توقعات المفوضية الأوربية استمرت على تقديراتها
بشأن النمو الاقتصادي في دول منطقة اليورو كما توقعت ارتفاع طفيف في
النمو في النصف الثاني من عام 2003م في أعقاب ما يشبه حالة الركود في
بداية العام يذكر أن الناتج الإجمالي المحلي ارتفع في الربع الأول من
العام بنسبة 0.1% مقارنة مع الربع الأخير من 2002 ويرجع تفاؤل المفوضية
إلى التحسن الأخير في الثقة في قطاع البيع بالتفرقة، وكذلك إلى عوامل
خارجية مثل النشاط الصناعي القوي في الولايات المتحدة الأمريكية وكان
الزعماء الأوربيون قد أعلنوا عن مبادرة تدعم القطاع الاقتصادي داخل
الاتحاد الأوربي ودعو في ختام القمة التي عقدوها إلى الإسراع في تنفيذ
مشاريع في قطاعات النقل والطاقة وشبكات الهاتف واستثمار الطاقات
البشرية بشكل أفضل.
وطالبو ببناء بنية تحتية حديثة وفعالة لقطاع
النقل عبر أوربا وذلك لضمان التنقل السهل بين الدول الأعضاء مما ينعكس
إيجاباً على التبادل بينها (ولا نعلم متى ستحذو الدول العربية
والإسلامية حذو تجربة أوربة في هذا المضمار؟!! وحثوا الدول الأعضاء على
القيام بخطوات سريعة لإلغاء العوائق التقنية والإدارية والقانونية التي
تعرقل اجتياز الحدود كحال العرب والمسلمون اليوم) كما طالبوا باستكمال
التعاون والتنسيق في مجالات التزود بالغاز والكهرباء في مختلف أنحاء
أوربا.
كما اعتبروا أن المبادرات والاكتشافات والأبحاث
والتنمية والمواهب هي أمور أساسية تحتاجها أوربا ويجب المحافظة على هذه
القدرات البشرية والعمل على دعمها وتطويرها من خلال تبادل المعلومات
والتمويل والتدريب والتعليم، وأعلنوا أن المفوضية الأوربية وبالتعاون
مع بنك الاستثمار الأوربي ستعمل جاهدة على تمويل كافة المبادرات وكشف
رئيس المفوضية رومان برودي بأنه سيتم تخصيص خمسة مليارات دولار كبداية
لدعم هذا المشروع ودعا القطاعين العام والخاص إلى المشاركة فيه ودعا
البيان إلى تخصيص 3% من الناتج المحلي في كل دولة لدعم الابتكارات
التكنولوجية بما فيها تكنولوجيا البيئة. فيما قال يوجينو سولانز عضو
اللجنة التنفيذية بالبنك المركزي الأوربي أن أسعار النفط عند مستوياتها
الراهنة لا تشكل تهديداً لمستويات التضخم المستهدفة في منطقة اليورو
وقال في كلمة أمام مؤتمر في أيرلندا نعتقد أن التضخم في العام المقبل
سيبلغ مستوى يقل عن 2% وأتوقع ألا تشكل أسعار النفط إذا بقيت حول
مستوياتها الراهنة عقبة أمام هذا المستوى المستهدف، وأضاف أن السياسة
النقدية في منطقة اليورو ملائمة في الوقت الراهن وتدعم النمو الاقتصادي
فيما قال لوكاس بابا ديموس نائب رئيس البنك المركزي الأوربي أن اقتصاد
منطقة اليورو يسير فيما يبدو نحو انتعاش يتحقق في وقت لاحق هذا العام.
وأن الأنشطة الاقتصادية ستتعزز بدرجة أكبر في 2004 وأضاف ليس لدينا ما
نسميه مؤشرات ملموسة لتأكيد هذا... لكننا واثقون بشكل عام أن الانتعاش
الذي تأخر لفترة بدأ الآن طريقه، لكن برأي رئيس البنك المركزي الألماني
إن (آمال الأوربيين في الانتعاش الاقتصادي التي تستند إلى التوقعات
بالتحسن في الولايات المتحدة يمكن أن تخيب مضيفاً أن العجز في الحساب
الجاري والميزانية في الولايات المتحدة يبعثان على القلق وأوضح أن
البيانات الأخيرة حول الاقتصاد في ألمانيا تبعث إلى التشكيك كذلك في
انتعاش الاقتصاد الألماني.
ومن جهة أخرى أفادت مصادر مطلعة من داخل
المؤسسات الأوربية ببروكسل أن الاتحاد الأوربي سوف ينظم مؤتمراً خاصاً
حول حوار الأديان في نهاية الشهر الحالي في العاصمة الإيطالية روما،
ويشارك في المؤتمر وزراء داخلية دول الاتحاد الـ15 الحاليون بالإضافة
إلى وزراء داخلية الدول العشر المرشحة للحصول على عضوية الاتحاد،
وسيشارك مندوبين من العديد من المؤسسات الأوربية فضلاً عن مشاركة ممثلي
الطوائف الدينية المختلفة الموجودة داخل الاتحاد وأضافت المصادر أن
المؤتمر سيبحث أهمية الحوار بين الأديان وانعكاسات ذلك على المخيمات
الأوربية ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وجعل الحوار وسيلة لتعزيز
العلاقات بين الجانبين وللحفاظ على التعايش الاجتماعي الأمن والاحترام
المتبادل بين الثقافات المختلفة، ويذكر أن الاتحاد الأوربي قد بدأ
الاهتمام بمسألة الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة في أعقاب أحداث
الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001م وما أعقب ذلك من حملة شرسة تعرض لها
المسلمون الذين يعيشون داخل دول الاتحاد، كما أن المفوضية الأوربية
تدرس حالياً تدشين مؤسسة كبرى للحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة
يكون مقرها في الأسكندرية بمصر. |