ليس من الصدفة في شيء أن يبلغ حجم التجارة
الإلكترونية رقماً يتعدى (1000 مليار دولار) سنوياً بحسبما وثق ذلك (مؤتمر
ومعرض الشرق الأوسط حول نقل التكنولوجيا المعقود مؤخراً في البحرين).
إذ جاء في كلمات المتحدثين بالمؤتمر الآنف: (أن
عدداً من الدول النامية تجاوزت عوائدها المالية مليارات الدولارات
سنوياً من مشروعات الاستثمار الصناعي في استيراد وتصنيع كميات كبيرة
ومتنوعة من الآلات والأجهزة وأطياف الخدمات التكنولوجية، وقال (الدكتور
حسن فخرو) وزير الصناعة البحريني عند افتتاح المؤتمر: (أن التطور
المذهل في تقنية المعلومات والاتصال يدل على مقدرة الإنسان وإمكانية
العلم في التحليق بعالم من التكنولوجيا لا حدود له).
وحقاً فإن تطور التكنولوجيا المعاصرة بأنواع
منتجاتها السلعية من أجهزة وملحقاتها وضعت المجتمعات والأفراد أمام
تحديات لا مثيل لها.
ومن الجانب الآخر المتعلق بالنواحي المعاشية
فمما لا يستطيع النكران أن التجارة الإلكترونية في العالم مازالت تتيح
ملايين الفرص للعمل وتكسب العاملين فيها معيشة على مستوى جيد. وبقدر ما
تقتضي الحاجة إلى استحداث رؤى مترابطة تتضمن الإلمام بمعرفة الأوجه
المتعددة لفوائد الأجهزة التكنيكية وبالذات المتعلقة بالمعلوماتية التي
تتسم كما لا يخفى بمقدورها على اجتذاب عاملين جدد في مجالها.
ومع عدم الاهمال أن هناك حالة تنافسية سواء بين
الشركات المنتجة لوسائل التكنولوجيا أو العاملين عليها الذين يقتضي
منهم إثبات مهارة أكبر من غيرهم مما يكون له الأثر الفاعل لكسب مزيد من
المتعاملين تجارياً مع النتاجات المعلوماتية.
وهناك توقعات أن تضاعف حجم التجارة الإلكترونية
وبالذات في بلدان الشرق الأوسط مسألة لا غبار عليها وأن استكشاف
الإمكانات المتنوعة للجيل الجديد من حلول تكنولوجيا المعلومات والتي
تدعم القدرات على تقديم خدمات أفضل تتميز بكفاءة وجودة فائقة ستزيد
حتماً من الإقبال على اقتناء مستجدات الأجهزة الإلكترونية ذات الكفاءة
الأعلى. بمعنى أن هناك مواكبة ضمنية مع خط التطور التكنيكي الذي يتجه
بالتكنولوجيا على مستوى العالم نحو استراتيجية تعم فائدتها المعلوماتية
وفي شطر منها الاقتصادية على جميع المجتمعات دون استثناء.
وبوابات معظم البلدان مفتوحة على عالم الانترنيت
فشبكة الانترنيت تخدم اليوم ملايين الناس في طول وعرض الكرة الأرضية
تنضوي تحت مظلة المعلوماتية أعداد هائلة من البشر العاملين على أجهزة
المعلوماتية من أجل أن تعم الفائدة العامة لكل من يجد نفسه في خضم
الحياة المعاصرة. ففي مؤتمر القمة الإسلامي المنعقد مؤخراً في ماليزيا
تقرر بدء العمل بنظام إلكتروني جديد لتسهيل مهام التبادل التجاري بين
الدول الإسلامية وتحت إشراف البنك الإسلامي للتنمية وطبيعي فهذا ما
سيوفر أداء أرقى في الترويج للتجارة وتعزيز التكامل بين الدول الأعضاء
بعد أن تحدد أن يبدأ العمل بذلك من خلال موقع على الانترنيت لتسهيل
وتنشيط العمليات التجارية بين الدول الإسلامية وتفعيل حركة التسويق
وخلق فرص أعمال جديدة بين البلدان الإسلامية.
