قيل لأحد النبلاء لماذا لا تبني لك داراً؟ فقال
ما أضع فيها وأنا المقيم على ظهر جواد أو في السجن أو في القبر.
وقيل أن رئيس بلد كان دائماً يشكو زوجته من
منغصات شعبه ومطالبه الدائمة وأقترح عليها أن يغادر البلد إلى جزيرة
بعيدة ليستمتع بالراحة فما كان من الزوجة إلى أن أشارة بذكاء وخبث
وحنكة، لماذا كل ما تريده يحصل إذا فتحت أبواب الهجرة بمصراعيها.
تشير الموسوعة الفلسفية إلى أن السلطة مفهوم
يشير إلى النفوذ المعترف به كلياً لفرد أو نسق من وجهات نظر أو لتنظيم
مستمد من خصائص معينة أو خدمات معينة لمؤداه وقد تكون السلطة سياسية أو
أخلاقية أو علمية وينضوي تحت هذا المفهوم عدة أنواع من السلطات:
1- السلطة النفسية (السلطان الشخصي، قدرة
الإنسان على فرض إرادته على الآخرين.
2- السلطة الشرعية: المعترف بها في القانون،
سلطة الحاكم والوالد والقائد.
3- السلطة الدينية، وهي مستمرة من الوحي الذي
أنزل الله على أنبيائه، ومن سنن الرسل، وقرارات مجاميع الدينية المقدسة،
واجتهادات الأئمة.
4- سلطة الأجهزة الاجتماعية التي تمارس السلطة
التربوية والقضائية وغيرها) ويعرف جان وليام لابيار السلطة قائلاً:
السلطة هي الوظيفة الاجتماعية التي تقوم على سن القوانين وحفظها
وتطبيقها، ومعاقبة من يخالفها، وهي التي تعمل على تغييرها وتطويرها
كلما دعت الحاجة فالتنظيم والتقرير والحكم والعقاب هي مهام التي تنتظر
السلطة في أية جماعة كانت.
وفي ظل سيادة أقلية من الناس يسود الاستغلال
والاستعباد وتتحول الشرائح الاجتماعية العريضة إلى مجموعة من العبيد
المنتجين الذين يقدمون طاقاتهم الإنتاجية إلى فئة قليلة، ومن هنا فإن
الدولة التي تكون على رأسها سلطة مستبدة طاغية ستكون دائماً تحت تصرفها
سند قانوني لتبرر سلطتها.
وهي لا تفكر مطلقاً في أن يكون المجموع الإنساني
الذي تحكمه مالكاً لأن امتلاك هذا المجموع سيدفعه إلى أن يتحرر
اقتصادياً وبالتالي يدفعه إلى التمرد وكسر الطاعة المفروضة عليه، وهذا
لا تريده السلطة الاستبدادية لأن التحرر الاقتصادي مقدمة للتحرر
السياسي والإنساني، وقديماً قال فقهاء السلطة الاستبدادية (جوع كلبك
يتبعك) وأن الحكام الطغاة، ومنذ أقدم العصور، أعتقدو أن سعادتهم يمكن
أن تتحقق بوسائل تسلتزم فرض البؤس على الآخرين ومن أهم مقومات هذه
السعادة عند هؤلاء الطغاة، جعل الآخرين عبيداً لهم وبهذا الصدد تشير
الأحاديث النبوية الشريفة إلى أن النبي محمد (ص) كان يدعو إلى معارضة
الحاكم الجائر، وعدم طاعته، ويروى عنه أنه قال (أفضل الجهاد كلمة عدل
عند سلطان جائر ومن مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من
الإسلام وأن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروا أو شك أن يعمهم الله
بعقابه، ويروي ابن طباطبا الخبر الآتي:
لما فتح السلطان هولاكو بغداد سنة 656 أمر أن
يستفتي العلماء أيما أفضل: السلطان الكافر أم السلطان المسلم. ثم جمع
العلماء لذلك، فلما وقفوا على الفتيا أحجموا عن الجواب، وكان رضي الدين
علي بن طاووس حاضراً هذا المجلس وكان مقدماً محترماً، فلما رأى إحجامهم
تناول الفتيا وضع خطه فيها بتفضيل الكافر العادل على المسلم الجائر.
إعداد: بسام محمد حسين.
شبكة النبأ المعلوماتية |