نعرض فيما يلي نص الخطاب لنائب وزير الخارجية
الأمريكي ريتشارد أرميتاج أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ
الأمريكي (بشأن السياسة الأمريكية المتعلقة بإيران يوم 28 تشرين الأول
أكتوبر 2003م.
حضرات رئيس اللجنة لوغر، السناتور بيدن، أعضاء
اللجنة، أرحب، كما دوماً، بفرصة الظهور أمام هذه الهيئة لأتحدث عن
أولويات وتحديات السياسة الخارجية في الوقت الحاضر. أني أقدر بنوع خاص
هذه الفرصة لمناقشة موضوع إيران نظراً للأهمية الكبرى لهذا الوضع
القابل للتحول وأهمية سياسة الولايات المتحدة ونفوذها في هذا المجال،
وأني أتطلع إلى فتح هذا الحوار معكم.
إيران دولة في خضم تحول هائل، وأعتقد أن السياسة
الأمريكية قادرة على التأثير في الاتجاه الذي ستسير عليه إيران، إنه
لوضع معقد لكن أسمحوا لي أن أقدم صورة مبسطة، في إيران اليوم، صراع بين
عناصر هدامة في المجتمع الإيراني وقياداته من جهة، وهؤلاء يريدون إبقاء
البلاد غارقة في مستنقع ماض عنيف، وفاسد، ومنعزل، وبين حركة شعبية تنظر
قدماً وتريد بروز إيران أكثر مشاركة وحداثة، لم يكن منح جائزة نوبل
للسلام إلى مواطنة إيرانية قراراً خاطئاً، بل إشارة إلى رغبة عارمة
للتغيير في المجتمع الإيراني، والواقع، أن من حق جميع الإيرانيين
الاستفادة من دولة حديثة، دولة تعتمد على قوى الأفكار الحرة والأسواق
الحرة، كما أن ذلك سيفيد أمن ورفاه أمريكا والعالم، على سياسة الولايات
المتحدة، إذن، أن تساند الشعب الإيراني في توقه إلى بلد ديمقراطي مزدهر
ويصبح عضواً يثق به المجتمع الدولي.
ولا غرابة، نظراً لتعقيدات الوضع، إذا وجدنا مدى
واسع من جهات النظر، بما في ذلك من هم أعضاء في هذه اللجنة، حول كيفية
تطبيق تلك السياسة على أحسن وجه. وهذا أمر مستحسن تماماً، فالسياسة
وحيدة الاتجاه والجامدة، والمعدة لكل الظروف لن تكون، بالطبع سياسة
ملائمة في هذا الظروف، فإذا أردنا حماية مصالح الولايات المتحدة ودعمها
بأفضل الطرق، ينبغي أن تكون سياستنا مرنة، وديناميكية، ومتعددة الأوجه،
لهذا السبب، يتابع الرئيس وإدارته سياسة تقيم كاملة تشكيلة الخيارات
المتوافرة لدينا، عبر وسائل ثنائية ومتعددة الجوانب في آن، وإذ نسعى
إلى مقاومة سياسات وأعمال حكومة إيران السلبية والهدامة، نقوم في الوقت
ذاته بتشجيع السياسات والأعمال البناءة ونقيم حواراً مباشراً مع الشعب
الإيراني حول الحريات التي يريدها لبلده.
ورداً على سؤال ما إذا كانت السياسة الأمريكية
تسعى لتغيير نظام الحكم في إيران قال أرميتاج (لا سيدي) وأضاف ليس من
شأن الولايات المتحدة الأمريكية أن تختار مستقبل إيران، فنحن مستعدون
للاشتراك في محادثات محدودة مع الحكومة الإيرانية حول قضايا ذات اهتمام
مشترك، وأكد أرميتاج أن هذه المحادثات لن تكون بخصوص إعادة بناء
العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت في أعقاب الثورة الإيرانية في عام
1979م.
فيما عرض عبد الله رمضان زادة المتحدث باسم
الحكومة الإيرانية الشروط الإيرانية والتي تتمثل بداية في أنه على
الولايات المتحدة الأمريكية التوقف عن اتهامنا، مشيراً إلى الاتهامات
الأمريكية لإيران بأنها جزء من محور الشر وأنها تدعم الإرهاب الدولي،
لقد وجهوا إلينا أكثر من مرة اتهامات باطلة، مضيفاً أن إيران لن تتمكن
من أعطاء الولايات المتحدة معلومات حول من يشتبه في أنهم من أعضاء في
تنظيم القاعدة، لأنه ليس لدينا أية علاقات مع الولايات المتحدة أو
أجهزتها الأمنية.
ويبدو أن ارميتاج ورئيسه باول قد قاوما
المتشددين الذين يريدون أكثر مواجهة مع إيران، ويعتقد المعتدلون في
الإدارة الأمريكية أن التغيير في إيران يمكن أن يأتي من الداخل، وقال
أرميتاج في النهاية أنا متفائل بمستقبل إيران لأن الشعب الإيراني نفسه
هو الدافع الأساسي للتغيير.
وعن تعاون إيران مع وكالة الطاقة الدولية، حول
برنامجها النووي، وصف المدير العام للوكالة محمد البرادعي تعاون إيران
بأنه تام وأضاف يجب أن يتحلوا الإيرانيون بالشفافية التامة وأعتقد حتى
الآن أن كل ما رأيناه على صعيد التعاون كان مرضياً فيما أعلن المتحدث
باسم البيت الأبيض أنه من الضروري تجنب ارتكاب أي خطأ وعلى إيران أن
تتحلى بالشفافية وتحترم المطالب الدولية بحذافيرها. |