يبدأ هذا الاسبوع في السويد مؤتمر دولي حول
النفايات المشعة, لمناقشة الدراسات التي أجريت في العالم حول تخزين هذه
النفايات.
وسيبحث مسؤولون سياسيون على المستوى الحكومي
والإقليمي والمحلي مع الوكالات المتخصصة التقدم الذي تحقق في هذا
المجال.
وقال مسئول إن تطورات إيجابية قد حدثت في كثير من
البلدان حول تخزين النفايات، مضيفا أن السويد وفنلندا وفرنسا والولايات
المتحدة قد اتخذت قرارات مهمة لإيجاد حلول ثابتة ودائمة بشأن هذه
المسألة.
ويتطرق المؤتمر الذي يعقد في سياق اجتماع جرى في
نوفمبر/ تشرين الثاني 1999 في دنفر بالولايات المتحدة إلى الجوانب
السياسية للملف, كالبعد الديمقراطي في اتخاذ القرار المتعلق بأماكن
تخزين النفايات.
يشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام المدير
العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي, ورئيس وكالة
الطاقة النووية لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لويس إيشافاري.
من جانب اخر حذر رئيس القسم الدولي في وكالة الفضاء
والملاحة الجوية الروسية سيرجي كوليك من مخاطر تفاقم مشكلة النفايات
الفضائية. وقال في مؤتمر خاص أقامتة وكالة الفضاء الأوروبية في برلين
لمناقشة مشكلة النفايات إن الإنسان حول الفضاء إلى ساحة نفايات لا
تحدها حدود. ويحضر في المؤتمر أكثر من مائتي خبير اجتمعوا ليدقوا ناقوس
الخطر بشأن مشكلة النفايات.
فقد خلفت آلاف الصواريخ عدد كبيرا من قطع المحركات
المهملة التي تسبح في الكون منذ بداية عصر غزو الفضاء عام 1957, وظل
عدد هذه القطع يتزايد مع تزايد أبحاث الفضاء وعدد الرحلات الفضائية.
وقال كوليك إن المشكلة خطرة فعلا, "فإذا استمررنا
بنشر فضلاتنا في الفضاء... سيصبح مدار الأرض خطرا جدا في المستقبل",
وأضاف أن ازدياد "عدد القطع المتناثرة في الفضاء سيعرقل الملاحة
الفضائية مستقبلا".
ويذكر أن المحطة الفضائية مير هي أكبر جسم فضائي
رفعه الإنسان إلى الفضاء, إذ يبلغ وزنها 140 طنا. ومن المتوقع أن تسقط
هذه المحطة العملاقة يوم الجمعة المقبل في المحيط الهادي بعد خدمة
مدتها 15 عاما في مدار حول الأرض. وشكر كوليك في كلمته حرص روسيا على
تدمير مير دون ترك أي مخلفات فضائية.
ويقول العلماء إن أكثر من 8500 جسم فضائي تسبح في
مدار الأرض, وإن 600 جسم من هذا العدد هي أقمار صناعية أو سفن فضاء
والباقي مخلفات فضائية لا فائدة منها. وإذا حسب عدد قطع النفايات
المعدنية الصغيرة فإن إجمالي عدد الأجسام الهائمة في مدارات حول الأرض
سيتراوح ما بين مائة ألف إلى مائة وخمسين ألف قطعة.
وخلال أربعين عاما على غزو الفضاء أطلق الإنسان
حوالي أربعة آلاف رحلة فضائية, وجميعها تخلف نفايات، وخصوصا في المدار
القريب من الأرض, أي على ارتفاع نحو ألفي كلم.
ولم يتضرر أي إنسان حتى الآن بالفضلات الفضائية,
إلا أن أجزاء من المحطة الفضائية الأميركية سكايلاب التي وصلت إلى
الأرض قتلت بقرة في أستراليا عام 1979. أما أخطر اصطدام لجسم فضائي
بقطعة من المخلفات فقد كان عام 1996 عندما اصطدم قمر تجسس فرنسي بقطعة
من صاروخ أريان. ويقول العلماء إن عملية تنظيف الفضاء من الفضلات مسألة
معقدة جدا, لذلك حذروا من ازدياد هذا العدد مستقبلا. |