|
بدأ الاستراتيجيون الجمهوريين والديمقراطيون
تكيف خططهم لما صور ذات يوم أمر يصعب التفكير فيه، إن معالجة بوش للأمن
القومي عموماً، والحرب في العراق خصوصاً، يمكن أن تصبح عرضة للخطر أكثر
منها مصدر قوة في سباق لإعادة انتخابه.
وفي أحد الاتهامات الديمقراطية الجديدة قال
السناتور (جوزيف بيدن) عن ولاية (ديلاوير) عضو الأقلية البارزة في لجنة
العلاقات الخارجية أن صور العراق تجعل الأمر أكثر وضوحاً بالنسبة
للجمهور من أن خطة بوش لخلق عالم أكثر أماناً (لم تتجسد في الواقع
وأضاف أنه على العكس من ذلك فإن العالم أكثر قلقاً بشأن زعامتنا وكان
بوش يعارض دائماً مناقشة السلام ليس في متناول اليد وتحدث الرئيس بوش
قبل أقل من شهر وهو يقول أن الظروف في معظم أنحاء العراق تصبح أكثر
أماناً متباهياً بتفكيك القاعدة ومعلناً حدوث تقدم جيد إلى حد ما
باتجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط وإقامة دولة فلسطينية خلال سنتين.
ويقول بعض خبراء السياسة الخارجية، وبينهم
محافظون يدعمون سياسة بوش، إنه عليه أن يبدأ تهيئة البلاد لطريق طويل
وقال كنيث ادلمان، المسؤول السابق في عهد إدارة رونالد ريغان، والقريب
من عدد من المسؤولين في إدارة بوش ينبغي علينا أن لا نحاول إقناع الناس
بأن الأمور تجري على نحو أفضل، بل إن علينا أن نقنعهم بأن عصرنا هو عصر
الإرهاب.
لكن من المؤكد أن هناك الكثير من الوقت أمام
الأحداث في العراق وفي أجزاء أخرى من المنطقة لكي تتحسن وبعد اعتقال
علي حسن المجيد الملقب (بالكيمياوي) وإذا ما قتل أو أعتقل صدام حسين،
ولم يجرأ الكشف عن الأسلحة المحظورة، فمن المحتمل أن تنهار المقاومة
سريعاً، ويمكن أن تعود القوات الأمريكية إلى بلادها.
فقد كشف استطلاع أجرته مؤسسة (استراتيجيات الرأي
العام أواخر يوليو تموز الماضي أن عدد الناس الذين يصفون الحرب وما
أعقبتها بالنجاح قد هبط من 83% في إبريل نيسان الماضي مع أنه ظل قوياً
عند نسبة 63% وقال بيل ماكثتورف الذي أدار الاستطلاع أن (الأمريكيون
متفائلون في الجوهر. وقال أحد الجمهوريين من ذوي الصلة بالبيت الأبيض
أنه (قبل شهرين كان الجميع يعتقدون أن الأمن القومي هو الورقة الرابحة
للرئيس أما الآن فيمكن أن يكون في وضع حيث الاقتصاد وبنحو بصورة جيدة
تماماً، وفي فترة ملائمة قبل حلول الانتخابات، وأن الخطر يمكن أن يكون
في جانب الأمن القومي.
والأمر الهام بالنسبة لبوش سياسياً، موضوع
التحول السلمي في الشرق الأوسط المبرر الرئيسي لحربه في العراق،
وارتباطاً بالاخفاق في العثور على أسلحة محظورة في العراق وفي إصرار
هذه الحجة، قال بوش ومساعدوه أن غزو العراق سيوفر له أن يكون عجلة
الشرق الأوسط ديمقراطي ومستقر.
