ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 
 

 

آية الله السيد مرتضى الشيرازي رئيس مؤسسة الامام الشيرازي العالمية في لقاء هام مع صحيفة الوطن الكويتية

بسم الله الرحمن الرحيم

اجرت صحيفة الوطن الكويتية لقاءا صحفيا هاما مع رئيس مؤسسة الامام الشيرازي العالمية سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي حيث طالب سماحته:

طالب رئيس مؤسسة الامام الشيرازي العالمية في أمريكا العلامة السيد مرتضى الشيرازي باتباع سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم وتطبيق المقولة «عفا الله عما سلف» اي العفو عن البعثيين وفلول صدام من اجل حقن الدماء وايقاف الفتنة الداخلية والابتعاد عن الاحداث اليومية من انفجارات وقتل وضرب العتبات المقدسة.

وأضاف في لقاء مطول مع «الوطن» ان هناك قلقا امنيا في العراق نتيجة وجود الاستخبارات العراقية من توابع صدام وبعض التنظيمات العالمية المتطرفة اضافة الى جهات اجنبية وان هذا القلق سيستمر ما لم تعط المأمورية للشعب العراقي واجراءات الانتخابات واصدار القانون الذي يجب ان يستمد من الشريعة الاسلامية مع عدم استمرار القوات الاجنبية.

وأشار الى ان الموجة الدينية هي الظاهرة الأولى المسيطرة على الجو في العراق وان المساجد الشيعية والسنية مليئة بالرواد والمصلين اضافة الى ازدحام العتبات المقدسة، فهناك محاولات لافساد هذا الطابع عن طريق اغراق العراق بالمخدرات والأفلام الخليعة وبث الفتن بين السنة والشيعة اضافة الى مخطط لفصم عرى الاخوة بين الشعب العراقي ودول الجوار عن طريق الترسانة التي خلفها نظام صدام خلال 35 عاما من الارهاب.

ونفى ان يكون للسيد مقتدى الصدر يد في الانفجار الاخير الذي حدث في النجف الأشرف والذي استشهد فيه سماحة السيد محمد باقر الحكيم، كما انه نفى الاشاعات والاتهامات الموجهة الى الكويتيين ان تكون صادرة من الشعب العراقي بل انها صادرة من البعثيين الذين يحملون الحقد والكراهية على الشعب الكويتي ويكفي ان المراجع العظام نفوا هذه الاشاعات حيث ان هناك روابط تاريخية واجتماعية بين الشعبين واستطاعت المرجعية تأصيل هذه الروابط مع ان طاغية بغداد حاول تغييرها.

وطالب الشعب الكويتي مضاعفة جهوده في المساهمة في البناء العراقي للقضاء على النوايا التخريبية والتصدي لتفويت الفرصة على هؤلاء.

وفيما يلي نص اللقاء:

الموجة الدينية

** ما هي آخر المستجدات في العراق؟

ـ لا شك ان العراق مر في الاونة الاخيرة بالكثير من الاحداث طيلة الفترة السابقة والأيام الماضية وان هذه المستجدات لها اثر كبير على الوسط الداخلي والمحلي والاقليمي والدولي، باعتبار ان هذه الاحداث لها صلة مباشرة فيما يحدث في العالم بشكل سلبي او ايجابي، بسبب التداخل الذي تشهده الساحة العراقية.

ويمكن لأي فرد التطرق الى الاحداث في العراق من عدة زوايا فهناك الزاوية الدينية والأمنية والاجتماعية وغيرها من الزوايا السياسية والاقتصادية.

