(ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في
فلتات لسانه، وصفحات وجهه..)
الإمام علي بن أبي طالب (ع)
لا عجب من باب مدينة علم النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) أن تتحدى كلماته الزمن عبر عصوره المختلفة، اليس هو القائل
(سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن طرق السماوات فإني أعلم بها من طرق
الأرض) كلمة لم يسلم من تبعاتها إلا من هو أهله، فهو يعطي النتائج
كخبير جرب الحياة بكل أطوارها واستخلص النتائج بدقة متناهية وفهم عميق.
فهذه الكلمة منه أصبحت قاعدة في علم الطباع
حديثاً بمعنى أن حركات الإنسان خصوصاً الوجه واللسان يعكسان ما يضمره
القلب وينطوي عليه.
والسلوك البشري هو مجموعة التصرفات والتعبيرات
الخارجية التي يسعى عن طريقها الفرد لأن يحقق عملية الأقلمة والتوفيق
بين مقومات وجوده الباطني ومقتضيات الإطار الاجتماعي الذي يعيش في
داخله.
فالسلوك يصير حلقة الوصل بين الأحاسيس والغرائز
والانفعالات والوسط الذي يوجد فيه ويرتبط به الإنسان.
وفي مشروع علمي لدراسة قدرات أشخاص شديدي
الفراسة يستطيعون تمييز الكاذبين عن الصادقين برصد (تعابير الوجه
المجهرية) المعبرة عن المشاعر الخفية التي تظهر لأقل من ربع ثانية.
والدكتور بول إيكمان أستاذ في علم النفس تحول
بظروف معينة إلى (قارئ وجوه) رائد في العالم تنهال عليه الطلبات.
كما لجأ كل من وكالة المباحث الفيدرالية ووكالة
الاستخبارات المركزية، والشرطة، إلى إيكمان بهدف مساعدتها في تعلّم
كيفية قراءة العلامات العاطفية الخفية التي يصدرها الوجه، والجسد ويعبر
عنها الصوت لدى الإرهابيين، والمجرمين القتلة، وطالبي التأشيرات من
المشبوهين.
قد تعلّم حوالي خمسمائة شخص من كل أنحاء العالم،
بمن فيهم أطباء نفسانيون واخصائيون في الأعصاب، على أداة الدكتور
إيكمان للبحث، وهي (نظام ترميز حركة الوجه) التي توجه لتحليل حركة أي
من عضلات الوجه الـ(43) التي قد تتحرك بأي لحظة، بما فيها الحركات
الطفيفة التي قد لا يكون الشخص واعياً بحدوثها.
وفي الجواب عن السؤال ما هي العواطف الإنسانية
الأساسية قال:
هناك سبع عواطف لها تعابير واضحة ترتسم على
الوجه: الغضب والحزن والخوف والدهشة والقرف والازدراء والسعادة.
وفي مصداقية قول الإمام علي (عليه السلام)
وشموليته أكد الدكتور افتراض تشارلز دارون قبل مئة سنة بأن التعابير
الوجهية للإنسان هي عامة للجميع بعكس ما مال مارجريت ميد من الاختلاف
بين إنسان وآخر أو شعب وآخر. والإمام (عليه السلام) له قضايا عديدة
مذكورة في الكتب استخدم فيها فراسته ودقة تركيزه في اكتشاف السارق
والقاتل والكذاب.
منها عندما أدعت كل من المرأتين بأن الولد لها
وجاءتا عند الإمام (ع) فقال (ع) يا قنبر أئتني بالسيف لأقسم الطفل إلى
نصفين لكل منهما النصف عندها صرخت الأم الحقيقية وتركت الطفل ففضلت
حياة ابنها على المنازعة وحكم الإمام بالطفل لها، بعد سماع صراخها
وغلبة عاطفة الأمومة.
ومن ضمن الأسئلة التي وجهت للدكتور إيكمان: كيف
تميز بين ابتسامة مزيفة وأصلية؟ أجاب عنها: في الابتسامة المزيفة تتحرك
عضلة الوجه الرئيسية التي تمتد من عظمة الخد إلى حافة الشفة، وفي
الابتسامة الأصلية ينخفض الحاجبان والبشرة بين جفن العين الأعلى
والحاجبين قليلاً، والعضلات التي تتحرك هي عضلة العين المدارية والجزء
الجانبي. ويمكن تعلّم التمييز في أقل من ساعة.
المصدر: شبكة النبأ
المعلوماتية |