إن جوهر نشر المعلوماتية عبر الانترنيت مبني على
غايات فوائدها أكبر وأنفع للمجتمع البشري ففي انتشار الانترنيت مساهمة
لردم الهوّة بين المجتمعات المسماة بـ(المتقدمة) والمجتمعات المتطلعة
إلى التقدم الحقيقي حيث أن تمتع أي مجتمع بمعلومات عالية هي في الخلاصة
مكسب للبشرية والإنسانية جمعاء، وهذا ما ينبغي العمل لأجل تحقيقه كي
يكون كل مجتمع في موازاة المجتمع الآخر من حيث امتلاكها للمعومات، وهذه
الحالة اللاحاجبة للمعلومات عن الآخرين هي مساهمة مطلوبة ضمن الأفكار
المتطلعة لبناء عالم جديد.
ولعل في زيادة نشر المعلوماتية لمعرفة أشمل
بعالم اليوم وعلى ضوء استقصاءات الفائدة الممكن استيعابها من دروس ما
آله إليه الحاضر تدفع للنضال من أجل حياة أفضل لبني الإنسان في عالم
يسوده العلم والصحة والسعادة والسلام.
وتجاوز الواقع المزري وبالذات فيما يخص الفقر
والجهل والمرض الذي ما زال يعصف بها البشرية في مناطق عديدة من الكون
هي عوائق أمام عجلة التقدم التي لا تسيرها إلا جهود المخلصة القادرة
بالاعتماد على تكنولوجيا المعلومات التي باستطاعتها أن تساهم بوتائر
أسرع لرفع معاناة المجتمعات الفقيرة أو شبه الفقيرة أو التي تعيش في
مستويات معيشة أقل.
إن البشرية اليوم رغم كل المنغصات السياسية التي
تفرض عليها بحجة وبأخرى لكنها تتمتع بخزين من المعلوماتية التي دمج
العلم الحديث كميات كبيرة منها على قطع الـ(C.D) وغيرها مما يسهل
العودة إلى ذلك الخزين للوقوف على أدق وأصغر التفاصيل في الموضوع
المبحوث عنه خلال أوقاتاً قصيرة لا تكلف أكثر من رؤية ذلك على شاشات
الكمبيوتر الانترنيت كما أن هناك أحدث أقراص وتدعى (D.V.D) الرقمية
التي تسع Verbatim فيديوية تصل مدتها إلى (106) ساعات، على القرص
الواحد.
وتشير خبر بهذا الصدد إلى أن هذا النوع من
الأقراص سوف ينتشر بشكل واسع في العالم بحلول سنة 2005م هذا وكانت شركة
Verbatim قد أعلنت مؤخراً عن ميلاد أحدث إنتاج في مجال تسجيل أقراص
الفيديو الرقمية (D.V.D) الفرنسية وهي اسطوانات تسمح بتقليل الزمن
الخاص بتسجيل البيانات او تسجيل الفيديو بنحو (50%) مما هو متداول أي
بمقدار نصف الوقت المبذول للإنجاز حالياً.
إلا أن ما يتوجب الانتباه له مع كل هذا التطور
الهائل من نشر المعلوماتية ومعرفة دورها الجوهري للفائدة العمومية من
الفيروسات المخربة فهناك الآن أكثر من (50) ألف نوع من الفيروس تهدد
التعامل التجاري الإلكتروني مما يقتضي الاستعانة ببعض المخترعات التي
تطالها عمليات تخريب تلك الفيروسات للبرامج
المعتمدة في الانترنيت فهناك برامج معاكسة للفيروسات تستهدف الحماية من
الفيروسات وديناميكياتها المضادة. ومن ذاك مثلاً ما طرحته قبل فترة
وجيزة شركة ستونسوفت، من برامج لأمن الأجهزة الإلكترونية وملحقاتها
العامة في مجال المعلوماتية الحيوي. |