ويمكن لأي انسان يزور العراق الان لا شك انه يلحظ بان الظاهرة الاولى المسيطرة على الجو في العراق هي الموجة الدينية والاقبال الكبير من قبل ابناء الشعب العراقي الى الدين فيرى ان المساجد الشيعية والسنية مليئة بالرواد والمصلين اضافة الى العتبات المقدسة المزدحمة بالزوار من داخل العراق ودول الجوار حيث ان هناك تعطشا كبيرا للدين لدرجة ان احد المؤمنين طبع مليون كتاب خلال الفترة القليلة الماضية مع العلم بان هذه الكتب متنوعة من الناحية الثقافية حيث ان صدام كان قد فرض حظرا فكريا ثقافيا دينيا على هذا المجتمع لأكثر من 30 عاما، لذا فظاهرة الاقبال على الدين ملموسة لأبعد الحدود اضافة الى الالتفات حول المراجع ورجال الدين والعلماء من اجل الاستشارة والاستفسار، ولا شك ان هذا الجانب يبشر بالخير.

ومن جهة اخرى، هناك جهات ليس من مصلحتها ان يكون الطابع الاخلاقي والديني والروحي هو المهيمن على الساحة، لذا هناك محاولات عديدة من اجل افساد هذا الطابع بشكل او باخر، ومن هذه المحاولات اغراق العراق بالمخدرات والأفلام الخليعة كما ان هناك مخططا لبث الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة مع ان الشعب العراقي كبقية شعوب دول المنطقة تعود على التعايش السلمي ولكن هناك مخططا لفصم عرى هذه الاخوة وقد اتضحت هذه الصورة بشكل واضح ومشهود وعليه فان علماء الدين ورجال السياسة والاجتماع يحذرون من ذلك ويحاولون الحيلولة دون ذلك كما ان هناك ولله الحمد حالة من الانسجام بين الشعب العراقي الأمر الذي يؤدي الى ردع هذا المخطط باذن الله تعالى.

كربلاء الهادئة

وعلى سبيل المثال فهناك جو ديني متميز وانسجام تام في مدينة كربلاء المقدسة مع العلم بان صدام هدم 400 مؤسسة دينية بعد الانتفاضة عام 1991 من مساجد ومدارس وحسينيات ومكتبات وكانت هذه ضمن المخطط الكبير للنظام البائد للقضاء على الدين واجتثاثه ولكن الدين فطري لا يمكن لأي انسان فصله من عمق الانسان وهناك قصة تنقل عن «لينين» بانه نقل اليه في بداية الثورة الشيوعية بانه تم هدم ألوف المساجد في انحاء الاتحاد السوفياتي فرد عليهم بان هذا لا يكفي وعليكم بقتل كربلاء اي قتل أهل البيت وقتل حب الامام الحسين عليه السلام في قلوب الناس، لذا كان هناك مخطط واضح للقضاء على الدين والعلماء والمرجعيات والاحداث الاخيرة واستشهاد اية الله السيد محمد باقر الحكيم هو ضمن هذا المخطط العام للقضاء على الحالة الدينية في العراق، والخلاصة ان المخطط يأتي عن طريق المخدرات ونشر الافلام الخليعة وبث الفتنة الطائفية ثم القضاء على الرموز الدينية.

قلق أمني

اما من الناحية الامنية فلا يخفى بأن الاستقرار في العراق يعني ذلك الاستقرار في المنطقة بدول الجوار وكذلك العالم، وان الفوضى والاضطراب والفتنة هي مضرة ومفسدة للعراق ودول الجوار والعالم، لأن الارهاب لا يعرف الحدود فان استشرى في اية منطقة فانه يحاول الانتقال الى منطقة اخرى وهكذا وهذه طبيعة دموية للسفاح، فهناك قلق امني في العراق والاضطراب كبير ويخشى حدوث فتنة داخلية لا سمح الله ويأتي القلق الامني عن طريق اجتماع مصالح جهات عديدة لتخريب الوضع الامني وهي فلول صدام وبعض التنظيمات العالمية المتطرفة والتي وجدت في العراق مسرحا جيدا للتخريب ونقطة انطلاقة جيدة اضافة الى جهات اجنبية يمكن ان تكون وراء بعض الاحداث والتي لا ترى استقرار العراق في صالحها، فاجتمعت هذه العوامل وبدأت تقلق الوضع الامني في العراق.

