رغم معارضة الكونغرس
والمنظمات العربية الإسلامية قرر البيت الأبيض تعيين (دانيال بايبس)
التي تثير مواقفه من العرب والمسلمين الكثير من الجدل والعداء، عضواً
في مجلس إدارة (المؤسسة الأمريكية للسلام) وهو من بين مراكز الأبحاث
المهمة في البلاد، وكان تعيين دانيال بايبس قد واجه معارضة وتشكيكاً
عميقاً من قبل عدد من أعضاء لجنة التعليم والصحة.
وفي مجلس الشيوخ التي ناقشت تعيينه في ي23 الشهر
الماضي، حيث شدد السناتور الديمقراطي (أدوارد كينيدي على أن سحب بايبس
لا يعكس التزاماً بردم الخلافات وحل النزاعات) بالطرق السلمية وهي
المهمة الرئيسية للمؤسسة وكانت المنظمات العربية والإسلامية وشخصيات
أكاديمية أمريكية ومن بينها شخصيات يهودية، قد اعترضت بقوة على تعيين
بايبس بسبب مواقفه المتصلبة والعنصرية ودعمه القوي لإسرائيل حيث كان
يحثها على مواصلة سياستها القمعية ضد الفلسطينيين لأنها إذا فعلت ذلك
ستقترب من النصر كما أكد في مقال آخر أن الحل الوحيد هو الحل العسكري
ويدعي بايبس أن من بين 10-15% من المسلمين هم (قتلة محتملون) وأعرب عن
قلقه من نفوذ المسلمين في أمريكا لأن ذلك برأيه (يمثل أخطاراً حقيقية
لليهود الأمريكيين) وقال بايبس ومؤيدوه بإنشاء موقع على شبكة الانترنيت
لتبادل المعلومات ورصد النشاطات الأكاديمية والسياسية في الجامعات
الأمريكية للأساتذة والباحثين الذي يرى هو وأنصاره أنها معادية
لإسرائيل أو للسياسة الخارجية الأمريكية، وذلك بغرض ترهيبهم).
ودفعت هذه المواقف وغيرها بصحف بارزة، من بينها
واشنطن بوست لمطالبة إدارة بوش بسحب ترشيح بايبس ولا يحظى بايبس في
الأوساط الأكاديمية المختصة بالشؤون العربية والإسلامية باحترام كباحث.
وفي المقابل حظي ترشيحه بدعم قوي من بعض
المنظمات اليهودية ومعلقين مؤيدين لمواقفه مثل تشارلز كراوتها مر
ومطبوعات يمينية مثل (ديكلي ستاندرارو التي يحررها وليام كريستول، أبرز
كتاب تيار المحافظين الجدد) وجاء في مقال المجلة أن ترشيح بايبس يحظى
بدعم قوي من البيت الأبيض ومن المستشار النافذ للشؤون الداخلية
والانتخابية كارل روف، ومسؤول قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي
أليوت ابرامز، وكذلك من المستشاره ليزارايس ويضم مجلس إدارة المؤسسة
الأمريكية للسلام، الدبلوماسي المتقاعد والخبير في الشؤون الأفريقية
تيشتر كروكر و15 عضواً من بينهم دوغلاس فايت المعروف جداً بمواقفه
المؤيدة لإسرائيل وعن تاثير بايبس في مجلس الإدارة المؤسسة يرى بعض
المراقبين بأن الضرر الرئيسي من تعيين بايبس، هو وجوده في مؤسسة السلام
الأمريكية، سيعطيه صدقية أكاديمية يفتقرها الآن بشكل نافر.
وأثار تقرير حديث عن آثار قانون مكافحة الإرهاب
على الحقوق والحريات المدنية المسمى قانون بتريوت – أكت الذي أقره
الكونغرس في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م وخاصة البند
رقم 215 من القانون الذي تقاضي بعض المنظمات المسلمة والعربية
الأمريكية وزارة العدل بشأنه خلال الفترة الراهنة، إذ تراه غير دستورياً
لأنه يعطي صلاحيات غير محددة لمكتب التحقيقات الفيدرالية.
وكان نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات
الإسلامية الأمريكية (كير) قد استعرض أثار قانون بتريوت – أكت على
الحقوق والحريات المدنية الأمريكية وعلى المسلمين العرب بالولايات
المتحدة وأستدل عوض بعدد من القضايا التي تلقتها كير منها مطالبة
لسلطات قيادات أحد المساجد بإعطائهم قوائم بأسماء أعضاء المسجد وهي
مخالفة قانونية أثارت انتقادات واسعة في الدوائر السياسية والدينية
وخاصة أنها وقعت في جو من الخوف في حين أن بعض موظفي الهجرة في ولاية
كاليفورنيا قاموا حسب مصادر صحفية بإتلاف آلاف من طلبات الهجرة ووثائق
السفر التي تخص آلاف المقيمين بحجة كثرة أعبائهم وقلة مواردهم الأمر
الذي أضر بوضع آلاف المهاجرين القانوني وأدى إلى اعتقال أعداد كبيرة
منهم، وقد طالبت (كير) أعضاء الكونجرس بمراجعة قانون بتريوت أكت الحالي
ومنع تمرير مشروع أضافي بشكل يؤدي إلى انتهاكات أضافية لحقوق مسلمي
وعرب أمريكا.
المصدر: وكالات، شبكة النبأ |