عادت بعد انتهاء إجازة الأمومة لتعلن رغبتها في
ارتداء الحجاب لأسباب دينية، فواجهتها إدارة العمل بفصلها معلنة أن ذلك
ينتهك قوانين الزي وربما يكون منفراً للزبائن المحافظين في المنطقة
فيما كان قرار المحكمة العليا في ألمانيا بأن قرار فصل المرأة المسلمة
من عملها كمساعدة في أحد المتاجر بسبب رغبتها في ارتداء الحجاب هو قرار
خاطئ ومن ثم رفضت المحكمة الدستورية في كالسوه الاستماع إلى الاستئناف
الذي تقدم به المتجر ضد حكم أصدرته محكمة الموظفين الفيدرالية، معتبرة
أن ارتداء الحجاب هو جزء من حق المرأة في الحرية الدينية.
وعن الفكر الإسلامي المتعلق بالمرأة والمرأة
المسلمة كنموذج لذلك الفكر كان وما زال ضحية عمليات هائلة من التضييع
والتطويع والتي لم تفتأ تنال من المرأة لا بهويتها ومظهرها الخارجي
وحسب بل بجميع ما يتعلق بشؤون المرأة من نظام اجتماعي أو نفسي أو حقوقي
وحتى من قيم ومفاهيم أمومتها ودورها المفترض في كيان الأسرة والمجتمع.
وتسائلت الأخت آمنة الموسوي (كاتبة كويتية)
في كل مرة تمر علينا ذكرى ميلاد سيدة نساء
العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام لا بد أن تعترينا غصة سببها
مقاربة بسيطة بين ما تمثله فاطمة الزهراء (عليها السلام) من نموذج
حقيقي للمرأة المسلمة بقدراتها الهائلة على تحقيق التنمية الاجتماعية
والسياسية في المجتمع وبين ما يعيشه المرأة المسلمة من واقع مزور ومرير
بعد عقود من نزول الرسالة المحمدية الشريفة. وأكدت الكاتبة أن أول
الجناة ولا شك هي السياسة العالمية التي رأت أنه يمكن النيل من مجتمع
بأكمله من خلال النيل من المرأة وتضييع قدراتها على العطاء والتنمية
الاجتماعية من خلال تحويلها إلى مجرد أداة لتحقيق اللذة للمجتمع
الذكوري أو وسيلة لتحقيق المكاسب الهائلة لصناعة الجمال والتي أصبحت
اليوم من أعتى الأسلحة المدمرة فكيان المرأة وبالتالي لكيان المجتمع،
فبدل أن تبحث المرأة عن مكامن الجمال الحقيقي في شخصيتها التي جسدتها
الزهراء عليها السلام من كونها مظهراً من مظاهر جمال الله، أصبح جل
اهتمام المرأة هو اللهث وراء تغيير شكلها من أجل الحيازة على الرضا
المزيف عن النفس!
وعن تأثير هذه السياسة العالمية أكدت الأخت آمنة
أن هذه السياسة وإن كان ظاهرها مادياً بما في هذه الكلمة من معنى إلا
أنها حقيقة وجدت لكي تنال من جميع ا لقيم التي يحملها المجتمع بأسره
تجاه المرأة في يومنا هذا. قيم مثل كون المرأة والرجل متساويين في
القدرة على التكامل والوصول إلى أعلى درجات الكمالات الإنسانية لتحل
محله قيم تفرز المجتمع إلى كيان يقدم اللذة المجانية متمثل بالمرأة
وكيان يستقبل هذه اللذة المجانية ويلهث وراءها فضاعت آلاف الأسر بين
هذين الكيانيين المشوهين، ومن أجل الهدف الخبيث وظفت جميع وسائل
الإعلام لنشر ثقافة الرذيلة والإنحطاط وتبعتها بعميانية غبية وسائل
إعلامنا بحيث يقضي أبناؤنا أيامهم يطاردون بغباء وبلاهة أخبار النماذج
المنحرفة من مغنين ومغنيات!! وختمت الكاتبة آمنة عن المفارقة العجيبة
التي تظهر مدى اندفاعنا لتقليد الآخرين ومسخ هويتنا ومدى شراسة
الغربيين في الدفاع عن هويتهم، مع الفارق الشاسع بين امتيازات الهويتين
في مجال المرأة وحقوقها.
المصدر: شبكة النبأ
المعلوماتية |