|
|
أفاق المتغيرات
الدولية |
اديب دالويج |
نقصد بالاستراتيجية الأمريكية تلك السياسة الدولية
التي تديرها أمريكا، ويقف معها قوى
أخرى تشكل حلفاً (غربياً) متشابك الأهداف والمطامع؛ لصياغة واقع
ومستقبل العالم المعاصر.هذا التحالف يشهد في الواقع المعاصر نشوة وقوة
وتقارباً بعد سقوط المنظومة الشيوعية الشمولية، وإن كانت أمريكا هي
الراعية الرسمية والتي ستنال نصيب الأسد من هذا التحالف، إلا أن الدول
الغربية والتي تجمعها مع أمريكا قواسم مشتركة كثيرة - وخاصة بريطانيا -
تقدر أن الانضواء تحت أمريكا في الوقت الحاضر خيار لا بد منه؛ حتى لا
تنفرد أمريكا بالنصيب الأكبر من هذه الاستراتيجية المتشعبة الأهداف
والمطامع والوسائل . بدأت إرهاصات هذه الاستراتيجية للمراقبين مما يدور
في أروقة السياسة والفكر والإعلام الغربي، منذ أن بدأ الإعلان عن
النظام العالمي الجديد، ومناقشة المخاطر التي تعوق انصياع العالم أجمع
لهذه الاستراتيجية .وينظر الغرب إلى العالم الإسلامي نظرة خاصة، فهو
يشكل جزءاً من الصراع الحضاري بين الشرق والغرب،ويمتلك مقومات السبق
الحضاري، والريادة الفكرية، ولذا ظهرت النظريات المتضاربة في استشراف
مستقبل هذا الصراع، سواء من الأمم والحضارات، فظهرت نظرية (نهاية
التاريخ) التي قامت على حتمية تاريخية تماماً كما هي الفكرة الشيوعية
التي رأت أن العالم يسير حتماً في سيرورته التاريخية صوب الشيوعية.تشير
نظرية إلى أن العالم سيقف على أعتاب (الليبرالية) الغربية، وبالأخص
القيم اﻻنسانية التي يراد لها أن (تعولم) في وقت الانفراد الأمريكي في
قيادة البشرية، وتلك هي المحطة النهائية في تاريخ الصراع البشري، أي أن
نهاية تاريخ الصراع ستفضي إلى انتصار نهائي للرأسمالية الليبرالية.وفي
مقابل هذه النظرية ظهرت نظرية (صراع الحضارات)، وهي تعتقد جازمة أن
مستقبل الأيام سيشهد صراعاً قوياً بين الحضارات الإنسانية، وهي نظرية
تجيش الوعي والنفس الغربية للترقب بحذر شديد حول هذه الحضارات المرشحة
للصراع. |
شبكة النبأ المعلوماتية -
الأربعاء 19/11/2003
- 24/
رمضان/1424 |
|