كشف الناطق الرسمي باسم الوكالة الدولية للطاقة
الذرية مارك غودسكي أن العمل الجاري بين الوكالة الدولية وإيران سيتم
على مرحلتين الأولى، وهي المرحلة الحالية وتنتهي بنهاية هذا الشهر، وهي
مرحلة تقديم إيران كل ما لديها من معلومات، لتبدأ المرحلة الثانية حيث
تقوم الوكالة بالتحري والتدقيق في مدى صحة المعلومات الإيرانية ومدى
شفافيتها وهذا قد يتجاوز المدة المحددة التي أعلن عنها مجلس الأمناء.
وشدد (عودسكي) على ضرورة إسراع الجهات الإيرانية
المختصة في تسليم الوكالة ما تطلبه من معلومات دقيقة عن البرنامج
النووي الإيراني قبل نهاية الشهر الحالي، كما حدد لها مجلس أمناء
الوكالة في اجتماعه الأخير (12 / سبتمبر أيلول) الماضي، وأكد أن عامل
الزمن أن يكون في صالح إيران إذا ما استمرت في تقديم المعلومات وأوضح
غودسكي: إن إيران أبدت بعض التعاون واعدة بمواصلة تعاونها، إلا أن هذا
التعاون لم يصل إلى درجة 100% وفي ما يختص بزيارة المفتشين فقد وصلت
فرقهم إلى إيران في مطلع هذا الشهر، وأكد إن السلطات الإيرانية سمحت
لهم بزيارات ميدانية للمواقع التي طلبوها لفقدها، إلا أنه أكد في ذات
الوقت أن عصب عملهم وهدفه الأساسي هو الوقوف على أدق التفاصيل...
ومعرفة مدى ما وصلته أولم تصله عمليات تخصيب
اليورانيوم الإيرانية مذكرا إن ذلك لا يقتضي في حال تعاون إيران الكامل،
أكثر من أسبوع.
يذكر أن إيران قد سلمت الوكالة بعض التقارير عما
استوردته من معدات لكن الوكالة ما زالت تطالب بتقارير أكثر تفصيلاً عن
تاريخ الاستيراد ومصادره.
وتوقع جون بولتون مساعد وزير الخارجية الأمريكي،
إن إيران قد تبدي بعض التعاون لتفادي مواجهة بشأن المهلة المحددة لها
لكنه لن يكون كافياً لتبديد الشبهات الدولية بشأن طموحاتها النووية،
فيما قرر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي طهران من
أنها إذا أخفقت في الستار بشكل كامل مع الوكالة فإن قضية إيران قد تحال
إلى مجلس الأمن لعقوبات محتملة فيما تصر إيران على أن برنامجها النووي
مخصص فقط لإنتاج الكهرباء وليس لبناء قدرات عسكرية ذرية كما تزعم
واشنطن ونقل حديث للرئيس الإيراني محمد خاتمي: إن إيران ستبدي كل تعاون
مطلوب حتى الحادي والثلاثين من أكتوبر تشرين الأول وهو موعد انتهاء
مهلة حددتها الوكالة.
وعن فوز المحامية الإيرانية شيرين عبادي بجائزة
نوبل للسلام أعرب الإصلاحيون عن ابتهاجهم بالإنجاز الذي حققت عبادي
باعتباره نصراً لحقوق المرأة والتغيير السياسي في الجمهورية الإسلامية
وكان التلفزيون الإيراني والإذاعة اللذان يسيطر عليهما المحافظون قد
قام بتغطية الحدث لعدة ساعات دون أي تعليق من الرئيس الإسلامي محمد
خاتمي، إن الإعلان عن الجائزة (خبر سار جداً لكل الإيرانيين) وعلامة
على الدور النشط الذي تلعبه النساء الإيرانيات في السياسة.
فيما كان رد المحافظون إزاء قرار لجنة نوبل
باعتبارها تحمل رسالة بأن أوربا تنوي ممارسة ضغطاً أكبر في قضايا حقوق
الإنسان في إيران كخطوة سياسية لتحقيق أهدافها الخاصة.
يذكر أن المحافظين ظلوا طويلاً يعتبرون أنشطة
عبادي الخاصة بالدفاع عن حقوق المرأة وكمحامية للمعارضين السياسيين أحد
التهديدات للنظام الإسلامي.
وكانت (عبادي) قد سجنت لفترة قصيرة ومنعت من
مزاولة المحامات لخمس سنوات عام 2000م.
وقوبل الانتقاد الدولي لسجل حقوق الإنسان
الإيراني، بما في ذلك ؟؟؟ القانوني ضد المرأة واللجوء إلى الإعدام
العلني والرجم بانتقادات شديدة للدول لتدخلها في الشؤون الداخلية
لإيران. وقالت عضوة البرلمان الإصلاحي البارز (إيلاهي خولاتي): إن فوز
عبادي علامة على أن لجنة نوبل اعترضت بأهمية النضال من أجل مزيد من
الديمقراطية في إيران، وأضافت: (علينا أن نهنئ الأمة الإيرانية خاصة
والمرأة على نجاحها واعتبارها نجاحاً لهؤلاء جميعاً الذين يحاولون
تحسين حقوق الإنسان والتخلص من القمع في مختلف أنحاء الأرض).
وقال المحلل السياسي الإصلاحي (سعيد ليلاز الذي
أشار إلى أن المعارض الإيراني المعتقل (هاشم أغاجاري) كان من بين من
تردد احتمال فوزهم بجائزة نوبل هذه العام إن الجائزة عكست الاهتمام
الدولي من جديد بالتطور السياسي في إيران وأضاف.
إنني سعيد جداً كإيراني وأهنئها وآمل أن يساعد
ذلك في دفع الإصلاحات إلى الأمام في إيران. ويظهر أن استراتيجية دفع
الإصلاح من خلال الطرق السلمية هو أفضل السبل).
فيما أنه هنئ العديد من الإيرانيين لدى سماعهم (إن
عبادي المعروفة وإن كانت بعيدة عن الأضواء في بلادها هي المرأة رقم
(11) التي تفوز بالجائزة من إنشائها) وقالت (فاريبا) 26 عاماً وخريجة
كلية الحقوق: (اعتبرتها السلطات جاسوسة تعمل من أجل الإطاحة بالنظام
ولكن النظر إلى ما فعلته لبلادها آمل أن يشجع هذا الآخرين على أن يحذو
حذوها). |