عادة يقبل الأولاد على التدخين تقليداً للكبار،
حيث يشعرهم ذلك بالاستقلال، إلا أن بعضهم يجد لذة في التدخين. إذ يذهب
النيكوتين مباشرة إلى الدماغ، الأمر الذي ينجم عنه شعور زائف مؤقت
بالخفة والنشاط، وخاصة إذا كان يدخن السيجارة الأولى في اليوم، ومع أخذ
النفس تلو النفس، فإنه يحاول بشكل لا شعوري أن يستزيد من هذا الشعور
مرة بعد أخرى.
وبالرغم من عدم وضوح الآثار السمية للنيكوتين من
وجهة النظر الظاهرية، إلا أنه في الواقع يؤثر بشكل مباشر على ضغط الدم
ونبض القلب ودرجة حرارة الجسم وعلى عملية إنتاج الهرمونات، بالإضافة
إلى آثاره التخريبية في التوتر العضلي وشدة التحسس للألم، والدعاية أهم
سبب للتأثير على الأولاد والكبار على حد سواء.
فلا ينفعهم أن نقنعهم بالقول أن التبغ يقتل
(60.000) شخصاً سنوياً، وأن مصنعي السجائر يبحثون بالدعاية عن مستهلكين
بين الشباب لتبقى مبيعاتهم في تصاعد.
وأنهم يختارون نجوم السينما المحبوببين لتمريرهم
في الأفلام الدعائية، ويدفعون لهم آلاف الدولارات لجذب المراهقين أكثر
فأكثر، وبدلاً من تخفيف نسبة النيكوتين يستعملون تبغاً معدلاً جينياً
ينتج (50%) من النيكوتين زيادة عن التبغ العادي، ويقال أنهم يزيدون حتى
مواداص مثل الأمونياك التي تزيد نفاذ النيكوتين إلى الدم، فيزداد
الإدمان.
كل هذه الحجج قد لا تنفع المراهقين؟
لذا هناك حلول:
1- يجب منع الطفل خصوصاً من السيجارة قبل أن
يبدأ بالتدخين، فإن لم يقبل فبوضع حدود: في الغرفة ممنوع التدخين أو
داخل البيت، أو أيام الدراسة لأنه كلما تساهل الأهل في ذلك فالأطفال
أكثر رغبة في التدخين.
2- تطبيقه على أنفسهم إذا كانوا مدخنين حتى لا
يشعروا بالتكذيب.
3- إظهار أن صحته مهددة، ومناقشته ليفهم الخطر،
واعتماد الحجة الجمالية أشد تأثيراً بالقول له: إن أسنانه ستصبح صفراء،
وأن السيجارة تعطي رائحة في الشعر والفم.
وربما هذه الدراسة التي كشفت عن أن تناول
الفيتامين (A) من قبل المدخنين يزيد من نسبة السرطان أربعة أضعاف، مع
شدة حاجته للفيتامينات، تفيد في ردع الطفل، لأنه يتعلق في هواية
السباحة ولون البشرة
يفضل بعض الناس في موسم الصيف تعاطي مستحضرات
الكاروتين أو البروفيتامين أي، لدفع شر أشعة الشمس القوية عنهم أو بهدف
تقوية قابلية بشرتهم على التلون بالبني، وإذا كان ذلك طبيعياً بالنسبة
لغير المدخنين إلا أنه لا يبدو كذلك بالنسبة للمدخنين، وتقول دراسة
ألمانية جديدة أن مستحضرات بروفيتامين أي بشكل اقراص الكاروتين يزيد من
مخاطر تعرض المدخنين للإصابة بسرطان الرئة.
وسبق للدائرة الاتحادية لحماية المستهلك أن حذرت
المدخنين منذ عام 1998 من مستحضرات البيتا كاروتين غير الطبيعية وذكرت
الدائرة حينذاك أن كبسولات الكاروتين يمكن أن تسبب تجعد البشرة وتزيد
مخاطر الإصابة بسرطان الجلد بالعلاقة مع التعرض لضوء الشمس.
وواقع الحال لا نجد اليوم علبة سجائر لم تثبت
عليها وزارة الصحة المعنية عبارة التدخين ضار بالصحة، إلا أن المدخنين
يحاولون تفادي هذه الحقيقة المرة عن طريق تناول الفيتامينات، وخصوصاً
المستحضرات المحتوية على البيتا كاروتين، بهدف تطمين أنفسهم، وتنتشر في
السوق حبوب الفيتامينات وخصوصاً فيتامين E و A وغيرهما، هذا في حين أن
التجاوز البسيط أحياناً للجرعة قد يعرض المدخن إلى خطر جدي، ويزداد
الطين بلة كمتدا يقولون حينما يتناول المدخن البيتا كاروتين ثم يذهب
إلى الشاطئ كي يسمر جسمه، وكان تأثير بيتا كاروتين قد خضع للأبحاث في
الولايات المتحدة وفنلندا عام 1990م وأجريت دراسات كبيرة على مجموعات
من الناس في فنلندا على المدخنين وكانوا يتعاطون حبوب البيتا كاروتين
لفترة طويلة، وكانت النتائج مرعبة ومفاجئة في ذات الوقت حسب تقدير
العلماء، وثبت أن نسبة الإصابة بسرطان الرئة قد أزداد لنسبة 18% بدلاً
من أن ينخفض وتأكدت نفس النتائج عبر دراسات مماثلة في الولايات المتحدة.
والمهم أن الدراسة الأمريكية قد أوقفت بعد أربع سنوات من بدئها بسبب
ارتفاع مخاطر السرطان على المساهمين فيها من ملتهمي حبوب البيتا
كاروتين الصناعية، إذ ارتفع خطر سرطان الرئة في هذه السنوات الأربع إلى
28% وتنصح الدائرة الاتحادية لحماية المستهلك بالتخلي عن مستحضرات
الفيتامينات الصناعية السائدة في السوق والاستعاضة عن ذلك بأكل الكثير
من الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات، وعددت الدائرة أسماء بعض
الفواكه والخضروات الغنية ببروفيتامين أي مثل الجزر والفلفل وبذور
القرع ومختلف أنواع اللفت والسبانخ والخس والمشمش والشمام والمانغو. |