أدت عاصفة عنيفة هبت في القطب ِالجنوبي إلى شطر جبل
جليدي إلى قسمين.
وذكرت صحيفة إنتاركتيك صن الأسبوعية أن هذا الجبل
الجليدي الذي يطلق عليه اسم "بي/15" وتبلغ مساحته 11 ألف كلم مربع أي
ما يعادل مساحة جامايكا كان الأكبر في العالم قبل أن ينشطر إلى قسمين
الشهر الماضي.
وبذلك يصبح الجبل الجليدي "سي/19 أي" والذي يقع قرب
قاعدة فرنسية في القطب الجنوبي الأكبر في العالم، وتبلغ مساحته 5659
كلم مربعا, أي أكبر من مملكة لوكسمبورغ الأوروبية.
وذكرت الصحيفة أن باحثين أميركيين ثبتوا معداتهم
الجمعة على الجبل "بي/15 أي" الذي تشكل حديثا لمتابعة تحركاته.
من جانب اخر أظهرت دراسة علمية أن ارتفاع درجة في
حرارة الأرض سيؤدي إلى ذوبان معظم الجليد في القطب الشمالي أثناء فصل
الصيف بحلول نهاية القرن.
وأوضحت الدراسة الدولية التي استغرق إنجازها ثلاث
سنوات أن طبقة الجليد التي تغطي القطب الشمالي تآكلت بنسبة 7,4% على
مدى الأعوام الخمسة والعشرين الماضية وسجلت أقل مستوى لها في سبتمبر/أيلول
2002.
وقال البروفيسور النرويجي أولا يوهانسن أحد
المسؤولين عن هذه الدراسة التي مولتها المفوضية الأوروبية، إن غطاء
الجليد الصيفي في القطب الشمالي قد يتآكل بنسبة 80% مع نهاية القرن
الواحد والعشرين.
وأضاف يوهانسن أن بحر بارنتس الواقع في منطقة القطب
الشمالي إلى الشمال من روسيا والنرويج قد يخلو من الثلوج حتى في فصل
الشتاء مع نهاية القرن، قائلا إن هذا سيسهل عمليات التنقيب عن النفط
وقد يفتح طريق بحر الشمال (بين المحيطين الهادي والأطلسي).
وتعتقد روسيا والنرويج أن بحر بارنتس قد يكون منطقة
واعدة للتنقيب عن النفط والغاز. وممر بحر الشمال قد يقلص رحلة السفن من
اليابان إلى أوروبا بنحو عشرة أيام مقارنة مع الرحلة عبر قناة السويس.
وقد خلصت الدراسة إلى وجود صلة بين التآكل الأخير
في طبقة الجليد بالقطب الشمالي وبين انبعاث الغازات الناتجة عن استخدام
الإنسان مثل ثاني أوكسيد الكربون الذي يعتبر أحد أسباب ارتفاع حرارة
الأرض.
لكن الدراسة أظهرت حدوث انكماش في طبقة الجليد في
الفترة من عام 1920 إلى عام 1940 بسبب التقلبات الطبيعية في المناخ مثل
تيارات المحيطات والرياح وليس نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وجاءت الدراسة بأدلة جديدة على حدوث تآكل تدريجي في
طبقة الجليد وأتت بأدلة تشير بقوة إلى أن الغازات الناتجة عن استخدام
الإنسان مثل عوادم السيارات والمصانع هي المسؤولة بشكل أساسي عن ذلك.
ويقول خبراء الأحوال الجوية إن المناطق القطبية
ترتفع درجات حرارتها بمعدل أكبر من المناطق الأخرى.
وفي خبر اخر نفصلت كتلة جليدية عن القارة القطبية
الجنوبية أوائل هذا الشهر. ويقول العلماء إن الكتلة أكبر في حجمها من
كثير من الدول الصغيرة، لكن تفكك الكتلة الجليدية لن يزيد من مناسيب
المياه في البحار لأن الثلج كان عائما بالفعل على الماء.
وقد تفتت الكتلة إلى ألوف الكتل الأصغر والجبال
الجليدية التي انتشرت في بحر وِيدِل الذي يشكل ذراعا بحريا شرق القارة
القطبية. والتقط قمر اصطناعي أميركي صورا لبداية عملية انفصال الكتلة
التي بدأت مطلع العام الحالي.
وقال علماء في مركز دراسات القطب الجنوبي ببريطانيا
إن تفكك الكتلة الجليدية حدث تحت وطأة ارتفاع درجات الحرارة. وبالرغم
من أن العلماء توقعوا قبل أربع سنوات تفكك الرصيف الجليدي الذي تبلغ
مساحته 3250 كيلومترا مربعا وعمقه 200 متر فإنهم ذهلوا لسرعة تصدعه.
فقد قال العالم بالمركز ديفد فوغان في بيان "كنا
نعلم أن ما تبقى سينهار في نهاية الأمر، لكن المذهل هو سرعة حدوث ذلك..
يصعب تصديق أن يتفكك 500 مليون مليار طن من الجليد في أقل من شهر".
والمركز مسؤول عن أغلب الدراسات البريطانية عن القطب الجنوبي.
وارتفعت درجة حرارة شبه الجزيرة القطبية الجنوبية
2.5 درجة مئوية على مدى نصف قرن بأسرع من أي مكان آخر في بقية العالم.
ويقول فوغان إن الرصيف "لارسن بي" واحد من خمسة أرصفة جليدية تنكمش
باطراد بسبب تغيرات المناخ. |