أعلنت ايران التوصل الى مشروع اتفاق مع الوكالة
الدولية للطاقة الذرية يمهد لتوقيعها بروتوكول التفتيش النووي، وذلك
عشية محادثات مهمة في هذا الشأن، يجريها وزراء الخارجية الفرنسي
دومينيك دو فيلبان والبريطاني جاك سترو والألماني يوشكا فيشر مع الرئيس
محمد خاتمي في طهران.
وقرر الوزراء الثلاثة التوجه الى طهران بدعوة منها،
وسط مؤشرات الى تبلور مبادرة أوروبية لحل الأزمة النووية بين واشنطن
وطهران، تقضي بإعطاء ايران تطمينات ووعوداً بتزويدها تكنولوجيا نووية
لأغراض سلمية، في مقابل استجابتها الكاملة مطالب الوكالة الدولية
ووقفها عمليات تخصيب اليورانيوم في مفاعلاتها المخصصة لتوليد الطاقة.
في غضون ذلك، أعلن مندوب إيران لدى الوكالة الدولية
علي أكبر صالحي عن زيارة جديدة الأسبوع الحالي لوفد من الوكالة الدولية،
لاستكمال مهمة الحصول من طهران على لوائح بالمعدات المستخدمة في
البرنامج النووي وبقية التفاصيل التي تطلبها الوكالة، ومواصلة
المفاوضات في شأن بروتوكول التفتيش.
وقال صالحي ان ايران "قدمت ملاحظاتها، خصوصاً لجهة
احترام سيادتها ومصالحها وأمنها في محادثات مضنية بين الجانبين"، مشيراً
بذلك الى بلوغ الاتصالات ذروتها قبل 31 الشهر الجاري، موعد انتهاء
المهلة التي وضعها مجلس حكام الوكالة الدولية من أجل موافقة ايران على
توقيع البروتوكول ووقف التخصيب والكشف عن كل تفاصيل برنامجها النووي.
وفي مؤشر الى رغبتها في تسريع البت في الملف، اعطت
القيادة الايرانية الامين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي حسن روحاني
صلاحية المتابعة المباشرة لتطوراته. وأعرب روحاني عن تفاؤله بعدما
استقبل في طهران الاسبوع المنصرم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة
الذرية محمد البرادعي الذي أكد بدوره ان البروتوكول لا يستهدف المس
بسيادة وأمن وكرامة إيران أو أي بلد آخر.
وأفادت مصادر في طهران ان التحرك في اتجاه تلبية
مطالب المجتمع الدولي، يجب ان تقابله ضمانات دولية واضحة لجهة
الاستمرار في البرنامج النووي لتوليد الطاقة، وتوقف واشنطن عن استخدام
هذا الملف وسيلة ضغط على إيران.
وأعلنت برلين ، ان هدف الوفد الاوروبي هو إيجاد حل
للمخاوف الدولية إزاء البرنامج النووي الايراني، فيما قال ناطق باسم
الخارجية الفرنسية ان "السلطات الايرانية تبدو مصممة على عرض عدد من
اجراءات الثقة تجاه المجموعة الدولية"، واعتبرت لندن ان "وضع حد للشكوك
المحيطة بالبرنامج الايراني، هو موضع اهتمام كبير للاتحاد الاوروبي
والمجتمع الدولي".
هذا وحصل وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا في
ايران على تأكيد بالتزام "شفافية تامة" حول برنامجها النووي بعد ان
كانوا حذروا من "مشكلة خطيرة جدا" في حال مغادرتهم طهران بدون التوصل
الى اتفاق حول الازمة.
وقال وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر عند انتهاء
اللقاء الذي عقده ونظيراه البريطاني جاك سترو والفرنسي دومينيك دو
فيلبان مع نظيرهم الايراني كمال خرازي "انها لحظة حاسمة للمجموعة
الدولية وآمل ان نتمكن من مغادرة طهران بنتيجة".
واضاف "اذا تمكنا من الاتفاق اليوم فستكون خطوة الى
الامام والا سنواجه مشكلة خطيرة جدا".
من جهته قال دو فيلبان "نرغب في شفافية تمامة في
المعلومات التي نحن بحاجة اليها، تعهد كامل من ايران حيال المجموعة
الدولية"، معربا عن "تفاؤله" في هذا الصدد.
اما سترو فقد اكد ان الوزراء الثلاثة يحترمون "حق
اي دولة في امتلاك برنامج نووي مدني" لكنهم لن يقبلوا مشاركة من ايران
"في اي نوع من انتشار الاسلحة".
وقد وصل فيشر وسترو ودو فيلبان تباعا الى طهران في
زيارة لا سابق لها تهدف الى الحصول على ضمانات حول تعاون ايران بشكل
تام بخصوص نشاطاتها النووية.
ورد خرازي قائلا انه اكد لوزراء الخارجية الثلاثة "شفافية
نشاطاتنا الماضية والمقبلة على حد سواء". واضاف "لا نسعى الى القيام
باي نشاطات غير مشروعة لكن حقوقنا ومكانتنا وامننا يجب ان تحترم".
وتهدف زيارة الوزراء الثلاثة ايضا الى الحصول على
قرار حازم من ايران بتوقيع البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر انتشار
الاسلحة النووية الذي تحث المجموعة الدولية ايران على توقيعه منذ اشهر.
ومن شأن ذلك ان يتيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية
القيام بعمليات تفتيش مباغتة لمواقع سواء اعلن عنها ام لا للوكالة.
واضاف خرازي ان "الدول الاربع تجري مباحثات على
مستوى المدراء العامين لصياغة بيان ختامي". |