(العائلة
لب المجتمع، فإذا تهاوت، انهار المجتمع، وإذا تعالت، تشامخ المجتمع).
نقرأ في (كلمة الناشر) هذا النص:
(جاء اهتمام الأديان السماوية بالعائلة، حيث
رصدت من هذا المنطلق أيضاً جاء اهتمام أصحاب المذاهب الملحدة عدم كيان
العائلة لأن غياب العائلة يعني غياب المجتمع المناقبي.
والهدم أسهل من البناء، فقد تحركت معاول
الماسونية والماركسية والوجودية والسادترية ومذهب اللافعي في تخريب
بنيان المجتمع البشري، وحصدت من وراء هذا التخريب مكاسب كثيرة، وحققت
انتصارها على الأخلاق والفضيلة وتمكنت أن تدفع بالإنسان الأوربي إلى
الضياع ووصلت معاول التخريب إلى مجتمعاتنا الإسلامية ايضاً فأخذت تنشر
الميوعة والتحلل بغية تحطيم بنيان الأسرة ويقف الإسلام على مفترق
الطريق مع هذه المبادئ، فهو يسعى على عكس ذلك إرساء دعائم العائلة:
بناء العائلة المستقرة.
وإنشاء العائلة الهادئة والهادفة.
وهو ما يبحث عنه كل إنسان يروم السعادة في
الحياة.
ونقرأ في (مقدمة المؤلف) هذا النص:
(حيث أني رأيت قبل نصف قرن شؤون العائلة بدءاً
وختاماً، وما رأيته بعد ذلك لا يشبه ما رأيته قبله، إلا نادراً، فإنه
بإتباع المسلمين قوانين الغرب، ذهب دينهم ودنياهم، كما يقول الله في
كتابه: (خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين)[1].
وإني أذكر أن كثيراً من المسلمين ولاسيما
حكوماتهم استقبلوا الغرب وتكالبوا على قوانينه وكانوا يزعمون أنهم
تخلصوا بذلك من جور سلاطين آل عثمان، وآل قاجار، البلدين الذين رأيت
إسلامهما الناقص، وانحيازهما التام بعد سقوط حكوماتها نحو الغرب، فإذا
بهم مصداق الشاعر:
شكوت على عمروٍ، فلمّا تركته
وجاورت أقواماً، بكيت على عمرو
وما من شك في أن (آل عثمان) و(آل قاجار) كانا
يعملان بدون موازين الإسلام، ولهذا السبب وقعت بلاد الإسلام تحت سيطرة
الغرب والشرق.
فقد صار المسلمون في ذلك مصداق لمن (نسي
المشيتين) فإنهم في ظلهما كانوا ناقصي الدين والدنيا، فصاروا تحت راية
الغرب والشرق فاقدين لهما، إلا في القليل النادر، والله وحده يعلم كم
يلزم أن ترزح تحت الظلم والطغيان والانحراف عن سنن الله، حتى تعود
إلينا الحالة الإسلامية الصحيحة.
لكن يجب أن نعلم أن ذلك لا يمكن إلا بالوعي
ونقصد بالوعي وعي قوانين الإسلام من (الأمة الواحدة بدون حدود
جغرافية).
كما نقرأ في (الفصل الأول – قانون الزوجية في
الكون والحضارات والأديان) هذا النص:
قال تعالى في محكم كتابه: (ومن كل شيء خلقنا
زوجين لعلكم تذكرون)[2]
إن قانون الزوجية متأصل في الموجودات وهي محكومة بهذا القانون.
من ينظر إلى الكون الرحب وما فيه من نجوم وكواكب
وهواء وماء وشجر وحجر وحيوان وإنسان يذعن بتكاملية هذا النظام، بمعنى
أن أحدهما يكمل الآخر، وكل يسير وفق نظام.. لا يخرقه ولا يتجاوزه إلا
بني آدم.. تارة بظلم وأخرى بجعل قال تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على
السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الإنسان
أنه كان ظلوماً جهولاً)[3]
كذلك نقرا في (الفصل الثاني – نداء الفطرة) ضمن
فقرة (الزواج ضرورة) هذا النص:
(الزواج ضرورة حيوية حيث يتوقف عليه بقاء
النسل.. ولذا يمنع عقلاء العالم من عمل يسبب انقراض نسل حيوان خاص..
فكيف بالإنسان. وفي الآية الكريمة:
(وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث
والنسل والله لا يحب الفساد)[4]
وفي فقرة (الزواج المبكر) نقرا التالي:
(من المؤكد عقلاً وشرعاً: الزواج المبكر كما
كانت عادة المسلمين من أول ظهور الإسلام إلى ما قبل غزو قوانين الغرب
والشرق لبلادهم ثقافة واقتصاداً وعسكراً..
وقد كانت عادة المسلمين تزويج البنت من العاشرة
إلى الخامسة عشرة أو ما أشبه.
فالزواج المبكر كان ضرورة حيوية عندهم لبساطته،
فلا اتجار ولا اشتراط... شأنه شأن الأكل والشرب واللباس فهذا محتاج إلى
هذه، وبالعكس، فأي مانع من الالتقاء بينهما بنكاح مشروع؟
والغرب حيث جعل القيود والسدود أمام هذا الأمر،
أباح للدعارة العلنية أو الخفية وأباح الشذوذ ونظائره و هاهي إحصاءاتهم
تصرح بأن أكثر شبابهم وشاباتهم يزاولون من العاشرة في البنات، ومن
البلوغ البدني في الأولاد[5]
مع ما يترتب على ذلك من ملازمات خطيرة، كالإجهاض، وتكاثر الأبناء غير
الشرعيين ومختلف الأمراض[6]
والفضائح والخيانات الزوجية والعائلية كممارسة المحارم بعضهم مع بعض[7]،
وحوادث الانتحار وبروز الجنس الثالث[8]
وعمليات الاتجار بالأطفال بيعاً وشراءً إلى غير ذلك.
وإذا علمنا أن الإسلام دين الفطرة، ظهر أن
النظافة الجنسية تقتضي أن ترجع تعاليم الإسلام في هذا الجانب المهم من
الحياة.
كتاب:
العائلة
المؤلف:
الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره)
الناشر:
مؤسسة الرسول الأعظم (ص) للتحقيق والنشر (بيروت – لبنان)
مواصفات:
الطبعة الأولى 1417هـ 1997م (152) صفحة قطع متوسط
محتويات:
(كلمة الناشر) و(مقدمة المؤلف) و(7 فصول).
(5) مثلاً في أمريكا أن تسع فتيات من أصل
عشرة فتيات في المدارس الثانوية يتفاخرون بممارسة الجنس.
(6) كالإيدز والسفلس والزهري.. وأمراض
الكآبة وبفقدان الأمن.
(7) ذكرت بعض التقارير أن مليون شخص في
أمريكا يمارسون الجنس مع أرحامهم، أنظر مجلة الخيرية العدد 48.
(8) كالهيبية والبانكس واللواطين والدعاة
إلى الزواج من الجنس الواحد.
|