطفال
بانخفاض القدرة على التركيز وصعوبة التنظيم والسلوك المتهور.
من جانب اخر كشف خبير بريطاني بارز في علم الوراثة
أن معظم العقاقير التي يتعاطاها المرضى لا مفعول لها على غالبيتهم.
وقال آلان روز نائب رئيس فرع علم الوراثة في مجموعة
غلاكسو سميث كلاين البريطانية خلال عرض لأدوية جديدة ستعدها شركة (جي
إس كي ) في لندن إن أكثر من 90% من الأدوية لا تؤثر سوى على ما بين 30
و50% من المرضى.
وأضاف أن الأدوية لمعالجة مرض الزهايمر لا تؤثر سوى
على أقل من مريض من كل ثلاثة، والأدوية ضد السرطان تؤثر فقط على ربع
المرضى، وذلك لأن جينات المرضى تعرقل في معظم الأحيان مفعول الدواء.
ويرى روز أن فحصا جينيا بسيطا يسمح بتحديد المرضى
الذين يستجيبون لجزيئة معينة، مشيرا إلى أن ذلك سيتيح إعطاء المرضى
الأدوية التي سيكون لها مفعول عليهم.
وقدمت مجموعة (جي إس كي) في لندن 147 مشروعا دوائيا
جديدا قيد الإعداد. وفي عام 2002 أنفقت المجموعة 2.7 مليار جنيه (نحو
أربعة مليارات يورو) للأبحاث. وبذلك يصل معدل كلفة الدواء قبل طرحه في
الأسواق إلى 500 مليون جنيه (700 مليون يورو). |