تلوح في الأفق حرب على دور الحكومات في إدارة
الشبكة الإلكترونية "الإنترنت" حيث يستعد واضعو السياسات لقمة تدعمها
الأمم المتحدة بشأن مستقبل الشبكة العالمية.
وقال محمد شاري الترمذي من هيئة مختصة بهذا الجانب
مقرها لوس أنجلوس إن معسكرين يتشكلان الآن بشأن صياغة بند مهم لتتبناه
القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي ستعقد في ديسمبر/ كانون الأول
المقبل.
وأضاف الترمذي أن بعض الحكومات تقول إن إدارة
معاهدة الإنترنت وأسماء النطاقات وحماية الخصوصية يجب أن تتولاها منظمة
تضم الحكومات في حين ترغب حكومات أخرى أن تدار الإنترنت عن طريق هيئة
دولية.
ومضى يقول إن الهيئة الدولية تعني بحكم التعريف أن
الجميع مشاركون من الحكومات إلى القطاع الخاص والمجتمع المدني، في حين
أن تجمع الحكومات يشير إلى أن الحكومات وحدها هي المعنية وليس بالضرورة
الشعب.
وستحضر نحو 189 دولة القمة التي ستعقد في جنيف حيث
من المنتظر أن يتفق واضعو السياسات على أفضل الممارسات والمعايير
للإنترنت وبقية أفرع تكنولوجيا المعلومات.
وأشار الترمذي إلى أن العديد من الدول في منطقة
آسيا والمحيط الهادي تفضل هيئة دولية مستقلة لإدارة الإنترنت في حين
تفضل بعض الدول في أوروبا والشرق الأوسط منظمة تضم الحكومات أيضا.
على صعيد اخر تمكن اجتماع تمهيدي يسبق القمة
العالمية لتكنولوجيا المعلومات من الوصول إلى اتفاق حول حقوق الإنسان
وإدارة شبكة الإنترنت، وذلك حتى لا يتحول الاجتماع المقرر عقده هذا
الأسبوع في جنيف إلى حرب بين الدول الغنية والفقيرة.
وقد استطاع المفاوضون تقريب شقة الخلاف بعد مطالبة
الدول النامية بدور رئيسي للمنظمات العالمية في إدارة شبكة الإنترنت
التي تتحكم فيها شركات خاصة تابعة للدول المتقدمة.
وعلى صعيد حقوق الإنسان استطاع المفاوضون تجاوز
الخلافات حول حرية التعبير عن الرأي التي تحاول دول مثل الصين وإيران
ربطها بعبارات مثل الواجبات تجاه المجتمع.
وتبقى المسألة الوحيدة المعلقة هي ما إذا كانت
الدول ستوافق على إنشاء صندوق دولي خاص لمساعدة الدول الفقيرة -خاصة في
أفريقيا- لتمويل إنشاء شبكات تكنولوجيا المعلومات.
يشار إلى أن القمة العالمية لتكنولوجيا المعلومات
ستعقد بين 10 و12 ديسمبر/ كانون الأول في جنيف ويحضرها أكثر من 60 رئيس
دولة وحكومة.
من جانب اخر قالت شركة مكافي المتخصصة في توفير
برامج مكافحة الفيروسات والتهديدات المعلوماتية في العالم إن منطقة
الشرق الأوسط لا تشكل تهديدا أمنيا للشبكات العالمية، في حين تأتي أعلى
نسبة تهديد من شرق آسيا التي تشكل 43% من الاختراقات.
وقال قرشي عبد الرحمن مدير التوزيع في الشركة التي
تتخذ من كاليفورنيا بالولايات المتحدة مقرا لها إن منطقة الشرق الأوسط
تعتبر منطقة مستقبلة للتهديدات الأمنية لشبكاتها، وهي تسعى لحماية هذه
الشبكات وفق أحدث الوسائل المتوفرة عالميا.
وأوضح أن منطقتي أميركا الشمالية والجنوبية تأتيان
في المرتبة الثانية من حيث انطلاق التهديدات الأمنية والفيروسات بنسبة
12% تليهما أوروبا.
وأشار المدير الإقليمي لشركة نتوورك أسوشيتس التي
تتبعها مكافي إلى أن منطقة الشرق الأوسط تستهلك ما بين 2 إلى 3% من
منتجات أنظمة الحماية للشبكات.
وأعلن أن شركته طرحت عائلة جديدة من الأدوات
والبرامج المتطورة التي تكفل الحماية ضد كافة المخاطر الأمنية التي
تهدد الأجهزة المعلوماتية والأنظمة الشبكية.
وقال إن هذه الحلول التي طرحت في أسواق الشرق
الأوسط وأوروبا اعتبارا من اليوم تشتمل على برامج لمكافحة فيروسات
الحاسوب والبريد الإلكتروني التطفلي، إضافة إلى جدران الحماية الشخصية
وأنظمة حماية الخصوصية للمستخدمين. |