القطيف: بمناسبة
الذكرى الكريمة لمولد الحجة المنتظر(عج) تحدث سماحة الشيخ فيصل العوامي
عن المحافظة على اليقينيات في الإطار الفكري، وذلك في حفل أقيم في مسجد
الرسول الأعظم(ص) في مدينة صفوى.
وقد تساءل في البدء عن كيفية المحافظة على البعد
اليقيني المرتبط بأصول العقيدة، كقضية المهدي المنتظر وجوداً وولادة
وما أشبه، باعتبار أن قضية كهذه لا يقبل فيها غير اليقين، مثلها مثل
سائر اليقينيات.. تماماً كما حصل مع النبي إبراهيم(ع)، حيث لم يقبل
الله عزوجل منه أي تردد أو شك حتى لو كانت النسبة فيه ضئيلة جداً، فقد
سأل صفوان الإمام أبي الحسن الرضا(ع) عن قوله تعالى:(أو لم تؤمن قال
بلى ولكن ليطمئن قلبي)، قائلاً: أكان في قلبه شك؟ فقال الإمام(ع): لا
كان على يقين ولكنه طلب زيادة اليقين.
فلابد من اليقين، وباعتبار أن المرحلة الراهنة
تمتلئ بالإثارات الشكية المعاكسة، فلابد أن نضع أمامنا هذا السؤال
المهم: كيف نحافظ على مستوى اليقين في عقائدنا الأساسية، وبالتالي كيف
ندفع الشارع العام باتجاه المحافظة على المسائل اليقينية في ظل
الإثارات المعاصرة؟
هناك توصيات ثلاث يمكن أن يكون لها الأثر البالغ
في ذلك:
1- العودة إلى أهل الإختصاص فإنهم الأقدر على
وضع الإجابات المناسبة لكل إثارة، إذ ليس من الضرورة أن يكون كل متحدث
في وسيلة من وسائل الإعلام له تلك الأهلية.
2- المسارعة في معالجة الإشكالات، لأن المسائل
الشكية إذ تركت تنمو وتكبر وقد تحطم كل يقين عن الإنسان.
3- العمل بالإتجاه العكسي وذلك بالترويج لأكبر
قدر ممكن من الوجوه اليقينية التي تدعم البعد اليقيني في المسألة محل
التشكيك، فإذا كان هناك ثمة ما يتمسك به لإثارة الشك في قضية ما كولادة
الإمام المهدي(عج)، فإن هناك الكثير من الطرق اليقينية والبراهين
الثابتة التي إذا التفت إليها الإنسان تقوى عنده الجانب اليقيني.. لذلك
ينبغي أن لا نقف أسارى أمام رؤية شكية وكأن لا يوجد دليل غيرها، وإنما
علينا أن نكثر من المرور على الطرق الأخرى المدعِّمة لليقين. |