اكدت مصادر الادارة المدنية الاميركية في العراق ان
ما حدث من اعمال عنف في الايام الاخيرة، وخاصة تلك التي اثارتها تجمعات
العسكريين العراقيين السابقين، لم يكن عفويا مطلقا، وقالت ان تزامن
الاحداث في كل من بغداد والبصرة والحلة وكركوك يدل على ان الاحتجاجات
واعمال العمل تتم بتنسيق وقيادة عناصر من النظام المخلوع.
وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية الدكتور نبيل
خوري في مؤتمر صحافي امس الاول «لقد تاكد لدينا انها عملية منظمة من
قبل اشخاص تابعين للنظام السابق في مدن العراق، وان هذه الاحداث كانت
قد افتعلت من قبل بعض مثيري الشغب لتأخذ ابعادا اخرى».
من جهته اكد تشارلز هتلي الناطق باسم الادارة
المدنية الاميركية في العراق ان الاحداث الاخيرة وخاصة في منطقة
المنصور كانت متوقعة، وقال «لقد حصلنا على معلومات ومن مصادر موثوقة
بان حوادث شغب ستحصل ليس في بغداد فقط وانما في مدن عراقية اخرى مثل
البصرة وحلة وكركوك في ان واحد»، وان هناك عناصر مؤيدة للنظام السابق
سوف تتسلل داخل المجاميع العسكرية التي وقفت لتسلم الراتب لاثارة الشغب
وقد تم ابلاغ الشرطة العراقية لاتخاذ الاجراءات الوقائية ولمنع حصول
مصادمات اواحداث شغب وفوضى.
واضاف هتلي «الذي حدث هو ان هناك افرادا جاءوا
لتسلم رواتبهم غير ان اسماءهم لم تكن موجودة في القوائم وقد ابلغناهم
بذلك، واننا سنحدد موعدا لاحقا في الايام المقبلة لدفع رواتبهم، علما
بان 80% من المجندين السابقين في الجيش تسلموا رواتبهم وقد استغلت
العناصر المخربة والمؤيدة للنظام السابق هذا الموضوع وقامت بتحريض
الناس على الشغب وبدأوا برشق القوات الاميركية بالحجارة وترديد هتافات
مؤيدة لصدام ونظامه، واعقب ذلك اطلاق عيارات نارية في الهواء لغرض
السيطرة على الموقف بعد اصابة العديد من الجنود الاميركيين واندفاع
مجهولين اخرين نحو اليات الشرطة لاحراقها والاعتداء على الشرطة
العراقية حيث اندلعت مواجهات ومصادمات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة
العراقية.
وقال تشارلز هتلي «اننا اطلعنا على الوضع من خلال
شهود العيان ونبحث عن الاسباب الاخرى». واضاف «نحن لا نتهم العراقيين،
بل عناصر من حزب البعث الذين كانوا في وسط المتظاهرين ونرى انهم سبب
الفتنة واحداث الشغب». واضاف «ليست لدينا معلومات واحصائيات عن
الاصابات والقتلى في الوقت الحاضر. ونحن بصدد تشكيل هيئة لدراسة مثل
هذه الامور وان الامن والهدوء العام هدف السلطة المدنية وقوات التحالف».
على صعيد اخر استهدفت قذيفة أطلقها مجهولون مبنى
وزارة الخارجية العراقية في بغداد امس الاول لكنها لم تتسبب في سقوط
ضحايا، حسبما اكد مسؤولون. من ناحية ثانية، سقطت طائرة هليكوبتر
اميركية قرب الحبانية غرب بغداد، فيما قتل ثلاثة جنود اميركيين ومترجم
عراقي في هجومين في الحصوة والرمادي. من جهة اخرى، قتل موظف في مكتب
المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في كركوك واصيب آخر في هجوم بقذيفة
هاون.
وقال الضابط في الجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل
راندي لين «وقع انفجار في حديقة وزارة الخارجية. لم يتضح ما اذا كانت
قذيفة صاروخية او قذيفة هاون. لم تقع اصابات. مجرد بعض النوافذ المحطمة.
وزير الخارجية لم يكن في المبنى في ذلك الوقت». وذكر المحامي ايمن خالد
انه كان يهم بالدخول من البوابة الرئيسية للمجمع حين سمع الانفجار.
وقال «شاهدت كرة من اللهب. هرع موظفو وزارة الخارجية من المبنى الى
الشارع لاخلاء المجمع بعد الهجوم. لم ار اية خسائر في الارواح او جرحى
يغادرون». وصرح لين بانه جرى تبادل لاطلاق نار اسلحة خفيفة لمدة نحو
دقيقة بعد الانفجار، لكنه اضاف انه لم يتضح ما اذا كان هناك صلة بين
الواقعتين. واضاف «يبدو انهم عراقيون لانه لم تكن هناك قوات اميركية
موجودة حين حدث الانفجار».
واوضح عمر حسام الذي يعمل في مديرية حماية المنشآت
ان القذيفة سقطت في حديقة الوزارة واحدثت حفرة. وقال ايمن طالب الموظف
بالوزارة انه «سمع دوي انفجار شديد وعيارات يمكن ان تكون تحذيرية
اطلقها حراس الوزارة». وهرع العديد من الجنود الاميركيين وعناصر الشرطة
العراقية ودبابتان وعربة جيب الى الموقع. وكان هجوم بقذائف الهاون
استهدف في 28 سبتمبر (ايلول) فندق الرشيد الذي يؤوي مسؤولين اميركيين
من دون وقوع ضحايا.
من ناحية ثانية، اعلن مسؤول في مكتب المجلس الاعلى
للثورة الاسلامية في العراق في كركوك مقتل احد الموظفين وجرح آخر في
هجوم بقذائف الهاون على المكتب صباح امس الاول. وقال عز الدين موسى ان
«الهجوم بقذائف الهاون ضد المكتب ادى الى مقتل احد منتسبي المكتب خليل
كرك حسناوي، 29 عاما، وجرح عامل آخر وهو حسن علي». واتهم المسؤول عناصر
من تنظيم «القاعدة» وانصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالوقوف
وراء هذا الاعتداء. واوضح ان «الهدف من هذه الهجمات هو ايذاء مستقبل
العراقيين وتعكير صفو الامن».
من جهة اخرى، قال الجيش الاميركي امس الاول ان «اصابات
طفيفة» وقعت عندما واجهت احدى طائراته الهليكوبتر صعوبة في الهبوط غرب
بغداد. وقالت متحدثة باسم الجيش الاميركي «واجهت الطائرة هبوطا صعبا
وليس تحطما بالقرب من الحبانية» الى الجنوب من الفلوجة. وأضافت «كانت
تجري تجربة الطائرة بعد صيانتها. وقعت اصابات طفيفة». وكان شهود قد
اشاروا في وقت سابق ان الهليكوبتر تحطمت قرابة الساعة 11.50 في واد على
بعد 20 كلم جنوب الفلوجة، موضحين انهم سمعوا دوي انفجار عند تحطم
الطائرة. وشوهدت اربع طائرات هليكوبتر اميركية، اثنتان من نوع بلاك هوك
للاسعاف واثنتان من نوع كوبرا، تحلق فوق موقع الحادث. كما هرعت سيارات
عسكرية الى المكان. |