تزداد كل يوم عزلة النظام السعودى نتيجة الهوة بينه
وبين الشعب ومع استمرار تردي الاوضاع لا يعير النظام حتى الآن أي
اهتمام بالمطالب الشعبية بإحداث تغييرات واجراء اصلاحات .
هذا الوضع وضع البلاد على حافة الهاوية بسبب تفاقم
الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي عجز نظام آل سعود عن وضع
حلول لها،هذا فضلاً عن تصاعد واستمرار العمليات المسلحة بين المعارضين
من جهة والاجهزة الأمنية والعسكرية من جهة اخرى حتى إن أهم مدن البلاد
كالرياض وجدة تحولتا إلى ساحات للمعارك.
وفي ظل كل هذا التخبط في إدارة أزمة البلاد الحالية
يؤكد النظام على استباب الأمن والاستقرار .
الاوضاع المتردية جعلت الكثير من السعوديين يعتقدون
أن بلادهم ليست إلا وطناً للأقلية من العائلة الحاكمة وبعض المستفيدين
من استمرار احتكار السلطة أما الباقي فلا يجد إلا الظلم والقهر ومصادرة
الحريات والحرمان من الثروة .
لقد فشلت خطط التنمية السعودية في تشجيع إندماج
المناطق فيما بينها إندماجاً اختيارياً تكاملياً في وحدة غير مركزية
التوجه حتى إن البعض يعتقد بأن الوحدة القائمة اليوم لا تعدو أن تكون
قشرة قد تنهار في أية لحظة إذا لم تُجرَ إصلاحات جدية تؤمّن التلاقي
الحقيقي بين أفراد الشعب على أساس من المساواة السياسية والاقتصادية
والاجتماعية والثقافية .حتى الآن ليس هناك ما يشير إلى رغبة وجدية
النظام في إجراء إصلاحات، بل على العكس من ذلك لقد دخلت البلاد في
دائرة العنف والعنف المضاد وزادت المشكلات الاقتصادية والاجتماعية في
الوقت الذي ينمو فيه عدد السكان بشكل كبير .
استمرار نظام آل سعود يقوم دائما على ممارسات تعمد
الى التأجيل وليس لحل ا لمشاكل وهو ما أدى تأجيج الأحقاد والكراهيات
القبلية والطائفية وصولا الى التفتيت للنسيج الإجتماعي الداخلي حتى
أصبحت البلاد مهددة بنزعات طائفية وقبلية تدفع نحو التشرذم والتجزئة
إن نهج النظام في الحكم شمولي ومهترئ ومتهاو ويسعى
بكل جهده إلى الإمساك بأطرافه حتى لا تتمزق لكيانات منفصلة بسبب الفساد
والبطالة والفقر واختلال الأمن والصراع الداخلي وسرقة المال العام
وتشبث الأمراء بمواقعهم وامتيازاتهم .
وبعد ثلاثة وسبعين عاماً لا يزال النظام الحاكم
يراوح مكانه يتخبط بين معضلة ألايديولوجية وضغوط التحديث والتحول إلى
المجتمع المدني ، والتشريعات التى بدأت تتوالى مؤخرا ليست الا محاولة
لتجاوز ألازمات المستعصية بإجراءات تقليدية لا جذرية . |