ومن هنا نادى الشعب العراقي وكبار القوم بانه ينبغي تفويض الامر للعراقيين مباشرة حيث ان وجود قوات التحالف يعطي الذريعة للمخربين بعنوان مقاومة الاحتلال لاجل اشعال النار باستمرار ولقد نادى الشعب العراقي باجراء انتخابات فورية في العراق وعدم استمرار القوات الاجنبية اضافة الى اصدار الدستور العراقي المستمد من الشريعة الاسلامية.

حسب ما جاء في البيان الذي اصدرته مؤسسة الامام الشيرازي العالمية باعتبار ان اكثرية الشعب العراقي هم من المسلمين وباعتبار ان الحق هو في الدين الاسلامي وهو يكفل للاخرين والاقليات حقوقهم اضافة الى ضرورة ان يقوم خبراء منتخبون من قبل الشعب العراقي بصياغة الدستور وعدم الاعتماد على الاجنبي او مجلس الحكم الانتقالي ويعتبر ذلك من ضمانات الاستقرار، وهذه ضمن الجوانب الايجابية والتي لا تسمح للارهاب ان يعشش حيث سنقلم اظافره وان حاول ذلك.

عفا الله عما سلف

وهناك نقطة هامة جدا يكاد الكثير لم يتطرق اليها الا وهي اتباع سياسة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهي سياسة «عفا الله عما سلف» مع العلم بأن هذه السياسة التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم هي المقياس وهي الحقيقة، فعندما انتصر الرسول على اهل مكة عفا عنهم وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء مع انهم مجرمون وحاربوا الرسول فكانوا يستحقون اشد العذاب ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم برحمته الواسعة وبحكمته رأى ان الوضع في البلاد يتطلب ذلك لعدم ايجاد فتنة داخلية، وعليه ففي العراق فلول من حزب البعث هم مجرمون قتلة ويستحقون اشد العقاب ولكن عندما تصدر فتاوى بقتل كل بعثي وقيام السلطات الاجنبية في العراق اتباع منهج الانتقام ومحاصرة هؤلاء البعثيين حيث اصبحوا كالقطط مطاردين في كل مكان بامكانهم الهجوم في حالة المحاصرة ويتحولون الى وحوش ضارية، لذا كان من الحكمة اتباع سياسة الرسول عليه الصلاة والسلام وكذلك سياسة الامام علي عليه السلام عندما قال «مننت على اهل البصرة كما من الرسول على اهل مكة» فعفا عنهم مع انهم كانوا مجرمين، وهذا الطريق يؤدي الى الحيلولة دون الفتنة الداخلية والابتعاد عن الاحداث التي تجري يوميا من انفجارات وقتل وضرب العتبات المقدسة خاصة تلك الاحداث التي حدثت في حرم الامام علي عليه السلام والتي تعتبر جناية بحق الانسانية لان الامام علي ملك للانسانية بافكاره وتوجيهاته وارشاداته والسبب في هذه الاحداث وجود قوات اجنبية وانتهاج منهج اللاعفو والانتقام فهذه مبررات تساهم في هذه الاحداث، فان الجميع يأمل بتعاون الشعب العراقي وحكومته الموقتة ودول الجوار من اجل استقرار العراق.

صدام خلف خرائب

ومن الناحية الاقتصادية فالنظام العراقي البائد خلف الكثير من الخراب حيث كان همه في مصلحته الخاصة ومصادره عشرات المليارات من الشعب العراقي المضطهد واليوم العراق بحاجة الى منح الحرية وتفويض الامر للشعب العراقي ووجود دستور مطابق للشرع الاسلامي ويحظى بموافقة الشعب والعلماء واقرار التعددية السياسية والقوانين الحيوية فان تحققت هذه الامور تحولت العراق الى جنة واستفادت منها دول الجوار، فهناك مبادىء خمسة يجب اتباعها وهي المنافسة فيما بين الاحزاب والتعامل بالعدل والاحسان وان يكون الامر شورى فيما بينهم ثم الاخوة والحرية.

