(وأما
حق ولدك: فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وأنك
مسؤول عما وليته به من حسن الأدب، والدلالة على ربه عز وجل والمعونة له
على طاعته. فأعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه،
معاقب على الإساءة إليه).
من رسالة الحقوق للإمام السجاد (ع).
نقرأ في (كلمة الناشر) ما يلي:
(لا شك في أن مستقبل المجتمع لا يمكن ضمانه إلا
بوجود قوىً مؤمنة وملتزمة تتعهده لذلك كان على القائمين على الشؤون
الثقافية، أن يبذلوا المزيد من الهمة والسعي لتربية صانعي مستقبل
المجتمع، وهم أطفال زماننا الحاضر وشبابه، بما يقدمونه لبراعم حديقة
المجتمع من كتب تعليمية يؤلفونها، ومن مناهج تربوية يعدُّونها.
إن لكل جيل ومستوىً في المجتمع لغة لا بد أن
يكلموه بها، كذلك للطفل وللصبي لسان خاص يدرك به ما يوضع له في قالبه
من مفاهيم وأفكار، فيتأثر بها ويستفيد منها.
واستناداً إلى هذا المنظور تقرر القيام بجمع
الأحاديث المنقولة عن المعصومين عليهم السلام، مما هو مبثوث في كتب
الحديث الموثوق بها لنضعها في متناول أيدي أولئك الذين تخفق قلوبهم
رغبة في تربية النشء، الجديد وقلقاً على مستقبله، فلعلنا نكون بذلك قد
استطعنا أن نخطوا بضع خطوات، وإن تكن قصيرة باتجاه بناء المجتمع
الإسلامي السليم.
ونقرأ في كلمة (د. السيد محمد باقر حجتي) ما يلي:
(وبعد: فقد طلعت شمس الإسلام على العالم يوم
كانت المجتمعات البشرية تتعذب وهي مكبلة بقيود الجهل والاضطراب والفوضى،
يوم كانت الرذائل الأخلاقية تسود تلك المجتمعات بدلاً من الفضائل..
فكان أن بعث رسول الإسلام (ص) يحمل رسالة تحيط
بجميع شؤون الحياة البشرية بكل أبعادها وجوانبها وخصائصها المختلفة،
كانت رسالته سماوية خالدة لم تغفل عن ذكر كل ما من شأنه أن يبني
الإنسان بناءً صالحاً.
وبناءً على هذا فإن علينا أن نبحث عن حقائق
الحياة الإنسانية وأسرارها في القرآن وفي التعليمات الإسلامية، وعلى
الرغم من أن القرآن يتميز بالإيجاز عموماً، فإنه في هذا الخصوص جامع
لكل رؤوس الأسرار البنّاءة للإنسان، إلا أنها تتطلب الشرح والتبسيط
والتحليل والتوضيح. وهذا ما أضطلع به الرسول الكريم (ص) بادئ الأمر،
ومن ثم انتقل الأمر إلى عترته الذين تعهدوا إمرار هذه الرسالة السماوية،
ولهذا أوصى (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس جميعاً بأن يتمسكوا
بالأمرين الثقلين، الأول كتاب الله، والثاني عدل كتاب الله ورفيه،
عترته وأهل بيته المبينين لأحكام القرآن وأسراره قائلاً: (إني تارك
فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا،
فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).
لذلك ففي الحقبة التي لم يكن الغربيون يعرفون
شيئاً، حتى فيما بينهم وبين أنفسهم، عما يسمى بالتربية والتعليم وكيف
يكون، كان المسلمون قد ألفوا الكتب التخصصية في مواضيع تتعلق بالتربية
والتعليم، ففي القرون الوسطى، يوم كان عالم الغرب غائصاً في أوحال
الجهل والهمجية وعدم المعرفة، ظهر أمثال محمد بن سحنون المغربي بكتابه
الموسوم بـ(آداب المعلمين) فيما بين القرنين الثاني والثالث الهجري
وهذا الكتاب الذي يدور حول التربية والتعليم، قد استقى محتوياته من
القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وعليه فإن الخطوة الأولى على طريق
التربية والتعليم، بمفهومها الحديث، قد خطاها المسلمون، ذلك لأنهم
كانوا يملكون ثقافة ذات غنى وثروة على هذا الصعيد، فقد كانت بحوث
العلماء المسلمين في ميدان التربية والتعليم قد بدأت منذ أوائل ظهور
الإسلام، فألفوا فيها عشرات الكتب التي استوحى منها العلماء الغربيون
فيما بعد أفكارهم، من ذلك كتاب (آراء أهل المدينة الفاضلة) للفارابي،
و(الرسائل) لأخوان الصفا، و(السياسة) لابن سينا، و(إحياء علوم الدين)
للغزالي وكذلك كتبه الأخرى، وعشرات من الكتب غيرها كتبها العلماء
المسلمون في التربية والتعليم، أو فيما يرتبط بالتربية والتعليم، وهي
كلها مصاديق واقعية تحكي عن غنى الثقافة الإسلامية، تلك الثقافة التي
يعكسها لنا القرآن والأحاديث النبوية الشريفة وما ورد إلينا عن الأئمة
الكرام عليهم السلام.
كما نقرأ في محور (الآداب المتأخرة عن الولادة)
في فقرة (فضل قراءة الآذان والإقامة في أذني المولود يوم الولادة) ما
يلي:
(1- عن علي (ع) أن رسول الله (ص) قال: من ولد له
مولود فليؤذن في أذنه اليمنى وليقم في اليسرى، فإن ذلك عصمة من الشيطان،
وأنه (ص) أمر أن يفعل ذلك بالحسن والحسين وأن يقرأ مع الآذان في
آذانهما فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآخر سورة الحشر وسورة الإخلاص
والمعوذتان. البحار: ج104 ص126 ح86.
2- الجعفريات: أخبرنا محمد: حدثني موسى: قال
حدثنا أبي عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن
الحسين، عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول الله (ص): من ولد له مولود
فليؤذن في أذنه اليمنى بأذان الصلوة وليقم في اليسرى، فإن ذلك عصمة من
الشيطان الرجيم والإفزاع له. مستدرك الوسائل: ج2 ب26 ص620 ح3.
الكتاب:
الطفل نشؤه وتربيته
الإعداد:
قسم الأطفال والناشئين لمؤسسة البعثة
الناشر:
مؤسسة البعثة (طهران – إيران)
مواصفات
الكتاب: الطبعة الأولى
1410هـ
(390) صفحة من القطع الكبير
محتويات
الكتاب: (كلمة الناشر) (كلمة
د. السيد حجتي) و (15 محور) |