وبدأ كبار مساعدي بوش يتحدثون عن وجود طويل مكلف
للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهو التزام مماثل لوجود استمر نصف
قرن في أوربا خلال فترة الحرب الباردة، ويقول مساعدوه بأنهم لا يشعرون
بالقلق من أن شعبية بوش ستتربط بمعالجة لقضايا العلاقات الدولية. ومن
الطبيعي أن سياسة خارجية فاشلة يمكن أن تحطم آمال بوش وسمعته كما فعلت
بالتأكيد مع الرئيس كارتر خلال أزمة الرهائن في إيران. وفقاً لما قاله
أحد المستشارين وقال عضو جمهورية سابق في مجلس النواب عن ولاية مينسوتا
(أن الديمقراطين يمكن أن يجدوا أنفسهم أكثر استعداداً للهجوم على قضايا
الأمن القومي منهم على قضايا الاقتصاد، إذ ما كانت أمامنا أشهر عدة من
النمو الفعال وإنخفاض مستوى البطالة. وبذلك سيخوضون الحملة في قضية طلت،
منذ فترة طويلة خلية سباق جمهوري.
وفي الجانب الاقتصادي لإدارة الرئيس بوش صرح
الخبير الاقتصادي (جورج كيرلوف) سياسة بوش للميزانية هي الأسوأ في 200
عام
صرح الخبير الاقتصادي (جورج كيرلوف) الحائز على
جائزة نوبل للاقتصاد لعام 2001م منتقداً سياسة إدارة بوش التي تعاني من
العجز في الميزانية والمتوقع أن يصل حجم العجز هذا العام إلى 455 مليار
دولار ويرتفع إلى 475 مليار دولار عام 2002.
وفي تقرير رصد حالة الاقتصاد الأمريكي بالرغم من
ارتفاع معدل نمو الاقتصاد بمعدل سنوي 2.4% في الربع الثاني من العام
الحالي إلا أنه ما زال أقل من مستوى اللازم لخلق فرص عمل حيث استغنت
المصانع والشركات الأمريكية عن أكثر من مليوني وظيفة منذ تولي بوش
منصبه في عام 2001م وارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوياته في تسع
سنوات في يونيو (حزيران) الماضي عندما سجل 6.4%، وبرز رأيه للمحليلين
عن حاجة إلى نمو اقتصادي متواصل بمعدل 3.5% أو أكثر للبدء في إحداث
انفراجة جوهرية في مشكلة البطالة – وللاقتصاد أهمية حاسمة في فرص بوش
لإعادة انتخابه العام القادم، وتكاتف الديمقراطيون الذين يسعون لترشيح
أنفسهم في انتخابات 2004م على انتهاء كل فرصة للربط بين إعادة ظهور
العجز في الميزانية الاتحادية وبين ثلاثة قوانين لخفض الضرائب وقعها
بوش منذ توليه السلطة، وكان الرئيس بوش قد تعرض لانتقادات متزايدة منذ
بدء فترة رئاسته وتصاعد الدين القومي إلى مستويات خطيرة، حيث استدعى
نقاش بوش مع مستشاريه لدراسة الحالة الراهنة.
وفي محاولة لإعادة تشكيل السياسة الاقتصادية مع
اقتراب الانتخابات الرئاسية ومن جهة أخرى رصد تقرير بعد إعلان بنك
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير وهو ما
يشير إلى قوة الاقتصاد الأمريكي فيما يتوقع خبراء اقتصاديون أن يحقق
الإنتاج الأمريكي نمواً بنسبة 3.7% خلال الربع الحالي و3.8% مع نهاية
الربع الثالث من العام.
وكانت معظم البورصات الأسيوية قد شهدت موجة
ارتفاعات قوية مدعومة بأداء أسهم شركات التصدير الكبرى وقرار البنك
الاحتياطي الأمريكي وقال كوشين مدير بأحد المؤسسات الاستثمارية الكبرى
في أوهايو أن التفاءل يسيطر على المتعاملين وأن شركات التصدير الكبرى
خاصة (ماتسوشيت الكتريك وآية يو أويترونيك) ستحقق نتائج قوية بالإضافة
إلى شركات صناعة السيارات مثل هوندا وتويوتا.. وأشار أحد الخبراء إلى
أن السوق الأمريكي تستوعب أكثر من ثلث الصادرات اليابانية وقد سجلت
أسهم شركات صناعة الكترونيات اليابانية ارتفاعات بنسب تجاوزت 35%
وأرتفع سعر سهم (كونتا للكمبيوتر) بنسبة 2.4% ويشكل السوق الأمريكي نحو
ثلثي مبيعات الشركة.
المصدر: وكالات، شبكة النبأ
المعلوماتية
|