العفو للمصلحة العامة

** هل يعني ذلك تطبيق مقولة «عفا الله عما سلف»؟

ـ هذه اية قرآنية حيث قام الرسوم الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالعفو عن اهل مكة ودائما يقال بتطبيق قاعدة الاهم على المهم كما يقوم الانسان بتطبيق العلاج الكيماوي ضد السرطان مع انه مؤلم ولكنه لدرء خطورة هذا المرض الفتاك، والعفو عن المجرم امر صعب ولكن في حالة عدم العفو ستنعكس المعادلة مع استمرار مسلسل الجريمة مع ان كثيرين من هؤلاء يستحقون العقوبة والاعدام نظير ما قاموا به من انواع الجرائم ولكن من اجل معالجة الاوضاع والحد من اقامة الجرائم لابد من ذلك.

 

التأسي بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم

** ما موقف هؤلاء في ظل الفتاوى التي صدرت من قبل المراجع العظام؟

ـ كما اسلفت بأن هؤلاء يستحقون انواع العقوبات ولكن هناك قاعدة الاهم والمهم واحد العلماء اصدر فتوى او اثنتين منهم حول ذلك ولكن الاحرى بالاتباع وتحقيق منهج الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم حيث ان هناك عنوانين الاول استحقاق هؤلاء للعقوبة وهو الرئيسي «الاول» والاخر التمسك بمبدأ الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالعفو وعلينا التمسك بالاية المباركة (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) فكان ينبغي التأسي بالرسول فمع ان الشعب العراقي عانى الكثير حيث قلما تجد اسرة لم تنج من قتيل وان هناك من تفجع اضعاف ذلك ومن الصعب ان يصبر على ذلك ولكن يجب ادراك بأن منهج اللاعفو يؤدي الى استمرار جريمة القتل ومضاعفة العدد واستمرار الفوضى وقتل الالاف بل مئات الالاف ولذلك كان الواجب علينا تحمل ذلك من اجل مصلحة الامة والوطن والنفس.

تجانس في كربلاء

** جاء في سياق الكلام ان مدينة كربلاء المقدسة هي الاهدأ بين المدن العراقية، هل يعني ان المرجعية الدينية والحوزة العلمية الموجودة في النجف لها دور في ذلك؟

ـ ترجع هذه الامور بالدرجة الاولى الى لطف الله سبحانه وتعالى ثم الى وعي الاهالي وتعاونهم وتماسكهم وعدم اتاحة الفرصة لتفشي الفتنة اضافة الى التجانس العام، كما قام العلماء سواء الذين كانوا في كربلاء ام اولئك الذين كانوا في الخارج بالتركيز على تلك المبادىء وحفظ الاوضاع امثال سماحة السيد الاخ جعفر الشيرازي الذي انشأ بالتعاون مع الاخرين تجمعا يضم مختلف التيارات في كربلاء بهدف لم الشمل ورأب الصدع والحيلولة دون وقوع اية مشكلة مع ان الارهاب العالمي لا يرضى باستقرار الحالة في كربلاء وفي كافة انحاء العراق، ولكن نأمل من كافة المناطق العراقية عن طريق التعاون والتماسك التغلب على الحالات الطارئة والاستثنائية ودرء الفتنة عن طريق التعاون بين السنة والشيعة كبارا وصغارا، ولا يخفى انه تم تأسيس مدرسة دينية في كربلاء فيها الان 300 عالم دين وطالب وسيصل العدد الى ا لالفين خلاف العام المقبل.

