كشف تقرير حديث عن منظمة اليونسكو أن نسبة
الأمية مرتفعة في الوطن العربي ونسبتها تزيد عن 28% لدى البالغين، كما
يوجد نحو 72 مليون أمي في الوطن العربي بينهم 12 مليون طفل في سن
الالتزام الدراسي خارج منظومة التعليم النظامي.
وفي استبيان أجري لمعرفة مشكلات القراءة عند
الشباب في إحدى الجامعات العربية، تبين أن 20% ممن شاركو لا يقرأون
مطلقاً باستثناء مقرراتهم الدراسية، وهناك 20% أخرى تقرأ مراجع في
ميدان اختصاصها فقط، أما درجة القراءة عند القراء فهناك 26% يقرأون أقل
من ساعة يومياً، ونحو 35% بين ساعة وساعتين، في حين الذين يقرأون أكثر
من أربع ساعات يومياً لا تتجاوز نسبتهم 2%؟!! وهذه النسب تظهر واضحة
جلية لدى زيارة أي مكتبة عامة (إن وجدت) في البلدان العربية، لترى
واقعاً مراً يطغى عليه الهجر والجهود، وتؤكد دراسة علمية نوقشت في كلية
الإعلام، في جامعة القاهرة، أن 2880 جريدة ومجلة، وما يقارب 4000 محطة
تلفازية، وما يزيد على 490 دار نشر تصدر نحو 3000 كتاب سنوياً بجميع
اللغات وأن أكثر من 1150 محطة إذاعية مملوكة لمراكز وجهات وشركات
يهودية؟!! ويذكر أن الإنفاق على البحث العلمي والتطوير بلغ لدى الكيان
الصهيوني نحو 1.8% من إجمالي الناتج المحلي بينما لم يتجاوز 02% في
الدول العربية كافة!؟ ووصل عدد الدوريات العلمية الصادرة من قبل اليهود
في فلسطين المحتلة، 370 دورية بينما يصل عددها في الوطن العربي 173
دورية، وبمقارنة دولة صغيرة مثل بلجيكا تبلغ إصداراتها ما يقارب 12000
ألف سنوياً، بينما عدد السكان في الوطن العربي أصبح ما يقارب 300 مليون
نسمة، ويبلغ إجمالي ما تنتجه دور النشر العربية ما يقرب 8000 سنوياً في
مختلف الميادين العلم والمعرفة أما اليابان فتصدر (35) ألف عنوان سنوياً
تقريباً، وهذا ما يمثل ضعفي ما ينشر في الولايات المتحدة.
وخلصت إليه طاولة مستديرة نظمتها أكاديمية
العالم الثالث للعلوم في مدينة تريستا الإيطالية، قدم فيها باحثون
أرقاماً مقلقة فموازنات البحث العلمي في العالم العربي لا تتجاوز 02%
من الدخل القومي مقارنة مع 22% في اليابان أي أكثر بـ110 أضعاف وفي
المقابل موازنات البحث العلمي الضئيلة، يصرف العرب 7% من دخلهم القومي
على التسلح أي 35 مرة أكثر مما يصرفون على العلم، أما عدد الباحثيين
العلمين العرب، لا يتجاوز الـ20 ألفاً من أصل 282 مليون شخص يقطنون في
الوطن العربي.
والمواطن العربي ينفق قرابة ثلاثة دولارات فقط
على البحث العلمي في حين يقفز معدل الإنفاق للفرد في الدول الغربية إلى
409 دولارات في ألمانيا، و601 دولار في اليابان، و681 دولار في أمريكا
وكان تقرير التنمية البشرية لعام 2003م قد كشف عن حوالي 113 مليون طفل
في سن الدراسة لم يلتحقوا بالمدارس، ولا يكمل طفل من خمسة دراسته
الأبتدائية. في 175 دولة فقط وكان دليل التنمية البشرية قد اعتمد على
ثلاثة مؤشرات أساسية:
أ) متوسط العمر المتوقع عند الميلاد ويتراوح بين
25 – 85 سنة.
ب) مستوى التعليم، ويعبر عنه بمزيج من معدل
معرفة القراءة والكتابة بين البالغين ونسبة القيد الإجمالية في التعليم
الأبتدائي والثانوي والعالي معاً ويتراوح بين صفر – 100%.
ج) مستوى المعيشة، ويقاس بالمتوسط السنوي لنصيب
الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ويتراوح بين 40 – 100 ألف دولار.
وكان إعلان الألفية نحو إنجاز الأهداف الإنمائية
الدولية التي انبثقت والتي صادقت عليه كل الدول الأعضاء في الأمم
المتحدة البالغ عددها 189، بحلول عام 2015 تحقيق ثمانية أهداف رئيسية
هي:
1- تخفيض عدد سكان العالم الذين يعيشون تحت خط
الفقر بأقل من دولار في اليوم (حوالي 12 مليار نسمة) إلى النصف
بالإضافة إلى تخفيض عدد الجياع على مستوى العالم البالغين (815 مليون
نسمة) بمقدار النصف وغالبيتهم في الدول النامية.
2- تحقيق شمولية التعليم الأبتدائي وضمان وجود
مقرر تعليمي كامل للأولاد والبنات في المدارس الأبتدائية.
3- إزالة التفاوت بين الجنسين في التعليم
الأبتدائي والثانوي بحلول عام 2005 وفي جميع المستويات بحلول عام 2015.
4- تخفيض معدل الوفيات بين الأطفال دون الخامسة
بمقدار الثلثين.
5- تخفيض نسبة وفيات الأمهات بمقدار ثلاثة أرباع،
خاصة في ظل وفاة 500 ألف امرأة في العالم أبان الحمل أو الوضع.
6- وقف انتشار الإيدز الذي توفى قرابة 22 مليون
شخص بسببه نهاية عام 2000 وما زال 40 مليون شخص يعانون منه.
7- تخفيض نسبة البشر المحرومين من فرص الحصول
على مياه الشرب المأمونة (حوالي 20% من سكان العالم) بمقدار النصف،
وتحسين أوضاع حياة 100 مليون إنسان يقيمون في أحياء فقيرة مكتظة
بالسكان بحلول عام 2020م
8- تطوير الشراكة العالمية للتنمية البشرية لعام
2003م ثمة 59 بلداً ذات أولية لن تستطيع تحقيق الأهداف الإنمائية
الألفية.
ما لم تتخذ إجراءات عملية جادة، و31 دولة منها
تصل مؤشرات الدخل والتنمية البشرية فيها إلى معدلات شديدة التدني، ونحو
24 دولة منها تعاني من نسبة عالية في الإصابة بالإيدز و13 متورطة في
نزاعات مسلحة، و31 مثقلة بديون أجنبية مرتفعة على نحو غير مسبوق. |