دعى احمد زويل إلى الجهاد التعليمي في مقابل
مفهوم الجهاد المطروح اليوم، حيث دعى الىرفع التعليم إلى مستوى الجهاد
في سبيل السعي مجدداً للعلم والمعرفة وأن أفضل الطرق لاستعادة الثقة
بالنفس هو فتح مراكز تفوق في العلوم والتكنولوجيا في كل دولة مسلمة..
وأحمد زويل عالم مصري الذي حاز على جائزة نوبل
عام 1999 في الكيمياء أثر تطويره جهاز الفيتوسكوب الذي يستخدم في تصوير
عملية الربط الجزئي للمواد الكيميائية ويعمل في الوقت الحالي أستاذ
بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. وزويل هو العربي الوحيد الحاصل على
جائزة نوبل للعلوم.
تحدث أحمد زويل مؤخرا حول سبات العالم العربي في
مجال العلوم، والفجوة الاقتصادية بينه وبين الغرب وبين شرق آسيا من جهة
أخرى ومدى علاقتها بالأسباب الحضارية وهل لها صلة بالدمج والربط بين
الإيمان والعقل في العالم الإسلامي مما يفرض قيوداً على العلم مذكراً
بواقع العرب المسلمون قديماً حيث وصل العرب إلى قمة الحضارة في الوقت
الذي كانت أوربا المسيحية تعيش في العصور المظلمة.
وعزا تقدم أوربا أو قد تتأخر خمسة قرون لولا
الانجازات الفكرية للعرب وترجمتهم للفلسفة الأغريقية القديمة ومنجزاتهم
في علم الفلك وأشار إلى وضع مصر قبل 200 عام قد قامت بوضع قوي إلى درجة
أن اليابانين والكوريين درسو الكيفية التي يعمل ويدار بها اقتصاد مصر.
وتسآل د. أحمد زويل ماذا حدث في القرن الأخير؟
في البدء كان هناك استعمار أوجد نظاماً طبقياً يتكون من النخبة الحاكمة
المتحالفة مع الخارج بكل امتيازاته، فيما كان الغالبية الساحقة من
الفلاحيين الأميين. نسبة الأمية وصلت لـ50% حالياً وسط الرجال، أما
بالنسبة للنساء لم تقل عن 80% فماذا فعلت الدول العربية؟ نظروا إلى
الغرب، ثم إلى الشرق، ثم إلى القوى العظمى طلباً للمساعدة وعندما لم
يصلوا إلى شيء فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية بعد الحرب الباردة، لم
يعد هناك مكان لينظر إليه إلا إلى الدين، لا بد أن نأخذ في ا لاعتبار
هذا الوضع الذي أوجد أعداد متزايدة من المحبطين الذين لا وظائف لهم ولا
فرص الحياة.
والأسوأ من ذلك نسبة كبيرة من خريجي الجامعات
تعاني من البطالة ماذا يفعل هؤلاء؟ كل هذه الطاقات تتجه صوب التطرف
والعنف. لذا ما يترد عن نزاع وصراع حضارات لا يعدو أن يكون شعاراً
زائفاً وجد رواجاً واضحاً، إلا أن الجواب الأكثر أهمية هي القوى
السياسية والاقتصادية التي تدفع الأفراد نحو التطرف الديني.
ونفى زويل أن تكون الأوضاع الراهنة في العالم
الإسلامي تعود إلى الحدود الدينية داخل العقل وقال اعتقد أن الأوضاع
الاقتصادية والاحباطات الموجودة وسط السكان الذي يغذيها التعليم الخاطئ
تساعد في خلق مجموعات غير متنورة تستخدم الدين لأغراضها الخاصة وتعطل
السعي إلى المعرفة العملية رغم أول سورة في القرآن الكريم تبدأ بكلمة
أقرأ.
ويتحدث زويل عن نفسه قائلا: كنت محظوظاً جداً،
فقد حصلت على وظيفة جيدة عقب التخرج، وعشت في وضع مريح بمرتبي الذي كان
يبلغ 20 جنيهاً مصرياً، إذ كنت أذهب إلى المسرح والأماكن الترفيهية
الأخرى ثم حصلت فيما بعد على منحة إلى الولايات المتحدة لمواصلة دراستي.
ولو كنت في الوقت الراهن شاباً عربياً فإن
الحياة ستكون أكثر صعوبة لي، فالولايات المتحدة ربما لا توافق على
قبولي كطالب، بسبب الاشتباه في العلاقات الإرهابية، ماذا ستعتقد أنني
سأفعل؟ أحد الخيارات المتاحة يتمثل في الانضمام إلى مجموعة سرية توفر
لي فرصاً أفضل بصرف النظر عن مذهبي أو أيدلوجيتي.
ويرى زويل أن الغرب لا يمكن أن يفرض الديمقراطية
على المجتمع، فالغرب يعتبر دائماً بمثابة الأجنبي المحتل والأجنبي
الغازي وتطبيق النظام الديمقراطي لا بد أن ينبع من داخل هذه المجتمعات
والدول، وهذا يتطلب نشوء مؤسسات تعليمية جديدة واتفاقات تجارية مفيدة.
وأشار إلى تجربة اليابان وكوريا منذ نهاية الحرب
العالمية الثانية وتوقيعها على اتفاقات التجارة الحرة حيث ظلت تسجل
معدلات نمو اقتصادي متزايد هذه هي الحياد التي ستجر العربة الديمقراطية
وليس العكس.
ويجب أن يكون هناك إنصاف سياسي فدعا إلى عدم
الازداوجية في المعايير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة لما
تسببه من أضرار كبيرة واعتبر زويل أن النزاع العربي الإسرائيلي بكامله
يعتبر أكبر مبدد للطاقات في المنطقة. ودعا زويل إلى سلام بين الجانبين
باعتبارها مساهمة هائلة للتنمية.
وعن مسؤلية العالم العربي تجاه نفسه؟
يرى د. زويل أن نرتب بيتنا من الداخل أولاً (الانضباط
كلمة استخدمها كثيراً عند الحديث مع أفضل وأذكى الشباب حول العالم
العربي).
(فإذا كانت الأساسيات موجودة أعن التعليم وفرص
العمل فإن الانضباط وتركيز الطاقات... مثلما يحدث في آسيا يمكن أن
يساعد في إنطلاق الاقتصاد).
وعن الخطوات الفعلية للبدء في السير قدماً تأتي
سبيل التنمية الاقتصادية قال زويل: نحن في حاجة إلى جهاد تعليمي. وأن
نرفع التعليم إلى مستوى الجهاد في سبيل السعي مجدداً للعلم والمعرفة
ومن الناحية العملية أن أفضل الطرق لاستعادة الثقة بالنفس هو فتح مراكز
تفوق في العلوم والتكنولوجيا في كل دولة مسلمة، للتأكيد على إمكانية
إنجاز ذلك وأيضاً لإظهار أنه بوسع المسلمين المنافسة في الاقتصاد
المعولم في عصرنا الراهن، وغرس الرغبة في التعليم لدى الشباب ومن
المقرر أن تدرس منظمة المؤتمر الإسلامي هذا الاقتراح في القمة المقرر
عقدها في اكتوبر / تشرين المقبل.
إعداد: بسام محمد حسين
(شبكة النبأ المعلوماتية) |