ترسانة من الارهاب

** ما أسباب الاحداث الموجودة في النجف الاشرف؟

ـ تعاضدت ثلاثة امور رئيسية ساهمت بوجود هذه الاحداث اولا فلول النظام العراقي حيث استطاع صدام وخلال 30 عاما بناء ترسانة قوية ومملكة من الارهاب وعشرات الالوف من الطغاة امثاله وهؤلاء موجودون في العراق ومحاصرون، ومعهم الجيش الجمهوري والاستخبارات اضافة الى بعض المنظمات الارهابية التي وجدت في الارض العراقية مسرحا جديدا لتصفية حساباتها مع الدول الكبرى كمنظمة القاعدة، والسؤال هو كيف يمكن استغلال الاماكن المقدسة وفيها المشارف المشرفة وفيها المعاني الانسانية ومحاولة تدمير هذه الاماكن من اجل الانتقام من جهة معينة وهذا بعيد عن المنظور الانساني من قتل الابرياء، كما يقال بأن هناك جهات اجنبية اخرى والتي ليس من مصلحتها الاستقرار في العراق، فهذه العوامل الثلاثة تتعاضد لتنتج الانفجارات في النجف الاشرف وبغداد وغيرها من المدن العراقية.

المرجعية والنصيحة

** اين موقع المرجعية العليا الموجودة في النجف الاشرف والحوزات العلمية؟

- من المعروف لدى الجميع ان مسؤولية المرجعية الدينية هي النصيحة والارشاد والتوجيه فان استمع الناس والحكام لهم فكان خيرا لهم وان لم يستمعوا عاد الوبال على الجميع، فالمرجعية الدينية موقفها متزن وسليم وعقلاني وحكيم، والكل يشهد بهذه الصفات ولكن ليس العتب على المرجعية في حال عدم العمل بهذه التوجيهات بل على الشعب وكما جاء في الاية الكريمة (انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر) فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده خلفاؤه والعلماء هؤلاء جميعا مذكرون اضافة الى المرجعية الدينية، وهنا ندرك جيدا موقف المرجعية الدينية من الدستور على ان يكون منبثقا من تعاليم الدين الاسلامي الحنيف وقناعات الشعب العراقي.

تواصل المراجع

** هل هناك مشاكل بين مراجع الدين في العراق؟

- الحمد الله هناك تواد وتعاون وتبادل وجهات النظر فيما بين مراجع الدين في النجف الاشرف، قد تصعب اللقاءات فيما بينهم لاسباب امنية لكن عن طريق ابنائهم والعقلاء فهناك تواصل جيد.

وهنا بودي اضافة نقطة هامة حول المستجدات في العراق حيث تم التطرق الى الجوانب المادية فقط مع العلم بان هناك جوانب غيبية يجب الاذعان لها، وينقل عن المرجع الديني الكبير المرحوم اية الله العظمى السيد محسن الحكيم قدس سره بانه قال كلمة حكيمة وهي ان البلاء ان كان فرديا يكفي الدعاء الفردي حتى يزول كما قال تعالى (ادعوني استجب لكم) ولكن ان كان البلاء عاما وجماعيا فهنا نحن بحاجة الى دعوات عامة مثل خروج الناس للصحراء كما في دعاء الاستسقاء لذا يجب علينا جميعا ليس في العراق فقط بل في الكويت ودول الجوار بالدعاء لله سبحانه وتعالى من اجل زوال هذا البلاء، وعليه فالتمسك بحبل الدعاء امر مهم.

وعودة الى علاقة المراجع العظام فهناك تواصل جيد خاصة حول الاحداث الاخيرة بين المراجع العظام ابتداء بالمرجع الديني الكبير ايه الله العظمى السيد علي السيستاني والمرجع الديني ايه الله السيد محمد سعيد الحكيم الذي تعرض لمحاولة الاغتيال لولا ان الله لطف واخيرا الحادث الاليم الذي تعرض له آيه الله السيد محمد باقر الحكيم «قدس سره» ونأمل من الجميع الاستماع لهذه الارشادات سواء من الشعب او السلطات الاجنبية او القادة السياسيين.

