طالب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)
المعني بالدفاع عن الحقوق المدينة بالولايات المتحدة مكتب التحقيقات
الفيدرالي (FBI) بالتدخل للتحقيق في حادثة اعتداء تعرضت لها سيدة
مسلمة يوم الأحد الخامس من أكتوبر الحالي بشمال ولاية فيرجينيا
الأمريكية، إذ طعنت السيدة المسلمة في أسفل ظهرها من قبل شاب أبيض
لاذ بالفرار بعد أن وصف السيدة المسلمة بأنها "خنزيرة إرهابية".
وقد أدت الطعنة إلى إيقاع جرح بلغ عرضه 2-3
بوصة بالمنطقة السفلية من ظهر السيدة المسلمة التي ترتدي غطاء الرأس
الإسلامي (الحجاب)، والتي تبلغ من العمر السابعة والأربعين، والتي
اعتنقت الإسلام عن اليهودية، وقد نقلت السيدة المسلمة بعد الحادثة
إلى إحدى مستشفيات شمال ولاية فيرجينا لتلقى العلاج، وذكر مسئولو
الشرطة بشمال فيرجينيا أنهم يقومون بالتحقيق في القضية على أنها "حادثة
تحيز واضحة".
وقد أبدى نهاد عوض المدير العام لكير استيائه
الشديد من الحادثة، وقال أنها تعبر عن موجة الهجمات المعادية للإسلام
والمسلمين التي تتماشى مع حملة اليمين الأمريكي لتشويه صورة الإسلام
والمسلمين في أمريكا، وقال عوض "حملة التشويه أثرت على بعض قطاعات
المجتمع الأمريكي الهشة والأكثر تقبلا لنداء الكراهية والكبر، ونحن
نطالب المسئولين السياسيين وقادة الرأي - كما طالبناهم مرات أخرى
عديدة في الماضي - بالتدخل وإدانة هذه الموجة وغيرها من صور عدم
التسامح الديني".
يذكر أن كير تلقت خلال العام الحالي تقارير
عديدة عن اعتداءات تعرض لها الأفراد والمؤسسات المسلمة في مدن
أمريكية مختلفة، مثل حالة تعرض مسجد بجورجيا لاعتداء تخريبي، وحادثة
حرق صليب خارج إحدى المراكز الإسلامية بولاية ميرلاند، وحادثة
الاعتداء على وخطف شاب يعمل كموصل بيتزا في ولاية ماستشوتس بسبب الشك
في كونه مسلما، كما أحصى أحدث تقارير كير عن الحقوق المدنية للمسلمين
في أمريكا زيادة قدرها 15 % في عدد حوادث التمييز التي تعرض لها
المسلمون في أمريكا خلال عام 2002.
كما انتقدت كير في الرابع والعشرين من سبتمبر
الماضي قرار إحدى محاكم ولاية ألينوي الأمريكية بتعليق عقوبة شخص
اعترف بتفجير حافلة عائلة مسلمة تعيش بالولاية في شهر مارس 2003، بعد
أن قضت المحكمة بتعليق عقوبة السجن ضد مفجر الحافلة - الذي اعترف
بجريمته – واكتفت بوضعه تحت المراقبة لمدة عامين مع حضوره دروس
لمساعدته على "التحكم في غضبه".
كما حكمت إحدى محاكم ولاية فلوريدا خلال
العالم الحالي على شخص خطط لتفجير 50 مؤسسة مسلمة في ولاية فلوريدا
بالسجن لمدة 12 عاما.
أما في أوربا يتواصل
موجة
تحقير والعنصرية للمسلمون، ففي فرنسا قال وزير الداخلية
نيكولا ساركوزي امس ان مسلمي فرنسا الذين يبلغ عددهم خمسة ملايين
نسمة لا يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها غيرهم من المواطنين في
البلاد وقد يتطلب الامر معاملتهم معاملة تفضيلية للوصول الى المساواة.
واضاف امام لجنة رسمية معنية بمراجعة قانون الفصل بين الكنيسة
والدولة ان المسلمين في فرنسا ومعظمهم من اصول عربية تنتمي الى شمال
افريقيا يعانون من التحيز ضدهم في العمل ونقص دور العبادة وغيرها من
الخدمات الدينية بالمقارنة مع أتباع الديانات الاخرى.
وتابع ساركوزي "اذا كان اسمك محمد فلن يكون
طلب العمل الذي تقدمه آخر طلب يلقى في سلة المهملات"، مضيفا انه لا
وجود تقريبا لأي مسلم في المناصب الرفيعة في فرنسا. وقال "من الحقائق
ان مواطنينا من المسلمين لا يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها
معتنقو الديانات الكبرى الاخرى". وقال ساركوزي ان المسلمين يفتقرون
الى العدد الكافي من المساجد والى اماكن الدفن في المقابر العامة
والأئمة في المدارس ويحدث ذلك في كثير من الاحيان لأن المسؤولين
الذين ينتمون الى الاغلبية الكاثوليكية يستغلون القانون في التمييز
ضدهم.
وانتقد ساركوزي ايضا المثقفين الفرنسيين الذين
يخصون الاسلام بالانتقاد في معرض الحديث عن التمييز ضد المرأة، قائلا
ان هذا يمثل مشكلة في جميع الديانات. واضاف موضحا "لا ارى كثيرا من
النساء في مؤتمر الاساقفة الكاثوليك في فرنسا". وابلغ اللجنة انه "ليس
من الضروري وليس من المفيد وليس من المناسب" اصدار قانون جديد مشدد
يحظر على النساء والفتيات ارتداء الحجاب في المدارس او في اماكن
العمل الرسمية