أكد الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام
للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، أيسيسكو، أن حوار
الحضارات ليس ترفاً فكرياً، أو إشباعاً لنزعة عقلية، ولا هو عمل
أكاديمي صرف. ولكنه ضرورة حياتية، تمليها طبيعة العصر، وتؤكد متغيراته،
ويقتضيها الحرص المشترك على العيش، فوق هذا الكوكب في أمن وسلام دائمين،
ومن خلال الوفاق والوئام والتسامح والتعايش معتبراً أن مسؤولية إثارة
الاهتمام بأهمية الحوار الحضاري والعمل على إشاعة ثقافة الحوار في
مختلف الأوساط، تقع على عاتق النخب المتنورة والواعية بالمتغيرات
المتسارعة التي يعيشها العالم اليوم، والمدركة للأخطار، التي تهدد
استقرار المجتمعات الحديثة، في غياب الحوار بين جميع الفرقاء والشركاء
في تقرير مصير العالم، وفي حدود المقدرات البشرية التي أودعها الخالق
سبحانه وتعالى خلقه ومضيفاً أن حوار الحضارات والثقافات والأديان،
مسؤولية مشتركة حقيقة وواقعاً، طبيعة وأصلاً، وأن النهوض بهذه
المسؤولية ضرورة مؤكدة لا مناص من القيام بها، فيما قال المسؤول
الثقافي أن القسط الأوفر من هذه المسؤولية يتحملها المجتمع الدولي،
الذي تشكل في إطار الأمم المتحدة والتي توسعت هياكله، وتعددت أجهزته
بقيام التكتلات الإقليمية والقارية، وفي المقدمة الاتحاد الأوربي الذي
قال عنه: أنه مدعو إلى تفعيل حوار الحضارات، التي ازدهرت حول البحر
الأبيض المتوسط وكانت صلة وصل بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب،
ومنها الحضارة الإسلامية، التي كانت طوال عدة قرون الحضارة المزدهرة
السائدة في هذه المنطقة ويذكر أن الاتحاد الأوربي قد شدد على الأهمية
الكبرى التي تتمتع بها منطقة البحر الأبيض المتوسط وأعرب عن رغبته في
تطوير الشراكة مع دول هذه المنطقة، وكان البيان الختامي للقمة الأوربية
مؤخراً قد أشار أن زعماء دول الاتحاد يشددون على وجوب دعم التطور
الاقتصادي في المنطقة وتنامي الحوار السياسي والتعاون في المجال
الثقافي وكانت المفوضية الأوربية قد اقترحت إنشاء مؤسسة للحوار الثقافي
المشترك في المنطقة الأوربية المتوسطية وهي ستخصص مبلغ 10 ملايين يورو
كمرحلة أولى لإطلاق عمل هذه المؤسسة.
وللعلم أن الاتحاد الأوربي قد باشر التعاون مع
دول جنوبي المتوسط في مؤتمر برشلونة عام 1995 والذي وقع من خلاله
اتفاقيات شراكة مع هذه الدول، والمفوضية الأوربية تدرس حالياً تدشين
مؤسسة كبرى للحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة يكون مقرها
الإسكندرية بمصر.
يذكر أن الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوربي قد وجه
دعوات لممثلي الطوائف المختلفة لحضور مناقشات تركزت جميعها حول أهمية
الحوار بين الديانات والثقافات المختلفة وإظهار الاحترام لكل عقيدة
وحضارة. |