اتهام الصدر غير صحيح

**  تدور الشبهات حول السيد مقتدى الصدر باثارة بعض الحوادث وعدم التواصل مع المراجع؟

- لا نستطيع كيل الاتهام او الاشارة الى اي انسان مهما كان دون وجود الادلة والاثباتات والاشاعات الموجودة من الناحية الشرعية غير صحيحة بان هذا الانسان كان وراء الاحداث السابقة وغيرها، ولكن قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر وهذا صحيح.

ولكن أن توجه أصابع الاتهام إلى رجل غير صحيح والعامل الحقيقي الصحيح الذي تشهده الساحة العراقية هو وجود فلول النظام البعثي وغيرها من المنظمات الإرهابية.

ومهما بلغت الملاحظات على السيد مقتدى الصدر لا يمكن اتهامه بأنه وراء أحداث النجف الأشرف، كما أني لا أتصور بأي صورة أن يكون السيد مقتدى وراء الفاجعة التي ذهب ضحيتها السيد الحكيم.

الانتخابات أو الفتنة

** كثرت التهديدات من قبل بعض الرموز بتكوين جيوش خاصة مثل جيش الإمام المهدي وجيش العراق للسيد بحر العلوم.. فإلى متى هذه الأعمال الخاصة في العراق؟

ـ الحل الوحيد للانتهاء من هذه المشاكل والحد منها هو تفويض الأمر للشعب العراقي عن طريق الانتخابات وإلا ستصبح أرض العراق أرض فتنة وإتاحة الفرصة لأولئك الذين هم فعلا أعداء الإنسانية مثل البعثيين.

الدستور الإسلامي

** طالبت مؤسسة الإمام الشيرازي أن يكون الدستور مستمدا من الكتاب والسنة النبوية، هل يعني ذلك أسلمة القوانين؟

ـ من البديهي بأنه يجب تطبيق التعاليم المستمدة من الشريعة الإسلامية وكما جاء في الآية المباركة (يا أيها الدين آمنوا استجيبوا لله ورسوله إذا دعاكم لما يحييكم)، كما يقول القرآن الكريم (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، وفي آية أخرى الفاسقون، فالشاهد أنه ينبغي أن تكون القوانين إسلامية ولا يعني هذا أن رجال الدين يجب أن يكونوا هم الحكام والانتخابات هي الحكم والمقياس مع وجود الشروط الواجب توافرها كما أشار لذلك سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي رحمه الله بوجود شرطين في الحاكم الأول أن يكون مرضيا لله والثاني أن يكون مرضيا للناس وهذا ما فعله أمير المؤمنين علي عليه السلام عندما كان يبعث واليا إلى إحدى المناطق فإن قبلوا فاحكم وإلا عليك بالرجوع، فالعراق بحاجة إلى حاكم يحظى برضى الله والناس.

خصوصية الشعب العراقي

** يشاع بأن المغفور له السيد محمد باقر الحكيم هو اللسان الإيراني في العراق حيث مكث في إيران كثيرا.. فهل هناك أيد خفية حول هذا التوجه لتكوين حكومة شيعية تابعة للحكومة الإيرانية؟

ـ المعروف أن لدى الشعب العراقي خصوصية كما أن لكل شعب خصوصيته والذي ندعو أن تكون في العراق حكومة منتخبة من قبل الشعب العراقي، وللعلم بأن ضمن المخطط البعثي والأجنبي هو إثارة العداوات بين الشعب العراقي وشعوب المنطقة كالأحداث الأخيرة التي تعرض لها عدد من أفراد الشعب الكويتي في البصرة حيث كان وراءها بعثيون يهدفون الى توتير العلاقة بين الشعبين الكريمين.

