تعكف إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش على وضع
خطة تكلفتها 16 مليون دولار فى العام الأول، تهدف إلى جذب العلماء
العراقيين للعمل فى برامج أبحاث سلمية فى العراق، بدلا من انتقال هؤلاء
العلماء - هم وخبرتهم- إلى دول أخرى أو منظمات "إرهابية" يمكن أن تهدد
الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أنها حصلت على مسودة
الخطة التى أعدتها وزارة الخارجية الأمريكية. وتغطى الخطة -وفقا
لمسودتها المؤلفة من 11 صفحة- تكاليف العام الأول من البرنامج الذى
سيعتمد بشدة على مساعدات تطوعية من مجتمع العلماء الأمريكيين.
لكن مع انتقال عدد من كبار العلماء العراقيين
بالفعل إلى دول اخرى يخشى بعض الخبراء أن يكون أوان هذه المبادرة قد
فات، مشيرين إلى أن تنفيذها لن يتم قبل عام من الآن. وقال مايكل روستون
الذى يعمل لدى المجلس الاستشارى الروسى الأمريكى لشئون الأمن النووي: "هناك
قلق واضح لا لبس فيه من أن يكون هؤلاء العلماء قد شردوا بالفعل، ومن ثم
تكتسب جهود وزارة الخارجية - الأمريكية - لتفعيل هذه المبادرة أهمية
شديدة".
وروستون من بين مجموعة منتقاة من خبراء فى مجال
منع الانتشار النووى وممثلين لمجتمع العلماء الأمريكيين اطلعت على
الوثيقة التى طرحت فى 3-11-2003 على عدد من الخبراء العاملين فى وزارة
الخارجية الأمريكية وخارجها. وقال مسئول أمريكى من المشاركين فى مشروع
وزارة الخارجية الأمريكية - طلب عدم نشر اسمه- لأسوشيتد برس: "إن مسألة
هجرة العلماء - العراقيين - كانت من مصادر القلق الكبيرة بالنسبة لنا،
لكن الأمور لم تكن مرتبة... وحين آل الأمر إلينا، لم تكن هناك آلية
لاقتفاء أثر هؤلاء العلماء أو منعهم من الهروب".
وقال مسئولان بوكالة استخبارات الدفاع التابعة
لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" شاركا فى استجواب علماء عراقيين
تحتجزهم السلطات الأمريكية: إن العراقيين يواصلون إنكار وجود برامج
أسلحة غير مشروعة فى العراق. واستجوب الأمريكيون عشرات العلماء
العراقيين، وما زالت السلطات الأمريكية تحتجز قرابة 30 منهم. وقال
المسئولان: إنهما استعانا بأجهزة كشف الكذب فى استجواب هؤلاء العلماء
العراقيين لكنها لم تثبت كذبهم بشأن الأسلحة.
وقال علماء وخبراء أسلحة أمريكيون -طلبوا عدم
نشر أسمائهم- لأسوشيتد برس: إنهم يواجهون صعوبة فى العثور على خبراء
أسلحة عراقيين فى العراق، واستحال عليهم تعقب أثر الخبراء العراقيين
الذين قابلوهم من قبل.
وتأمل وزارة الخارجية الأمريكية أن تشجع
مبادرتها العلماء الأمريكيين على طرح أفكارهم ومقترحاتهم بشأن مستقبل
بلادهم. وأطلق الأمريكيون على المشروع اسم "مبادرة التدريب العلمى
والتقنى والهندسى من أجل العراق" الملقبة اختصارا باسم "ستيم 2". وعكف
مكتب جورج أطكينسون -المستشار الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن
العلوم والتكنولوجيا- على تطوير الخطة التى اعتمدت -أيضا- على بعض
الأفكار التى طرحها روز جوتمولر، وهو باحث بارز فى مؤسسة كارنيجى
للسلام الدولى بواشنطن شارك فى إعادة تدريب العلماء السوفيت. وقال
جوتمولر: "الفرصة المتاحة - بالنسبة للعلماء العراقيين - فى الوقت
الحالى موجودة فى الدول المجاورة - للعراق - ومن ثم فنحن فى حاجة إلى
سرعة استقطاب هؤلاء العلماء. وأفضل طريقة لذلك تتم من خلال إعمار
بلادهم".
وتقوم المبادرة على خطة من 3 مراحل، تدفع
السلطات الأمريكية فى المرحلة الأولى للعلماء العراقيين من أجل أن
يقدموا مقترحات بحثية. وسيتم دفع نحو 450 دولارا -وهو مبلغ كبير فى
العراق- عن كل اقتراح. وتدفع سلطة الاحتلال الأمريكية فى العراق حاليا
نحو 50 دولارا شهريا للعلماء العراقيين المعروفين لديها وتحت أنظارها،
لكنهم لا يزالون بدون عمل. ويقدر واضعو الخطة الأمريكية أن نحو 750
عالما سيقدمون مقترحات، سيكون نحو 75% منها أفكارا قابلة للتطبيق.
وتقدر تكاليف هذه النسبة المقبولة من الأبحاث بنحو 16 مليون دولار فى
العام الأول، يستخدم الجانب الأكبر منها فى تمويل الأفكار التى ستوضع
موضع التنفيذ العملي. ووفقا لمسودة الخطة، فإن جزءا من هذا المبلغ
سيستخدم فى إعالة هذه الفئة من العلماء العراقيين الملتزمة بالأنشطة
السلمية غير المرتبطة بأسلحة التدمير الشامل. لكن لم يتضح الجهة التى
ستوفر التمويل. ويقول مسئولو وزارة الخارجية الإسرائيلية: إنهم ينتظرون
مزيدا من المعلومات من السلطات الأمريكية فى بغداد. |