كثيرة هي الأعاجيب في عالمنا المعاصر .. و كثيرة هي
الغرائب التي تطفح بها حياتنا بين الآونة و الأخرى ... و كثيرا
ماتداهمنا أحداث .. و تخرج علينا تصريحات و مواقف ... و لكن مما يدمي
الفؤاد و يؤلم القلب .. أن يخرج علينا أحد الاخوة الكتاب ممن يقول بأنه
عراقي ... و يدعي أنه يقيم الوضع في عراقنا الحبيب ... فخرج علينا بما
يظن أنه تحفة سيصفق له الاخرون ... قام بنشر صورة لمحجبة من حرائر
العراق ... غاية ذنبها _ كما يتصور هو طبعا _ أنها ارتدت الحجاب الكامل
الذي يستر كامل بدنها... و انتقدها بحجة أنها ترتدي نقابا وهابيا و
اعتبره دخيلا على المجتمع العراقي و لكن ألم يكن من الأنسب أن يوجه
نقده الى النشاز الحقيقي الذي يريده طبعا أن يكون في عراقنا القادم ...
ألا وهو دعوة البعض الى جلب ثقافة الغرب المنحلة و الساقطة لكي يزرعها
في أوساط مجتمعنا ... و يعتبرها هي الدخيلة على المجتمع العراقي
المحافظ على قيمه و منذ قديم الزمان ... أم أنه مدفوع بنوايا خبيثة و
يتبع وصايا مدمرة , لا تريد الخير بهذا الوطن العزيز ... هذا الوطن
الذي عانى أهله و على مدى سنين طويلة من القهر و الظلم و الحرمان ... و
كان باستطاعة هذا الشعب أن يرضخ لمطالب الطاغية و من يقف وراءه , و لكن
شعبنا الأبي أبت أنفس أبنائه إلا مقارعة الظلم و الصبر على تحمل الآلام
و المآسي .. حتى لو كلفه ذلك حياته .. و ما المقابر الجماعية المنتشرة
في مختلف ربوع العراق و السجون المليئة بالابطال منذ دهر طويل و حملات
التصفية , إلا دليل على ان هذا الشعب لا يريد إلغاء هويته و لا يريد
طمس معالم تعاليم دينه .. و سنذكر و نقف إجلالا لهذه الافواج المليونية
من الشهداء بعد أن تنجلي الغمامة تماما و تتوضح الصور بشكل جلي , حينها
سننظر لمن النصر و الرفعة و السمو , و لمن الخزي و العار ... و الله
متم نوره و لو كره الكافرون. |