الحصار الأمريكي لسوريا يشكل مدخلاً حقيقياً في
فهم أسس العلاقات الدولية وعصب مفاصل آلية تحكم في القدرة العجائبية
على محددات مفهوم الإرهاب وتفرعاته وأسبابه ونتائجه نعم أن القرار بحق
هو نصر سياسي مركزي في العلاقات الدولية لبلد كسوريا والتي عانت من
صنوف الإرهاب والأنواع ما تعجز عنه البنوك المعلوماتية في واشنطن عن
استيعابه..
كذلك يبدو أن ملف الإرهاب الإسرائيلي يحمله
الإسرائيلي ساعي بريد متخفي بزي أمريكي همه الوحيد إعادة تقارير الهيئات
الدولية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان عن ملف الإرهاب وانتهاك
القوانين الدولية إلى عنوان المرسل لجهالة العنوان الحقيقي الولايات
المتحدة الكونغرس الأمريكي الخ..
أو بريد الخاص للسيد بوش الرئيس الأمريكي المعظم
أنا لست من أنصار أن إسرائيل تحكم الولايات المتحدة أو العكس... أنا من
أنصار اللاعنف والسلم ومرجعيتي الفكرية والأدبية ومنها السياسية لسماحة
الإمام محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله) بقوله: اللازم لمن يريد قطع
جذور الحرب، أن يحول بين مثيري الحروب (العنف) وبين مآربهم وذلك بإشاعة
الوعي السياسي والاقتصادي والاجتماعي
وفي قول سماحته ليس من الهين التمسك بسياسة
اللاعنف لأنها تقتضي أولاً التحلي بالشجاعة الكافية، وبالقوة النفسية،
وكذلك وجد بأن العنف ثمرته العنف، فالمجتمع الذي يؤمن بالعنف يتربى كل
أفراده على العنف، حيث أن من سيئات العنف أنه لن يقتصر على الأعداء فقط،
بل يتعداهم إلى الأصدقاء أيضاً، وبتعميم أوسع على كل الإنسانية.
نعم أن القرار نصر سياسي واجتماعي وثقافي لسوريا
إذ وضعت كامل عدة الإرهاب وأسلحته المعلنة والمخفية على طاولة الأمم
المتحضرة والشعوب المتفهمة لحقوق الغير أولاً وثانياً سيشكل هذا القرار
وجاء في حينه من هم مع السلام الحقيقي ومع من يتمسك بالشرعية الدولية
وقرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها المغتصب ومن يدعم عدم الاستقرار
ويسببه ويعلن عنه ويعيش فيه ولا قادر على الحياة من دونه بشهادة خبراء
إسرائيليين إن الاقتصاد الأمني هو الناجح والمثمر وإن إسرائيل
بجهوزيتها الكاملة ليس في خدمة البشرية لتحصين المجتمع الدولي من آفة
الإرهاب ونتائجه على الجميع.
بل هي إحدى بذور الإرهاب الدولية تاريخياً
وجرثومة عدوى لكل قيم الحق والمنطق والسلام حاضراً..
نعم القرار الأمريكي سينضج والطبخة الأمريكية لن
تجد من يسوقها سوى ذئاب المجتمع الإنساني ولصوصه وقواديه وسيعاني الشعب
السوري الذي عرف طعم الإرهاب ومرارته وهذا سيكون عليه أن يدفع ثمن
مواقفه وحاضره ومستقبله ثمن ممكن أن يدفعها أي شعب آخر من أجل تعرية
وفضح البرامج اللاإنسانية والتي تدعمها وترعاها إسرائيل عندها سيعرف كل
طفل وكل امرأة وكل حزب ودولة إن إسرائيل خزان احتياطي مدمر لكل البشرية...
وإن الكيان الإسرائيلي يقف وراء كل جريمة بشعة في أي شارع في هذا
العالم (الواسع).
|