ونعلم بأن الشعب العراقي شعب مسالم في ذاته ولم يتمكن صدام من تغيير هويته رغم الجبروت والبطش الذي استمر مدة ثلاثين عاما لابعاده عن الدين ولكن بمجرد الاطاحة بنظام صدام رأينا الشعب العراقي كيف عاد الى الدين بكل قوة وظهرت الملامح الدينية الحقيقية، فهو شعب اصيل محب للآخرين ولكن لا يحب ان ينتمي لدولة معينة، لذا فان الشعب العراقي سيقرر مصيره بنفسه دون الارتباط بجهة اخرى.

البعثيون مصدر الاشاعات

** اشيع في الاواسط العراقية ان الكويتيين شاركوا في السلب والنهب كذلك فتوى السيد مقتدى بعدم التعامل مع الكويتيين.. فما صحة هذه الاشاعات؟

ـ علينا في البداية ان نعتمد على المقاييس الاساسية، والمقياس الاساسي لدينا هم المراجع الدينية امثال المرجع الديني اية الله السيد السيستاني والمرجع الديني السيد صادق الشيرازي والسيد محمد سعيد الحكيم وبقية المراجع الذين يقلدهم الشعب العراقي، فهؤلاء موقفهم واضح من الشعب الكويتي الشقيق وايضا من كل هذه الاحداث من موقف عقلاني وسليم ويدعو للمحبة والاخوة والتآخي، ومن جهة أخرى ثبت لي ان هذه الاشاعات الموجه الى الاخوة في الكويت مصدرها البعثيون حيث انهم يحملون حقدا دفينا ضد الكويت وكان السبب وراء غزو الكويت، فعندما اطيح بحزب البعث يريد حاليا الانتقام بطريقة اخرى وهي بث الاشاعات والاتهامات، وللعلم فان الشعب العراقي يكن المحبة والمودة للشعب الكويتي ويعتبرونهم اخوة واشقاء لهم.

عودة الكوادر العراقية

** هناك العديد من الشخصيات العراقية مازالت تعمل خارج العراق.. الا تعتقدون بان حان الوقت للعودة الى ارض الوطن والمساهمة في اعادة بنائها؟

ـ بالفعل هناك الكثير من ابناء العراق عادوا الى ارض الوطن من مثقفين ورجال الدين والعلماء وغيرهم واستقروا في مدن مختلفة كما استطاع البعض من اصدقائنا انشاء اذاعة عراقية باسم صوت العراق تبث لمدة 12 ساعة يوميا وفيها ساعة باللغة الانجليزية لتعريف الاسلام وخاصة للقوات الاجنبية، حيث اشهر عدد من الضباط والجنود اسلامهم، وهناك ايضا كواد عراقية متواجدة خارج العراق في دول الجوار واوروبا وامريكا ولديهم جداول اعمال ينتظرون الانتهاء منها ثم العودة وربما يبقى البعض لاستمرار العمل وتحمل المسؤوليات المناطة بهم.  

** هل من كلمة أخيرة؟

ـ يرتبط الشعب الكويتي بروابط تاريخية واجتماعية مع الشعب العراقي وقد حاول طاغية بغداد تغيير هذه الروابط لكن بحمد الله فان وعي الشعبين ودور المرجعية الدينية حال دون ان يحدث ذلك التغيير رغم وجود بعض العناصر الأجنبية التي تحاول بث الفرقة بين الشعبين، ونرى انه من القضايا التي يمكن أن يساهم بها الشعب الكويتي في تذويب اية محاولة تخريبية عن طريق لجان الصداقة بين الشعبين خاصة وان الشعب الكويتي معروف بالكرم والسخاء وتأسيس المؤسسات الدينية، والعراق بحاجة الى الكثير من المؤسسات الدينية والخدمات الاجتماعية ورغم وجود هذه الخدمات إلا أننا نود مضاعفتها والتواصل للقضاء على النوايا التخريبية والتصدي لتفويت الفرصة على هؤلاء.

شبكة النبأ المعلوماتية - الأربعاء 15/10/2003 - 17/ شعبان/1424