كشفت وسائل الاعلام الايرانية امس، ان اضطرابات هزّت مدينة ساميروم في محافظة اصفهان وسط البلاد، وأسفرت عن مقتل ثمانية اشخاص وجرح 150 آخرين، في مواجهات بين قوى امن ومتظاهرين، اعتقل على اثرها "عدد من مثيري الشغب".

وأفادت صحيفة "كيهان" عن قتلى في صفوف المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، مشيرة الى ان احتجاجات على تقسيم اداري جديد للمحافظة، تطورت الى مواجهات، عندما هاجم حشد ضخم مقر المحافظ.

وتزامنت الاضطرابات في اصفهان مع مسيرة سلمية في محافظة خراسان، احتجاجاً على تقسيم اداري جديد طاول المحافظة ايضاً. واضطرت السلطات الى معاودة النظر في المشاريع الادارية لتهدئة غضب السكان.

وبثت الاذاعة الايرانية الرسمية ان مشاركين في الاحتجاجات في اصفهان ليل اول من امس، أحرقوا اطارات سيارات وحطموا واجهات متاجر ومنازل وسيارات ومقرات عامة، واعترفت بسقوط قتلى وجرحى في صفوف قوى الامن والسكان.

وأشارت الاذاعة الى اعتقال "عدد من مثيري الاضطرابات"، فيما بث التلفزيون مشاهد التقطت في ساميروم، اظهرت منازل محترقة ومتاجر تهشمت واجهاتها وباصاً وسيارة أتت النار عليهما.

وأفادت وسائل الاعلام ان الاضطرابات بدأت عندما تجمع سكان قرية فردشت امام مكتب المحافظ في ساميروم، للاحتجاج على قرار وزارة الداخلية الحاق قريتهم ادارياً بالمدينة.

وأكد المحتجون رفضهم الالتحاق بالمنطقة الادارية الجديدة، مفضلين العلاقات الثقافية والتجارية التي تربطهم بالمنطقة التي كانوا ينتمون اليها. واشار نائب محافظ اصفهان الى تطويق الاضطرابات بعدما وعدت وزارة الداخلية بالتراجع عن قرارها، لافتاً الى ان قوى الامن تمكنت من استعادة السيطرة على الوضع واعادة الهدوء الى المدينة.

يذكر ان التعديلات في نظام التقسيم الاداري، اسفرت عن اضطرابات مماثلة في مناطق في ايران خلال السنوات القليلة الماضية، وآخرها في نيسان (ابريل) 2002، عندما تسببت مواجهات عنيفة في مقتل شخص في مدينة فردوس (شمال شرق)، اثر تظاهرات احتجاج على مشروع تقسيم محافظة خراسان.

وفي ظل الاضطرابات في أصفهان، قرر امس مجلس شورى مكلف مشروع التقسيم الاداري لمحافظة خراسان وخمس محافظات اخرى، احالة توصياته على مجلس الامن القومي، بسبب مخاوف من توتر في تلك المحافظة الواقعة على الحدود مع افغانستان.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية اليوم عن رئيس المجلس البلدي لمدينة سميروم ‏محمد نادري قوله ان "جميع اعضاء المجلس البلدي قدموا استقالتهم من مناصبهم تضامنا ‏مع ابناء المدينة المفجوعين بضحاياهم الذين سقطوا خلال احتجاجات امس ".‏

‏ واضاف ان "كتاب الاستقالة سيعرض على المواطنين في سميروم وستقدم نسخة من هذا ‏الكتاب الى قائمقام المدينة".‏