فيما تطمح إليه جموع الدعاة إلى تركيز مبدأ
السوية بين المجتمعات البشرية هناك ومع الألم الشديد من يعمل على تخريب
النفوس عبر سلبها لعفافها وبالتالي تعريضها للسحق والنسيان تحت عجلة
الفساد والمفسدين.
الإعلام الغربي السلبي يشوه الصورة الإسلامية
عمداً وما يزال يتهم دين الإسلام السماوي بـ(دين إرهاب) ففي فضاء
العالم اليوم (4500) محطة فضائية تبث برامجها ولكن تتخلل برامجها طرح
تحريفات على المبادئ الإسلامية ليبدو الإسلام مهزوزاً في النفوس
الضعيفة التي تشكل قاعدة الإنطلاق لكل ما يسيء للإسلام ويظلم المسلمين
– المؤمنين وفي ظل أجواء مربكة كهذه يتضح أن الإسلام بسمته كدين غير
مستهدف تماماً بقدر ما يؤكده من ضرورة على التمسك بالعفاف الجسدي عند
المرأة والرجل إذ بدون الحفاظ على العفة لا يمكن أن ينال أي مجتمع شيئاً
من السعادة الحقيقية.
وأمام معادلة نقيضة الطرفين بين جهة قليلة تدعوا
إلى الالتزام بمبدأ العفة وجهة لا نرى في ذلك أمراً مهما بدأت بعض
الإعلاميات في الدول الإسلامية والعربية تشذ لصالح نشر وانتشار الفساد
ففي مصر – البلد العربي والإسلامي – بدأت المحطات التلفزيونية الخاصة
المجازة من الدولة هناك تبث إرسالها على القمر الصناعي المصري (نيل سات)
عارضة أغان مصورة تتخللها مشاهد إباحية ومشاهد لإثارة الغرائز مما أضطر
أخيراً البرلمان المصري لمناقشة هذا الموضوع بين محاور رافض ومجادل
مؤيد.
وقد رفض رؤساء المحطات التلفزيونية الخاصة
الاتهامات الموجهة للمحطات الخاصة ومن بين هؤلاء رئيسة قناة المحور (مجيدة
قطب) إذ بررت ذلك لصحيفة الوطن: (لا يمكن أن نحزم مشاهدينا من متابعة
أحدث الأغاني الجديدة العربية والأوربية وأن حرصها على جذب المشاهد
لبرامجها يكون أحياناً على حساب المادة المبثوثة على الفضائية).
هذا وكان إسلاميون في البرلمان المصري قدموا
استجوبا إلى مسؤولي إدارة القمر الصناعي المصري (نيل) يطلبون منهم
الإجابة على عدة تساؤلات دقيقة منها مثلاً – هل أن مصر بلد إسلامي وإذا
كان كذلك فلماذا يعرضون الخلاعة على شاشات المحطات التلفزيونية بهذه
الطريقة؟ ويذكر أن تكرار بث النوع الإباحي من نمط الأغاني الآنفة أفقد
المحطات خصوصيتها وباتت نسخاً مكررة من بعضها ويضم القمر الصناعي
المصري نحو (10) محطات تبث الأغاني من بينها (7) محطات يملكها مصريون
وعرب ولا أحد يدري بالضبط من يملك بقية المحطات الفضائية الثلاث
المتبقية!
والسؤال الممكن إثارته بهذا المجال هل يمكن
اعتبار فرض مثيل هذا النوع الإباحي من الأغاني (إرهاب أخلاقي) باعتباره
يمهد إلى تخدير النفوس ويمهد لإيقاعها مستسهلة التمتع بحياة فاسدة لا
نكهة لحياة حقيقية فيها؟ أن ما يبدو ومن خلال الأعداد الكبيرة للمحطات
الفضائية الباثة برامجها للصور الإباحية الحية أن عصر الإعلام الإباحي
قد بدأ عبر عمليات دخول العالم إليه بخطوات تفتقر إلى احترام فطرة
الإنسان في ضرورة أن يكون عفيفاً في أداءاته الروحانية ومتطلباته
الجسدية. |