قدمت منظمة الصحة العالمية اقتراحا إلى الدول
الأعضاء لزيادة الوعي العالمي بالوجبات الصحية واللياقة البدنية.
ودعت الخطة التي ستقدم في دورة الربيع عام 2004
لمجلس الصحة العالمي الحكومات وشركات الأغذية والمنظمات غير الحكومية
للعمل معا من أجل تغيير عادات الأكل.
وقالت المنظمة التي يقع مقرها في جنيف "يوجد تحول
كبير في ميزان الأسباب الرئيسية للوفاة في معظم الدول"، وأضافت "ومن
الأسباب التي تثير قلقا خاصا نظم الغذاء غير الصحية وانخفاض النشاط
الجسدي بين الأطفال والمراهقين".
وقالت الأمم المتحدة إن المشكلة تبلغ ذروتها في
الدول النامية حتى إذا كانت أمراض سوء التغذية أو الأمراض المعدية هي
السبب الرئيسي لاعتلال الصحة في أفقر الدول.
وارتفعت أعداد المصابين بأمراض القلب والسكري
وأنواع معينة من السرطان وجميعها ترجع الإصابة بها إلى الوجبات غير
الصحية والخمول لتمثل 60% من نحو 56.5 مليون حالة وفاة سنوية في أنحاء
العالم يمكن تجنبها.
وتوقعت المنظمة أن يقفز عدد حالات الإصابة بمرض
السكري من النوع الثاني الذي يأتي عن طريق الإصابة وليس عن طريق
الوراثة من 117 إلى 370 مليون حالة بحلول عام 2030.
وتقول المراكز الأميركية للمكافحة والوقاية من
الأمراض إن أميركيا بين كل ثلاثة ولدوا عام 2000 سيصاب بهذه الحالة.
ولم تشر المقترحات -التي أعدت بناء على طلب الدول
الأعضاء وعقب مشاورات مكثفة مع الحكومات وصناعة الأغذية- إلى توصيات
منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من العام الحالي بأن السكر يجب ألا
يمثل أكثر من 10% من مصادر الطاقة التي يتناولها الإنسان في وجباته.
وأثار التقرير الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة
التابعة للأمم المتحدة ردود فعل غاضبة من جانب صناعة السكر الأميركية
التي قالت إن أعلى نسبة يمكن أن تصل إلى 25%.
وفي الأشهر الأخيرة أعلنت عدة شركات متعددة
الجنسيات عن خطط لخفض بعض أنواع الدهون النباتية التي لها علاقة بأمراض
القلب والبدانة في منتجاتها.
من جانب اخر أثبت فريق من الاختصاصيين بأن
الفرنسيين أكثر رشاقة من الأميركيين لأنهم يتناولون كميات أقل من
الطعام.
وأفادت الدراسة التي أجراها اختصاصيون في المركز
الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية ومن جامعة بنسيلفانيا بأن أحد الأسباب
المهمة التي تجعل الفرنسيين أكثر رشاقة من الأميركيين هي أنهم لا
يفرطون في الأكل.
ورغم أن فرنسا مشهورة بكونها بلد الأغذية المتنوعة
والدسمة فإن جميع المؤشرات تؤكد أن نسبة الوفيات المرتبطة بأمراض القلب
أقل كثيرا في فرنسا منها في الولايات المتحدة.
ووضع معدو هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "سايكولوجيكال
ساينس" في عددها سبتمبر/ أيلول قائمة مقارنة بين الوجبات التي تقدم في
المطاعم أو تباع في المتاجر أو التي تضمنتها كتب الطهي في البلدين.
وجاءت النتيجة بأن وزن الوجبة التي تقدم في مطاعم
باريسية 277 غراما مقابل 346 غراما في مطاعم فيلادلفيا الأميركية.
ولوحظت الظاهرة نفسها في المواد الغذائية التي تباع في المتاجر وكتب
الطهي.
وأظهرت المقارنة بين كتابي الطهي (ذي جوي أوف
كوكينغ) و(جوسي كويزينيه) أن الوجبات في الكتاب الأميركي أكبر كثيرا.
كما لاحظ معدو الدراسة أن الوقت الذي يمضيه الفرنسي في المطاعم لتناول
وجبة ماكدونالدز 22 دقيقة في حين يحتاج الأميركي إلى 14 دقيقة. |